جميل النمري
غدا ذكرى التفجيرات الاجرامية في فنادق عمّان وستردّ الفنادق باعلانات تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات . نعم هذا هو الردّ . . المشاركة الديمقراطية للمواطنين الأحرار الأسياد في موطنهم، الشركاء في تقرير مستقبلهم.
ليس صدفة اختيار تاريخ التاسع من تشرين الثاني موعدا للانتخبات النيابية فالتطرف والارهاب هو النقيض للحرية والتعايش السلمي ونقيض للديمقراطية والمشاركة. التطرف يرفض القبول بالقواسم المشتركة بين الناس ويقوم على احتكار الحقيقة وتكفير الآخرين، بينما القبول بالرأي الآخر والتعايش في ظلّ التنوع يعني بالضرورة الاعتدال والتداول على المسؤولية بين الأقلية والأغلبية المتحركة القابلة للتغيير والتبددّل. التطرف يفرض مرجعية واحدة مطلقه تحتكر الحقيقة وبالتيعية تحتكر السلطة ولأن التطرف لا يحترم الرأي الاخر ويقوم على الفرض والاكراه يصل في النهاية الى الارهاب والقتل العمى لتخويف المجتمع واخضاعه.
الديمقراطية والمشاركة هي الردّ، ويجب ان يقول الاردنيون كلمتهم حول مستقبلهم، يقولون انهم يريدون مجتمعهم حرا ديمقراطيا عادلا مسالما يردون دولة القانون والمؤسسات وتكافوء الفرص والعدالة الاجتماعية، يريدون التقدم والازدهار والرفاه والحياة الامنة لهم لابنائهم، يريدون اعلاء شأن القيم الايجابية كلها، اعلاء شأن العمل والانجاز، قيم المواطنة الصالحة والانتماء الوطني النزيه.
الانتخابات النيابية هي لحضة الذروة في تجسيد المشاركة وحق الناس في تقرير مستقبلهم، ومهما كان الرأي في مستوى الديمقراطية عندنا فالمشاركة وليس المقاطعة والاستنكاف والسلبية هي الحلّ. السلبية تعني التخلي طوعا عن حق اساس وليس لأحد بعد ذلك ان يشكو من شيء اذا كان يستنكف عن الحق المتاح له. من أجل ذلك سيتوجه الاردنيون ويجب ان يتوجهوا بكثافة الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم وأن يمارسوا بقدر ما يستطيعون الانتخاب على أساس الجدارة والثقة بشخص المرشح.
كل المؤشرات تقول اننا سنشهد انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية ، وان هناك توجها حقيقيا للتغيير. فلنذهب الى صناديق الاقتراع ونصوت من اجل التغيير