أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الأحد: الطقس سيتغير بشكل سريع وجذري ما بين الصباح وبقية النهار الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ منتدون: المشروع الصهيوني يستهدف الاردن .. والعدوّ بدأ بتنفيذ مخططاته آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار 15 شهيدا في قصف إسرائيلي على بعلبك .. وحزب الله يصد محاولات توغل %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة الاحتلال يطلب إخلاء مناطق في حي الشجاعية شرق غزة .. "منطقة قتال خطيرة" التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم
"عشبةٌ في حطام المراكب" من صور الاعتقال في الأحواز
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "عشبةٌ في حطام المراكب" من صور...

"عشبةٌ في حطام المراكب" من صور الاعتقال في الأحواز

07-08-2017 05:03 PM

*قصة قصيرة
و زحمة في طرق الهجرة مراكب تصطدم بحلم قد يكون و دموع الهروب على سطح القهر، تنبت ورداً تخيطه حاملات الجرار كفناً لشهداء وسط غربة الزمان.
ليس غريباً عليه الوجع جسداً و روحاً قد عانى الأمرين و أكثر، على الشاطئ وسط شاردي الذهن و الخائفين و أطفال صارخين ومستكشفين صعد للمركب بمصير مجهول ،لكنه لن يخسر كثيراً، من الموت هرب لموت قد ينتظر متربصاً في طرق الهجرة التي عرفت العابرين بأسمائهم و صورهم.
و أيام تعود بالذاكرة صور تتقطع وتلك الليلة التي اكتشف بها الوطن المكبل، عندما استلم حزمة أوراق وطلب منه أن يجوب شوارع الحي القديم لتوزيع البيانات.
الأحواز العاصمة بشوارع أحيائها و زقاق الحارات القديمة كانت على موعد مع بيان الدعوة للمظاهرات صباح عيد الفطر.
بنشوة واحترافية بداء توزيع البيانات على نوافذ المنازل وتحت مساحات زجاج السيارات،حي (العزيزية) للعاشق نصيبه في توزيع البيانات.
الشوارع مكتظة تمتلئ بالناس سهرات رمضانية ،وفي بعض الزوايا تجمع لأهل الحي يلعبون "المحيبس" وعدد منهم يجتمعون حول صينية الشاي يتسامرون و منهم من أعتكف للصلاة والتسبيح،وشباب في الأسواق الكبيرة.
ومع هذا الاكتظاظ كان توزيع البيانات سهل وسريع، وفي بعض الزوايا نسوة يكتشفن حيلة توزيع البيان إلا أنهن يبتسمن نصراً ويغضضن البصر.
لم يكن محتوى البيان مفاجئ بل كان تبليغ فالجميع ينتظرون صباح العيد وخاصة بعد أن وصلت للداخل البيانات الصوتية و التي حددت الموعد لانطلاق التظاهرات رفضاً للاحتلال و للإفراج عن الأسرى.
في اليوم التالي لتوزيع البيان ، كان على موعد مع المسؤول لتقديم تقريره عن التوزيع ،كان لقاء سريع مختصر الكلمات، وقف في المكان المحدد وصل المسؤول الذي تميز بقامته الطويلة و نحافته الملفتة للنظر ، وقف بجانبه ألقى عليه السلام وسأله بصوت متعب عن تقريره، ابتسم منتصراً و ابلغه عن قيامه بتنفيذ العمل كاملاً.
لم يشكره أو يثني عليه إلا انه ابلغه بأن "أبوجاسم" سيتصل به و هو المسؤول عن الثاني عن الأحواز العاصمة.
غادر المكان، وتركه واقفاً في مكانه محتاراً بين التجوال قبل موعد الإفطار أو الانطلاق نحو المنزل.
في المركب لا يزال متمسكاً بحافته وسط تلاطم الأمواج مستذكراً لحظات ما قبل صلاة العيد و التجهيزات من أعلام ويافطات و الاجتماع الذي سبق العيد بيوم والذي فيه تم توزيع العمل و حدد لكل مجموعة مكان تواجدها.
شعراء توزعوا على الأحياء التي ستنطلق منها المظاهرات،بدأت الهوسات تنطلق من حناجر الرجال ،صخب يرافق الغضب ،ضجيج ثورة يملئ المكان و يمتزج برائحة الوطن عطراً تنثره زغاريد الحرائر.
غضب في الشوارع ، حناجر لا تمل ورجال يزداد حضورها وينتشر ظل كفافيهم الحمر حتى يتراءى للناظر أن الشمس في غروب وسط الظهيرة.
تنهد وهو يستذكر مشهداً من حرارة عنفوان المتظاهرين شُد النخل للتظاهر وغضباً للوطن صار البلح في عنقها رُطبُ.
موجةٌ أصابت مركبهم فتطاير رذاذ البحر ليصيب وجه فاختلطت القطرات مع دمعهِ فما عاد يدري أي القطرات يتذوق حسرةً و شوقاً وقهراً.
تنهد وهو يتذكر غرفة التحقيق في دائرة المخابرات الفارسية، مكان مجهول، غرفة مظلمة مكبل اليدين للخلف وعيناه حائرتين خلف غطاء محكم من القماش زاد لظلمة المكان خوفاً مما سيكون.
