عبير الجمال .. المنسقة النسائية لقافلة (شريان الحياة 5) نعم امرأة قادت حافلة كسر الحصار براً بنفسها ، ففي هذه المواقف فقط تستطيع القول " حي الله أخت الرجال " ، قبّلت تراب غزة وسجدت لله شكرا وبكت حتى امتزجت عبراتها برمال غزة المعطر بمسك الشهادة ولمن يعرف عبير كل هذا ليس بالغريب عليها ، فهي التي لطالما احترقت أمام شاشات التلفاز شوقا وحسرة على وطنها المسلوب وشعبها الممزق أشلاء ،وهي التي كانت تسارع وتسبق الرجال في كل مسيرة و اعتصام او نشاط نصرة لفلسطين، عبير لم تخرج من رحم جماعة ولم تتربى في حضن تنظيم ولا تنتمي لأي حزب ،وعندما أغلقت كل الابواب في وجه عبير اذ لم تدعمها اي مؤسسة او شخص للحاق بقوافل كسر الحصار ولم تكن تمتلك المبلغ المطلوب وما اشبه حالها بمن قال فيهم عزوجل:"ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا وعيونهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ماينفقون" ،حينها شاء الله لها ان تلتقي صدفة ب م.وائل السقا نقيب المهندسين الاسبق_والذي طالما آمن بتكامل دو المرأة والرجل لانجاح العمل الوطني_ ليبشرها ان هي جمعت المبلغ ستكون على رأس القائمة،لتجمع ما يفوق المبلغ المطلوب في اقل من يومين وكيف لا؟وهي التي كانت تجمع التبرعات لغزة والقدس صيفا وشتاءا تجمع التبرعات من الجميع وللجميع وفي كل مكان دون انحياز لحزب او تنظيم ،فلم يمل فكرها وجهدها يوما عن تقديم شيء أي شيء لفلسطين .
أرسلت عبير لكل الناشطين الوطنيين في العالم العربي رسالة مفادها أن للمرأة العربية دورا في العمل الوطني لا يقل عن الرجل وأحيانا قد يزيد ، وتاريخنا المعاصر زاخر بالامثلة فليس اولها الأسطورة دلال المغربي رحمها الله التي قلبت كل مقاييس العمل الفدائي في تاريخ الثورة الفلسطينية ، وليس آخرها الاسيرة الحرة احلام التميمي التي قدمت نموذجا جديدا واسلوبا جريئا في انجاح العمليات الاستشهادية،وقد حفل العقد الاخير بالاستشهاديات فقد اجمعت الفصائل الفلسطينية بأجنحتها العسكرية رغم اختلافها على ضرورة تقدم الحرائر في العمل العسكري ،وعلى سبيل المثال لا الحصر الاستشهادية دارين ابو عيشة وهنادي جرادات وآيات الاخرس وريم الرياشي ووفاء ادريس وغيرهن ممن رسمن الخطوط الاولى لمشاركة المرأة في العمل العسكري ،كذا شأن إسلامنا السبّاق في تعزيز مكانة المرأة ودورها في الدفاع عن الوطن والاستبسال في حمايته ، فقم واسأل التاريخ عن أنباء الطبيبة الجرّاحة المجاهدة الصحابية أم عمارة التي كفاها يوم أُحد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقها : " ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا ورأيت أم عمارة تقاتل دوني " ، فمتى يعود للمجتمع حولنا بمختلف مؤسساته المدنية والرسمية قيمه الأصيلة ومفاهيمه الصحيحة حول مشاركة المرأة ودورها في العمل الوطني ؟
لكم شرفتينا يا عبير حاملة معك تصريحا صارخا بوجه آلة الظلم والغطرسة الصهيونية مفاده :
" إن كانت نساؤنا كأمثالك ...فياويلهم" ،وأختم بالابيات التي كان يتغنى بها الرجال الرجال يوما:
وتقدمي يا أخت في درب البطولة يا أبية
فالثورة انطلقت وأنت مع الرجال بهم قوية
وأنت مع الرجال بهم قوية
المهندسة ناجية حلمي