زاد الاردن الاخباري -
أكدت مصادر متطابقة في المعارضة السورية أن الاجتماع الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض، على مدار يومين، بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ومنصتي القاهرة وموسكو لتشكيل وفد موحد للمعارضة في مفاوضات جنيف "انتهى دون اتفاق".
والخميس الماضي، قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إنهم يخططون لعقد الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف الرامية لحل الأزمة السورية، خلال أيلول (سبتمبر) المقبل.
وحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مصدر من الهيئة العليا للمفاوضات، فإن الاجتماع الذي انطلق أول من أمس واختتم أمس، ناقش إمكانية الاتفاق على برنامج سياسي مشترك.
وأشار المصدر إلى أن "ممثلي مجموعة موسكو رفضوا الإقرار بأي نص يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وأن لا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية".
ولفت إلى أن "هناك قدرا مهما من التفاهم تم بين وفد الهيئة العليا ووفد مجموعة القاهرة، إلا أن تشدد مندوبي مجموعة موسكو أعاق الاستمرار في جهود تشكيل الوفد الموحد".
وتسعى الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية، لتشكيل وفد موحد في مفاوضات جنيف، مع كل من منصتي القاهرة وموسكو.
وترأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارض جورج صبرا، فيما ترأس وفد منصة القاهرة الفنان المعارض جمال سليمان، وترأس منصة موسكو قدري جميل.
يذكر أن "منصة موسكو" أصرت على عدم اشتراط مغادرة الأسد في المرحلة الانتقالية، بينما تطالب الهيئة العليا ومنصة القاهرة بتحقيق انتقال سياسي خلال مرحلة انتقالية بدون الرئيس بشار الأسد حسب زعمها.
من جهتها أكدت مواقع تابعة للمعارضة السورية أن الاجتماعات انتهت دون الاتفاق على صيغة واحدة لتشكيل وفد موحد في جنيف، وأن الهيئة العليا ومنصة القاهرة، اتهمتا منصة موسكو بتعطيل التوافق.
وأكد عبد السلام النجيب، عضو منصة القاهرة، أن ممثلي الوفود متفقون على الهدف ومختلفون بالتقنية، حول مصير الأسد والإعلان الدستوري.
بدوره، اعتبر مستشار الهيئة العليا، يحيى العريضي، أن نتيجة الاجتماعات طبيعية "لأن الاختلاف في النقاش هو على الثوابت".
وعقدت في العاصمة السعودية الرياض، أول من أمس، مباحثات مشتركة بين الهيئة والمنصتين، من أجل تقريب وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة، يتولى التفاوض مع النظام في جنيف.
وتوقع المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا الأسبوع الماضي حسما في سورية خلال شهرين، مشيرا إلى أنه ستتاح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة.
وفي الرقة، قتل عشرات المدنيين خلال يومين جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة الرقة السورية، في وقت تضيق قوات سورية الديمقراطية الخناق أكثر على تنظيم داعش في احياء مكتظة في وسطها.
وأكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن تكثيف قصفه على المدينة، إذ قال المتحدث باسمه الكولونيل راين ديلون أمس لوكالة فرانس برس ان "أكثر من 250" غارة ضربت الرقة ومحيطها خلال الاسبوع الماضي وحده.
وينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك.
ويدعم التحالف بغارات جوية ومستشارين على الارض هجوم قوات سورية الديمقراطية المستمر منذ الاسبوع الأول من حزيران(يونيو) داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الابرز في سورية.
وقتل 42 مدنيا بينهم 19 طفلا أول من أمس في قصف للتحالف على احياء عدة ما تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
ويأتي ذلك غداة مقتل 27 آخرين الاحد الماضي في قصف استهدف حارة مكتظة بالسكان في وسط المدينة.
وارتفعت بذلك حصيلة قتلى غارات التحالف الدولي على الرقة خلال اسبوع الى 170 مدنيا، بينهم 60 طفلا، وفق المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ارتفاع حصيلة القتلى المستمر يعود إلى أن "الغارات تضرب احياء مكتظة بالسكان خصوصا في وسط المدينة"، مضيفا "تستهدف غارات التحالف أي مكان أو مبنى ترصد فيه تحركات لتنظيم داعش".
وأشار إلى سقوط قتلى مدنيين "يوميا" جراء غارات التحالف الدولي مع اقتراب المعارك اكثر من وسط المدينة.
وشدد ديلون، الذي يرافق وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في زيارة إلى العراق، بدوره "نأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد"، مشيرا إلى انه سيتم التحقيق في امرها.
وفي تقريره الشهري الاخير في آب(اغسطس) الحالي، قدر التحالف ان "624 مدنيا على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد في ضربات التحالف" منذ بدء عملياته العسكرية في سورية والعراق في صيف العام 2014.
لكن منظمات حقوقية تقدر أن العدد أكبر بكثير.
وقال وزير الدفاع الأميركي في معرض تعليقه على سقوط قتلى مدنيين في الرقة "العدو الذي يختبئ خلف النساء والأطفال ويجبر الابرياء على البقاء في مناطق سيحولها الى ميدان قتال يظهر بوضوح الطرف الذي ينتهك كل المعايير الاخلاقية".
من جانبها، أعلنت كازاخستان أمس أن المحادثات المقبلة لمحاولة وضع خطة لإحلال السلام في سورية قد تجري في منتصف ايلول (سبتمبر) في عاصمتها استانا، بعدما كانت روسيا تخطط لعقدها نهاية الشهر الجاري.
وأفادت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع "فيسبوك" أنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وايران، مشيرة إلى أنه "مبدئيا، قد نكون نتحدث عن منتصف ايلول(سبتمبر) تقريبا".
وأوضحت الوزارة أن الإعلان كان نقلا عن تصريحات وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف للصحافيين على هامش اجتماع للحكومة والذي أكد أن تغيير التاريخ يستند إلى "معلومات وصلت من روسيا".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين في موسكو الاثنين إن الاجتماع على مستوى الخبراء سيعقد "بحلول نهاية الشهر الجاري أو مطلع ايلول(سبتمبر)".
ولم يعط تاريخا محددا لمحادثات استانا الفعلية. وكانت روسيا تخطط لانعقاد جولة جديدة من المحادثات في استانا أواخر آب (اغسطس).
وخلال محادثات سلام سابقة عقدت في استانا، وضعت كل من روسيا تركيا وإيران خطة لإقامة "مناطق خفض التوتر" في أجزاء من سورية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي مستورا أعرب عن أمله في إطلاق محادثات سلام "حقيقية وجوهرية" في تشرين الأول (اكتوبر) بين الحكومة السورية ومعارضة موحدة لم تتشكل بعد.
وتولى دي ميستورا سابقا رعاية سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحا في جنيف وشكل مصير الرئيس السوري بشار الاسد عقبة اساسية في تحقيق أي تقدم.