صوت أقدام متثاقلة تجول في الغرفة وصوت مزعج لنفث دخان سيجارة تزيد الغرفة ضيقاً وغربة.
لحظات تمر و كأنها شهور في انتظار ما سيكون ، وفي غفلةٍ عن تزاحم الأفكار احتار بين شعوره بالغضب أو الألم مع صوت ضربة براحة اليد على رقبته من الخلف، فما عاد يعرف هل الصوت مخيف أم أنه شعور مختلط بين الألم والغضب.
وأدرك انه ليس الصوت فقط بل الألم الناتج عن تكرار الصفع على مؤخرة الرأس.
وأستمر الصفع وزال شعور الألم وأصيب بدوخة خفيفة لا يعرف سببها هل هي بسبب ارتطام مقدمة رأسه بالطاولة نتيجة الصفع أم أنها نتيجة الصفع المتكرر على مؤخرة الرأس.
وجاء صوت متلعثم بدخان السجائر وبحروف مكسرة لفارسي تعلم اللغة على عجل:
مين أعضاء التنظيم؟
لم يدوم الصمت طويلاً وضربة من قبضة اليد على الوجه مزقت سطح الغبار في المكان .
صرير كهل الإيقاع صدر عن الباب الذي فتح برتابة،وصوت أقدام تطرق الأرض ونصف الجسد مجرور و نصف محمول إلى غرفة بلا ملامح وصوت ارتطام الجزء المحمول ببلاط الغرفة وبين الوجع و صوت الضرب بالأقدام على جسد يفقد الإحساس بالوقت و المكان.
ويتلاشى الإحساس بأي شيء ليتم إيقاظ ما تبقى من الجسد بماء مبرد، ويستمر الضرب دون أي سؤال.
ساعات أو أيام ، دقائق أو شهور، ما عاد في المكان منطق للوقت.
في غرفة أخرى فيها أربع درجات تم نحتهن بعناية لمنع السجين من النوم فوقهن و في قاع الغرفة ماء آسن برائحة تزكم الأنوف تمنع السجين من الاستلقاء.
مدة طويلة قد تكون يومين أو أسبوع انتهت بالتمدد فوق طاولة خشبية مع توثيق اليدين و القدمين ودون تعصيب للعينين و أربع أشخاص مقنعين و خامس يقف في زاوية المكان في الظلمة ما كشف وجوده غير سيجارته بنفس صوت سحب الدخان المزعج.
ضرب بالسوط من قبل الأربعة انتهى برش ماء مبرد ممزوج بالملح ، دقائق يشتد فيها الألم ليصبح الفرض الوحيد وسط سطوة ملوك غرفة التحقيق.
رائحة الدم و أنين التعب ، وغضب مزق شفتاه عطشاً.
دخل شخص سادس الغرفة وبيده "جونيه" من "التبن" ومنه يصدر صوت وجع وخوف ومع شدة ألمه صار من الصعب تميزه ، يساعد الجلادين بوضع رأس المسجى على الطاولة والمقيد في " الجونيه" وإحكام إغلاقه بمقدار رقبته وضرب بالعصي "الجونيه" وصوت مرتفع من صراخ و قطط تتألم و دقائق تحول وجه نتيجة غضب و ألم القطط إلى مساحة من تواقيع دامية لمخالب وأسنان القطط.
لقد كان التعذيب الأكثر دموية قطط في كيس من (الخيش) يحكم إغلاقه على رأس الضحية وتضرب القطط فتثور غضباً و وجعاً وتنتقم من رأس المسجى بلا حول أو قوة.
توقف التعذيب مع موجة الضحك المتواصلة من الجلادين وآمرهم، ويبقى مسجى شبه عاري فوق الطاولة الخشبية.
دمعتين وأكثر تختلط بالرذاذ على خديه وسط بحر تحرك الريح أمواجه و تستفز تقاطيعه المذهلة في رحلة وسط الشتاء، في الكانون نحو المجهول هرباً من محتل ارتمى بكل ثقله الإرهابي على شعب أعزل حطمته سنوات التعب.
ويستعيد ذاكرته أكثر ،صور كثيرة تشكل المشهد الذي استمر لأسابيع في تعذيب حوله لهرم في العشرين،جعل منه "هيكل عظمي" مليء الندب و الجروح والكسور،يمد يده إلى ساقه اليمنى يتحسس فخده ألم يشعر به في سكون جسد محطم كلما لامس البرد عظامه، فخد حمل توقيع الاحتلال بكسر حوله إلى شبه أعرج.
الاحتلال الفارسي تمادى في تعذيب الأحوازيين إلى أن تحول الجلادين إلى مجموعة من الساديين يبدعون بطرق تعذيب ليس الهدف منها نزع الاعترافات فقط بل الاستمتاع بالتعذيب، ضحك وتصفيق ورهانات فيما بينهم ، و الغيبوبة هبة الله لمن هو في سراديبهم، هي الراحة التي يحصل عليها وسط استخدامهم للمطرقة لسحق أصابع القدم ، هي الملاذ وسط صوت آلتهم الكهربائية واليدوية وصوت اظفر الإبهام وهو يُخرج من مكانه بعنف مصاحباً للضحك.
التعذيب من أجل التسلية، حتى المسؤول الرفيع في شعبة الاحتجاز في المخابرات الذي قرر في ليلة أصابه فيها الأرق فتسلى بهم عذبهم وضحك على صراخهم و تعرية أجسادهم وضربهم وتمادى أكثر و أكثر.
الأحوازي في سراديب المخابرات الإيرانية مشروع للتسلية ،حقل تجارب للسادي.
الأسير الأحوازي مشروع شهيد مع وقف التنفيذ.

