تم إلغاء عطلة عيد الأضحى هذا العام،،،للأسباب التالية:
هذا حالي هذا العام،،،حسبي الله ونعم الوكيل.
من سرق الفرح منا،،،من حرم أبنائي الفرح هذا العام،،،من سرق حلم طفولتهم،،،من حرمني هذا العام من صناعة المعمول،،،من حرمني من سماع أجمل كلمة قيلت،،،كل عام وأنت بألف خير يا أبي الحبيب،،
من،،،ومن حرمني من الخروج من منزلي هذا العام إلى أخواتي وأعمامي وعماتي،،،لا يوجد نقود لا يوجد عيدية،،،لا يوجد فرح،،،لا يوجد هدية،،،من الذي حرمني هذا العام للذهاب إلى منزل والدي وتقبيل يد صاحبة العفاف وسفيرة الحنان أمي الحبيبة ودولة رئيس وزراء قلبي أبي الحبيب،،،قلة المال وسوء الحال،،،
هاتفي لا يجيب ولا يعمل ولا يوجد متصل هذا العام،،،هذا عام الأحزان ،،،عام كله الآم ،،،،
عام فقدت به كل الأنعام،،،ولا يوجد به طعام للفقير ولا يوجد غذاء مع العائلة لليوم الأول.
يدي على خدي،،،أنظر إلى ابنتي الصغيرة،،، وهي تبكي قبل النوم،،،وتقول بصوت مرتفع،،،
أريد ثياب العيد هذا العام ككل الأطفال ،،،وتنهدت كثيراً ،،،ونامت وهي تبكي على أكتافي.
فأبكتني معاها،،،فهي طفلة وحقها أن تفرح كباقي الأطفال،،،ولا تعي تماماً ما هي الأوضاع.
ولا تعرف أسعار الحلويات هذا العام ولا تعرف أسعار الثياب،،،ولا تعرف أسعار الأغنام،،،
فهي بكل بساطة لا تعرف شيئاً عن الحياة و (صراع البقاء) الذي نعيشه هذه الأيام.
فأصبح الأولاد يكنون العداء لي بداخلهم ويكرهوني كره العمى،،،لأب يعشق التراب الذي تحت أرجلهم.
وما السبيل إلى تخطي كل هذا،،،فأنا لا أستطيع استدانة المال،،،لأني لا أستطيع السداد.
فأين المفر،،،العيد من ورائي وأقساط المدارس من أمامي،،،تطاردني كل يوم بصحوي فلا نوم لأني أصلا هجرت النوم وهجرت الراحة،،،فلا وجود،،،ولا تاريخ،،،ولا نقود،،،ولا هوية،،ولا ارض،، ولا وطن،،ولا عنوان،،،
فأنا ضائع منذ العام الذي ولدت به،،،،فأنا حالي كاليتيم،،،وما أصعب الذل من زوجة الأب،،،
فالناس تحبك وأنت غني،،،ولا يفارقوك أبداً،،،وعندما تصبح فقيراً،،،لا أحد يطرق عليك الباب.
لا أصدقاء،،،ولا أخوان،،،ولا أحد،،،وحيداً بالركن العتيق أبكي وحيداً هرباً من ملامح وجوههم،،ومتطلباتهم
هذا العام سأبقى حبيس المنزل،،،غرفة نومي هي قبري،،، أسير مقابل شاشة خرساء،،،تحدثني من وراء الأثير،،،مذيعة أنيقة تحاكي رجل فقير،،،وأم كلثوم هناك تصدح بأغنيتها الشهيرة،،،، (يا ليلة العيد آنستينا وخليتي الأمل فينا)
أصبحنا لا نطاق،،،فقد أصبحنا اليوم مجرد،،،فقراء. أصبحنا كالأرض الجرداء.
فأصبحنا نفكر بهجرة الأوطان،،،وأصبحنا نبحث عن بقية الطعام،،،ببراميل النفايات،،،
علنا يوماً نستفيق،،،ونفكر بأن هناك أناس تعيش بالقصور،،،وأناس تعيش بداخل القبور.
وهذه الليلة أعلنوا بالوجه الشرعي بأن العيد سيكون غداً،،،وأصبح وجهي أكثر احمراراً.
فأولادي هذا العام لن يناموا فوق ثيابهم،،،كما كانوا يعملوا العام المنصرم،،،فلا هروب.
فهذا العيد بلا شيء،،،لا بهجة ولا فرح،،،ولا مرح ولا مراجيح،،،فقد سرقوا الفرح مني قبل أولادي.
فلم يتبقى قصة إلا ورويتها،،،بدون فائدة فعيونهم ترفض النوم،،،وكأنه عصيان مدني قاهر.موجه لي.
وهناك بالجهة الأخرى أطفالاً تنام بين أحضان أمهاتها،،، وربما ألعابها ،،،وربما خادماتها،،،بالدفء الأسري
من الذي سيشعر هذا العام بأبنائي وأبنائكم،،،لا أحد ومتى كان الفقير يفكر به أحد.
فنحن الفقراء أزيلت أسمائنا من هناك،،،وتعدادنا فقط لحجم السكان،،،فأصبح البعض منا ينام كالأنعام.
فلا حر ولا برد ولا جوع ولا قهر ولا غدر يؤثر بنا اليوم،،،فأصبح الهم والكدر ينام معنا كل ليلة وكل يوم.
فأنا اليوم أعرض نفسي للبيع لأعلى سعر،،،علني أؤمن لأسرتي هذا العام دفاتر وأقلام وبعض طعام
ومن يشتري مواطن ،،،عفيف وشريف وأليف ولا يعرف السرقة ولا العض ولا الرشوة ولا النوم
من يشتري مواطن لا يعرف الاعتراض،،،ولا يفكر بالاقتراض من أي بنك،،،من يشتري مواطن
على اونه ،،،على دواه،،،على تريه،،،من يدفع أكثر من يحتاج مواطن،،،
وفاءه كالكلب
صبور كالحمار
وكالنعامة،،،يدفن برأسه تحت التراب،،
من يشتري مواطن ماتت أحاسيسه من يشتري اليوم مواطن ضاع كبريائه واغتصبت كرامته،،،وتمرمغ بالوحل،،،من يشتري مواطن مطيع وأليف ومربوط بجنزير من فضة ،،،
من يشتري مواطن،،،أغلى ما تملكه الدولة،،،من يشتريني اليوم عبداً ويستعبدني ليطعم أولادي بعض لقيمات ،،،
من يشتري لأولادي اليوم ثياب،،، ويرمي جسدي للذئاب،،،
كل عام والفقير والغني بألف خير،،،
لنعمل هذا العام على رسم الفرحة على وجوه الأطفال،،،ونعمل على حملة توفير ملابس قديمة نظيفة وقبل العيد تهدى بأكياس وكأنها جديدة لأطفال الوطن،،،لنبحث عن فقراء الحي هذا العام،،،
لينعم كل الأطفال بالعيد هذا العام.
فلا فقر يدوم ولا غناء يدوم ودوام الحال من المحال،،،ليكن هذا العيد ككل الأعياد،،،فرح وزهور ومراجيح،،،
كل عام وأردننا الطيب بألف خير.
هاشم برجاق