أتذكر في هذه اللحظات الوطنية الرائعة وفي هذا العرس الديمقراطي منقطع النظير أستاذي الدكتور عارف العرموطي الذي كان يدرسنا مادة "علم أمراض الفم" حيث كان يؤكد لنا دائماً بأهمية فهم المصطلحات وأن المدخل لفهم كافة العلوم هو التمكن من فهم مصطلحات هذا العلم ‘terminology’، وأن أي لبس في فهمها سيؤدي بالضرورة إلى قراءة خاطئة للمادة وبالتالي الخروج باستنتاجات وقراءات وقرارات خاطئة أيضاً .
تذكرت أستاذي العرموطي وأنا أستمع إلى التصريحات الحكومية التي تؤكد أن كلمة "المقاطعين للانتخابات" هي كلمة مغلوطة، إذ لا يجوز لأحد أن يقاطع حقه الدستوري وإنما هي "عدم مشاركة مع الآخرين في صياغة المستقبل" . وهنا أتوجه إلى الحكومة بالشكر لهذا التوضيح الهام لمصطلح "المقاطعة" كوني أحد المقاطعين أو كما وضحت لنا الحكومة " أحد عدم المشاركين مع الآخرين في صياغة المستقبل" ، ومع التأكيد على أهمية هذا التوضيح ال"مصطلحي" للحكومة ، إلا أنني كنت أتمنى من الحكومة أن يكون هذا التوضيح مبكراً وقبل الانتخابات النيابية كي لا يدخل المقاطعون – أقصد " عدم المشاركين مع الآخرين في صياغة المستقبل" – في مغالطات وقراءات واستنتاجات غالطة ومغلوطة .
على العموم ، أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً ، ويمكننا تدارك أخطاءنا التي ارتكبناها وأن يتم التعميم على وسائل الإعلام ما يلي :
1_ تغيير اسم حملة "مقاطعون من أجل التغيير" ليصبح " عدم المشاركين مع الآخرين في صياغة المستقبل" من أجل التغيير
2_ تغيير مصطلح "الأحزاب المقاطعة للانتخابات" ليصبح "الأحزاب عدم المشاركة مع الآخرين في صياغة المستقبل"
3_ تغيير مصطلح "الشخصيات والهيئات الوطنية المقاطعة للانتخابات" ليصبح "الشخصيات والهيئات الوطنية " عدم المشاركين مع الآخرين في صياغة المستقبل" .
كما أقترح على الحكومة عرض هذا المصطلح على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كون كافة دول العالم مازالت تستخدم مصطلح "المقاطعة" الخاطىء ، ولتستفيد دول وشعوب العالم من الإبداعات والخبرات الأردنية ال"تيرمونولوجيّة" ... والله من وراء القصد .
فاخر دعاس
10/11/2010