الترحيل إلى سجن كارون،،،

في ليلة صاخبة بعد تنفيذ المجاميع الفدائية عملية نوعية جمع آمر السجن الأسرى في الباحة الأمامية لسجن "كارون" في الأحواز العاصمة وبدون أي إنذار بدء جنده يطلقون الرصاص المطاطي على الأسرى لساعة كاملة أصيب الجميع ومن بعدها رشهم بالماء الآسن ولثلاث أيام لم يسمح لهم دخول زنازينهم أو استخدام المرافق.
تذكر في مركب الهروب التفاصيل وفي كل صورة صوت الألم يعود إليه أكثر صخباً و أكثر نفاذاً وكأنه الصدى يرتد أقوى و أكثر ضجيجاً.
قطع نصف المسافة في مركب ممتلئ بالوجوه و لكل وجه حكاية و لكل حكاية ألم و مرارة، تتقاذفه الأمواج وتصفعه.
ثروة هائلة كلفت والده لتقديم الرشاوى لإخراجه من السجن ، هربه ثلاث من الحراس مقابل مبلغ عظيم ما توفر للوالد إلا بعد أن قام ببيع أربع دونمات من أرضه التي ورثها عن والده.
جزء من ثروة الجد ذهبت لجيوب الحراس وكما هو الوطن ذهب كله لجيوب المستعمر.

أرهقه السجن و حوله لمهزوم في فلك إنسانيته.

اشتدت قبضته على حافة القارب و شاح بوجه عن طريق مجهول وسط ظلام صار انعكاس للموج المزدحم ،وفي خفايا اللهاث الخائف قصة وطن ،يسجى يضرب يشنق ،و الإنسانية صماء وعمياء .

صك على أسنانه وحرقة في عيناه، ومرةً أخرى يغيب عن الوعي، وتعود الحياة لدورتها ،وسط ذهوله فتح عيناه وهو مسجى ومن حوله ضجيج أدوات بين التضميد و أشياء أخرى.
شهق وغادر الحياة دون أن تكتشف عيناه في أي بقاع الأرض هو.
شهق محتاراً أحلم هو و وهم يتغلب به عقله على واقع مخيف،أم أنه وصل لشاطئ بعيد.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع