بعد ساعات قليلة ستظهر نتائج الانتخابات وتنجلي شمس صباح الأربعاء وقد ظهر 120 نائب جديد أو مكرر يمثلون كافة أطياف الوطن في مجلسهم السادس عشر . فبيوت الناجحين تزدحم بالمهنئين من المؤازرين وغيرهم من غير المؤازرين ويتناولوا على أثرها الكنافة وهذا التصرف قد يكون هو الأعم في كثير من محافظات المملكة . ولكن ماذا عن الراسبين أو ممن لم يحصل على علامة عالية في السباق ، بالتأكيد ستقوم زوجة المرشح الراسب أو الناجح بأصوات قليلة بطرد من يتواجد في البيت في تلك اللحظة بحجة الخيانة للمرشح ، وهو الذي كان من المتوقع أن يحصل على نسبة 99.9% من أصوات دائرته ، وسيتهم الحاضرين بأنهم جاؤوا لأكل الكنافة ولم يقدموا مقابل الكميات التي أكلوها .
من التصرفات الأخرى التي ترافق الرسوب قيام المرشح الراسب بتهدئة جماعته ورغم المؤامرات التي أحيكت ضده من قبل بعض المتنفذين في الدائرة ، إلا أن هناك اتصال جاءه من فوق فوق واعدأ إياه بمنصب أو موقع رفيع بعد الانتهاء من مراسم العرس الوطني لتعويضه عن رسوبه ولكون أن النجاح كان تركة له ومن نصيبه ولا يجوز أن يخسره .
ثمة بعض المرشحين الآخرين الراسبين تبدأ البنوك والدائنين له وأصحاب محلات الكراسي والكنافة بمطالبته بقيم المشتريات التي تم قيدها على الحساب لما بعد النتائج ، وفي كلتا الحالتين فإن النجاح والرسوب لن يكونا دافعاً للمرشح الراسب بسداد التزاماته المالية ، وخلي المحاكم والمحامين يشتغلوا .
بعض المرشحين الآخرين سوف يقومون بمراجعة شريط الانتخابات وتسجيل نقاط وأماكن الضعف التي رصدوها في حملاتهم الانتخابية ، وفي أقرب فرصة أو مناسبة يعلنون رغبتهم وجديتهم بالترشح للانتخابات النيابية في الدورة القادمة لان فرصتهم ما تزال قائمة وان الحظ العاثر هو لوحده من أفقدهم فرصة الفوز ، وبالتالي هذه الفئة لن تتخلف عن حضور أي مناسبة اجتماعية لو كانت حالة ولادة .
بعض الراسبين سيكون لديهم برامج انتخابية وشعارات جديدة لخوض الانتخابات البلدية القادمة ، فمن لم يفلح في النيابة فالبلدية مناسبة له ، ورئيس بلدية أحسن من بلا ، ويبدأ هذا المرشح الثقيل الظل بفرض نفسه على عشيرته وعلى أبناء منطقته ويحرم من هو أفضل منه لخوض غمار الانتخابات – أي انتخابات – حتى لو كانت انتخابات ديوان العشيرة .
بعضهم سيقفل جواله لحزنه الشديد على خسارة فرصة الظهور كنائب في البرلمان ، وهذا التصرف سيؤثر على دخل شركات الاتصالات ، لكنها سوف تكون مصدر دخل مهم للمستشفيات كونها الأكثر عرضة للجلطات وأمرض القلب ، وهذا سيعوض الأثر الاقتصادي السالب لإقفال الجوالات وسيتسبب بزيادة الطلب على محلات الأزهار والشوكولاته .
ما يحدث من نجاح أو رسوب في بلادنا مكرر ، ومتوقع ، ويمكن التنبؤ به ، لدرجة الملل ، وحتى الأشخاص الراسبين أمكن توقعهم لان الناجحين باتوا معروفين لدينا ، نسأل الله يوم غد أن تختلف هذه القاعدة ويكون هناك حوادث جديدة لم تكن بالحسبان .
الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
Nsour_2005@yahoo.com