منذ بداية صراخي وحرقي لكل سواتر العيب المعلب في عقول البعض والكل حولي يطلب مني التوقف عن التشاؤم وقرع طبول الخطر المضخم حسب رأيهم ... وحين خلطت العراق بلبنان وأضفت عليه ما يحصل في شوارع عمان... وقف البعض وقال ما دخل زعران إيران بأحداث معان ...!!
حرب طاحنة ومهاترات مقرفة تحدث حول صناديق الاقتراع والخلاف ليس على معاهدة السلام أو على ارتفاع سعر البنزين بل على انتخاب أبو سليمان بدل أم خليل وكلاهما لا يعرف أين تقع السودان ، بل يجهلوا معنى برلمان ....!!
مؤشر خطير جدا فالتمترس عائلي بجدارة وليس إقليمي ( وهو بالمناسبة بغيض أيضا ولكنه يحمل بعض النكهة السياسية) بل هو تمترس تجرد من أي نكهة أو أي صبغة ، إذا المطلوب إيصال أبو إبراهيم الحلاق مثلا لكي يمثل مصالحه ومصالح عشيرته (وربما فخذ من فخوذ عشيرته فقط ) في مواسم توزيع الحظوات .
أين مصالح الوطن في اختيارنا وأين النخب المنتظرة لكي تقفز فوق كل الصعاب لتفتح طريق الأجيال القادمة نحو الكرامة.... خطوة واحدة فقط للأمام نحتاجها على عجل لكي لا ننسى إننا بشر ولا بد أن نعيش كما البشر ، وان العراق في خطر وان فلسطين عربية وان السودان أصبح ثالث ضحية منتظر ....... خطوة واحدة للأمام لكي لا نخجل من سرد الحكايا على أطفالنا ونحن نعلمهم أن الحرية هي في اختيار الأحرار والنخب الوطنية للبرلمان لا باختيار الأخوال والأعمام .
لقد أصبحنا متعة أمام من رسموا لنا خطة الفشل، فنحن تفوقنا على نموذجهم المطلوب لنا... ببساطة أعداء عروبتنا وبكلمتين ( فرق تسد ) عسا أن ينالوا بعضا من الإقليمية بيننا لينشبوا في حلقونا كما الخنجر المسموم.... ولكن سبقنا طموحهم لأبعد من ذلك بكثير، فطار الثور الأبيض والأحمر والأسود والأزرق أيضا ونحن ما زلنا نقرأ لأطفالنا قبل النوم قصة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) ولكن قبل بداية السرد حفظا للهيبة...نؤكد لهم أن الثور الأبيض هو ثور لا أكثر ...
جرير خلف