زاد الاردن الاخباري -
تشير نتائج امتحان «التوجيهي «وإنعكاسات قرارات مجلس التعليم العالي الى ارتفاع ملحوظ مرجح على الحدود الدنيا لمعدلات القبول الجامعي التنافسية في التخصصات الطبية والهندسية.
وينسحب هذا المشهد، ليس فقط على البرنامج العادي، إنما على البرنامج الموازي، في تلك التخصصات، الذي سيكون «أكثر شدة بالارتفاع»، بعد تأكيد مجلس التعليم العالي على الجامعات بأن النسبة المحددة للقبول بالموازي (30%) من المقبولين في التخصص وليس مجموع الطلبة الملتحقين في الجامعة، كما كانت تفسرها الجامعات سابقا.
وفيما تشير نتائج «التوجيهي» أن فئة طلبة الفرع العلمي الحاصلين على معدل بين (95% فما فوق) يبلغ عددهم (392) طالبا وطالبة والحاصلين على معدل بين (90%-94.9%) بلغ (1732) طالبا، فإن إجمالي ما نسبت به الجامعات التي تطرح تخصص الطب، البالغ عددها ست جامعات، (460) مقعدا في هذا التخصص.
وبإفتراض عدم وجود اي تخصيصات في اسس القبول لبعض الفئات، وأن جميع الطلبة الحاصلين على معدلات مرتفعة اختاروا تخصص الطب كخيار أول، فإن الحد الادنى للقبول لن يقل عن(95%)، إلا أن هذا الافتراض غير واقعي بحكم وجود تخصيصات، ما يؤكد أن معدلات القبول في التخصصات الطبية ستشهد إرتفاعا غير مسبوق في معدلات القبول التنافسية مقارنة مع اخر عامين للقبول.
وينسحب هذا الارتفاع في الحدود الدنيا لمعدلات القبول عل باقي التخصصات الطبية والهندسية المطلوبة مجتمعيا، إذ أن ترتيب الخيارات في طلب الالتحاق أحد معايير التنافس، لذا سيزحف الرفع «ليطال تلك الخيارات».
وتشير المعلومات الى ان الـ(460) مقعدا في تخصص الطب التي نسبت بها الجامعات للقبول فيها للعام الجامعي 2017-2018 توزعت بواقع: (60) مقعدا في الاردنية ومثلها في اليرموك ومثلها أيضا في العلوم والتكنولوجيا و(120) في مؤتة و(110) في البلقاء التطبيقية و(50) مقعدا في الهاشمية.
وبحسب الحدود الدنيا لمعدلات القبول التنافسية للأعوام السابقة، المنشورة على موقع وحدة تنسيق القبول الموحد، فإن اقل معدل قبل العام الماضي (93.4) في مؤتة، بينما كان في «الاردنية» للعام 2016 (96.1) وفي العلوم والتكنولوجيا (95.8%) وفي الهاشمية (95%) وفي اليرموك (94.3%)، وفي البلقاء التطبيقية (93.8).
هذا الواقع يمكن معالجته، بزيادة عدد المقاعد المخصصة في التخصصات الطبية التي تطرحها الجامعات، خصوصا أن مجلس التعليم العالي، لم يبت حتى الان في تنسيبات الجامعات، وقرر البت فيها الخميس المقبل.
ويقدر عدد المقاعد الشاغرة التي نسبت بها الجامعات الرسمية للقبول فيها بحوالي(34.300)، يضاف الى مقاعد في جامعة العلوم الاسلامية العالمية، التي تدخل «القبول الموحد» هذا العام لأول مرة، مقابل ان عدد الذين يحق لهم التقدم بطلب التحاق من خريجي التوجيهي لهذا العام (32.289) الف طالب يضاف اليهم خريجي السنوات السابقة وحملة الشهادات الاجنبية والشهادات غير الاردنية، في وقت ان هنالك قرارا بتخفيض عدد المقاعد بواقع (10) سنويا في التخصصات الراكدة والمشبعة بدأ العمل به العام الماضي ويشمل (88) تخصصا تقريبا.
فيما ستشهد معدلات القبول في التخصصات الطبية والهندسية في البرنامج الموازي «تسونامي» في ارتفاع الحدود الدنيا لمعدلات القبول، وتحديدا في تخصص الطب البشري، الذي يعتبره غالبية الطلبة الحاصلين على معدل (90%) فما فوق في الفرع العلمي الخيار الاوحد لهم، وأن أملهم بعد «املهم» بعد البرنامج العادي متعلق بالموازي، التي فتحت جامعات التقدم لهذا البرنامج قبل إعلان نتائج الثانوية العامة، خصوصا ان الحد الادنى للقبول في تخصص الطب في هذا البرنامج قبل عامين بحدود (89%).
وتستند تنبؤات «التسونامي» في ارتفاع معدلات القبول في تخصص الطب، والذي سيكون له ارتدادات مباشرة على باقي التخصصات الاخرى من طب اسنان وصيدلة وتخصصات هندسية، إلى الانخفاض «الشاسع» في عدد المقاعد المتاحة لهذا العام مقارنة مع العام الماضي، الذي ايضا شمل جميع التخصصات.
وبحسب معلومات، فإن إجمالي عدد مقاعد الطب بالجامعات الست بلغ (695) مقعدا العام الماضي ، بينما الاجمالي لهذا العام سيكون بحدود الـ(125) مقعدا فقط، ستكون بواقع (18) مقعدا في الاردنية و(15) في العلوم والتكنولوجيا ومثلها في الهاشمية و(23) في اليرموك و(21) في مؤتة و(33) في البلقاء التطبيقية.
وبعيدا عن البعد المالي لاثار هذا التخفيض في عدد طلبة الموازي وتحديدا في التخصصات الطبية، فإن ذلك سيكون له اثار ذات ابعاد اجتماعية، إذ ستظهر نتائج القبول ردود فعل سلبية، خصوصا في التخصصات التي سيرشح لها الطالب والتي ستكون لفئات المعدلات اقل من (95%)، ضمن الخيارالخامس فما دون بحسب التوقعات، وهي خيارات لا يرغب الطالب بدراستها، إنما يضطر لتعبئتها ليستكمل شروط تقديم طلب الالتحاق.
هذا الواقع المحتمل، بحسب مراقبين، سيترتب عليه أن كثيرا من الطلبة ستكون وجهتهم الجامعات الخارجية لدراسة الطب وطب الاسنان والصيدلة وبعض انواع الهندسات من مدني وعمارة وكهرباء وميكانيك.
ويتطلب هذا الواقع ان يراعي مجلس التعليم العالي عند إقراره الخميس المقبل أعداد المتوقع قبولهم، مخرجات امتحان الثانوية العامة وحصص التخصيصات التي تنص عليها اسس القبول وخلاصة ما سيبقى لقبول التنافس.
و يقترح مراقبون ان يعيد المجلس توزيع المقاعد المتاحة في البرنامج الموازي، لجهة زيادتها في التخصصات المطلوبة على حساب التخصصات غير المطلوبة، بما يضمن حدود دنيا لمعدلات قبول تنافسية قريبة من العام الماضي.
الراي