في بعض الأحيان يدفعك قلمك دفعاً لكتابة ما يجول في خاطرك ... عندما تكون الصدمة أكبر من أن يحتملها العقل ولا حتى القلم ..
هذا ما حصل لي منذ أيام وأنا أشاهد تقريراً عن شياطين في شوارع عاصمتنا عمان ... شياطين في صورة بشر .. !!
الحاج هاشم أحمد عمر \"أبو نزيه\" ..... أمين صندوق لجنة زكاة وصدقات حي نزال والذراع الغربي في عمان ...
رجل سبعيني ... أب فاضل لكل واحد بيننا.... قضى سنوات حياته في أعمال الخير وجمع الصدقات للفقراء والمحتاجين..
كان لا ينفق ماله ووقته إلا من أجل الآخرين .. من أجل أن يرسم إبتسامة على وجه طفل حزين ... ويمسح دمعة ذرفت من عين فقدت ولدها أو أنهكتها آلالام الحياة وأحزانها ..
ستون عاما أو يزيد... قضاها \"أبو نزيه\" وهو يتنقل من شارع لشارع ومن زقاق لزقاق باحثاً عن الفقراء والمحتاجين في عاصمتنا الحبيبة \"عمان\"...
حتى جائت الساعة التي أرادها الله له الذي لا راد لقضاءه وقدره ..
مجموعة من الشياطين المتمثلين في صورة البشر يعترضون الرجل وهو منهمك في جمع الصدقات للفقراء والمحتاجين ولا يشغل باله إلا ضمان توزيعها قبل عيد الأضحى المبارك بعد أيام قليلة...
يعترضه هؤلاء الذين إنعدمت فيهم كل القيم والأخلاق والأعراف ويقومون بالإعتداء عليه ومحاولة قتله ...
ومن أجل ماذا يا ترى !!! من أجل أن يسرقوا الأموال الطاهرة التي يحملها وينفقونها في ملذاتهم التافهة السخيفة...
رحمك الله يا أبا نزيه ... فلطالما مسحت دموعاً من أعين فقراء ومساكين ... ولطالما إجتهدت في أن ترضي ربك بعمل الخيرات ونشر المسرات بين الناس ... لذلك إختار لك الله هذه الخاتمة العصيبة ليزيد في أجرك وحسناتك بمقدار من قدمت لهم الخير في حياتك...
أفلا تستحق منا بضعة سطور نسطر فيها بضعاً من مآثرك الطيبة... نسأل الله لك الرحمة والمغفرة ..وأن نكون بصحبتك في رفيع الدرجات في حضرة المصطفى \"عليه الصلاة والسلام\" ...
ولا تحزني يا أم نزيه ... فالمؤمن أشد إبتلاء .... وقد إختار الله لأبو نزيه قضاء عيد الأضحى في مكان وزمان أجمل بكثير مما كان فيه بإذن الله ...
ولتحمد الله عائلة \"أبو نزيه\" على أن رزقه درجة الشهداء... فقد مات وهو يدافع عن مبادئ دين الإسلام السمحة الطيبة ... مبادئ المحبة والتآخي ... مبادئ تعلمنا كيف نكون من أجل غيرنا ... ونقضي حياتنا من أجل الآخرين ... حتى وإن دفعنا حياتنا مقابل ذلك ...
وإن كنت لم تجد من يدافع عنك ويمسح دموعك يا أبا نزيه... فالله كفيل بأن يرفع درجتك بمقدار ما قدمت من أعمال الخير في حياتك .. رحمك الله يا شيخنا.... ستبقى في قلوبنا.... وسيبقى عملك صدقة جارية خالدة في رصيك إلى يوم الدين ...
ورسالة أهمس بها في أذن الكريم إبن الكريم.... عطوفة الباشا حسين هزاع المجالي... مدير الأمن العام في بلادنا الحبيبة ... عائلة \"أبو نزيه\" ترتجي منك الكثير بعد الله.. ترتجي منك أن تمسك بهؤلاء القتلة الساقطين... فنرجوك أن تجتهد في إلقاء القبض على هؤلاء الشياطين المجرمين وأمثالهم... لنطهر بلادنا من أمثال هؤلاء... ممن أساء ويسئ لسمعة بلادنا الطيبة ... وأن تضرب أنت والقضاء على أيديهم بيد من حديد ...نرجوك وننتخيك ... ونعلم بأنك من أكثر من يقدر معنى أن يدفع الإنسان حياته دفاعاً عن وطنه ودينه ومبادئه... ووالدك \"شهيد الوطن\" دولة هزاع المجالي \"رحمه الله\" كان ممن دفع حياته من أجل الدفاع عن وطننا الحبيب أردننا الغالي قبل خمسون عاماً ...
كتبت بقلم م. عبدالرحمن \"محمدوليد\" بدران