بقلم: شفيق الدويك
وُلدنا، نَمَوْنا وكبرنا في مساحات و فضاءات فسيحة، ضمن إمكانيات و موارد شحيحة، و أساليب عيش شبه بدائية، لكننا صبرنا و تفوقنا بعد أن طوّعنا كل ما يعيق تقدمنا بإرادات و عزائم شبه خارقة، و تصميم لا يعرف الإنكسار أو الهزيمة، و نعمنا و لا زلنا ننعم بصداقات قوية ناجمة عن مشاركاتنا في العاب كانت تمارس في الحارات و الأزقة.
من المؤسف حقا أن معظم أطفال هذه الأيام، المتعذر عليهم المشي لمسافات معقولة، الذين يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز و شاشة الألعاب الإلكترونية و هم في علب صغيرة مغلقة، تُسكب فيهم الأنانية و العصبية و العدوانية و في المحصلة الغباء الإجتماعي كما يقال دون أي إنتباه من أحد.
و أما الشباب الذين يدخلون أنفاق الإنترنت ، دون أن يراهم أو يراقبهم أحد، يمارسون فيها كل ما هو مفتقر للقيم المضافة أو كل ما هو مبتذل أو عيب أو حرام لساعات طويلة، المعرّضين عقولهم لحالات خواء مفزعة، يشتكون من عدم معرفة كنههم و لا يجيبهم أحد، في معظم الأحيان، بأسلوب علمي منطقي مختصر مباشر و مقنع .
لقد آن أوان جذب الأطفال و الشباب، دون أي تردد أو تأجيل، الى حمى الكوكب الذي يحافظ على قيمنا أي ثقافتنا ، و الإعتراف بقيمة الوقت بإستخدام أداة الثواب و العقاب من قبل أرباب أسرنا و مدرّسينا ، لأن مستقبل الجاهل يظل أمانة في عنق العاقل، و القسوة في أحيان كثيرة فيها رحمة لمن هم فلذات أكبادنا shafiqtdweik@yahoo.com