بقلم عصام البطوش
حين يتحدث البعض منا ككتاب او صحفيين والمواطن العادي عن السلبيات في مسيرة بلدنا ومؤسساتنا ألوطنيه شريطة ان يكون النقد بناءاً وبهدف الإصلاح وتصويب البوصلة فهذا يعد امرا صحيا وهو الدور المؤمل من السلطة الرابعة وهي الصحافة والأعلام وبالمقابل فمن واجبنا ان ننظر دوما الى الكأس لنسلط الضوء على الجزء الممتلئ منها ولا نكتفي بالنظر الى الجزء الفارغ فقط فكم هي الانجازات الكبيرة التي تحققت في بلدنا عبر عقود من الزمن لنرى كيف كنا وكيف أصبحنا اليوم وكل هذا بفضل جهود كبيره بذلت وكان خلفها أناس نذروا أنفسهم لهذا الوطن وفي سبيل تقدمه ورفعته
وللحديث عن واحدة من تلك الانجازات الكبيرة والتي تستحق منا ان نسلط الضوء عليها لنقول لمن عمل شكرا فحري بنا ان نقف عند هذا المشروع الرائد بكل المقاييس والذي بدأ حلما وبفضل الإرادة الصادقة والجد والمثابرة وبجهد وعرق المخلصين من أبناء هذا الوطن وعلى رأسهم قيادتنا الحكيمة صاحبة الرؤى حيث تحول الحلم الى حقيقة واقعة فكانت شركة الجسر العربي للملاحة ذلك الإنجاز العظيم والمشروع الرائد والذي جاء كثمره يقع في مقدمة وعلى رأس أولى خطوات التكامل والتشارك الاقتصادي العربي على طريق التكامل الاقتصادي العربي نحو وحدة اقتصادية عربية كمشروع قابل للتنفيذ وليس شعار ليبقى حبر على ورق
فقد أنشئت شركة الجسر العربي للملاحة البحرية في العام 1985 ومقرها الرئيس في الأردن بتشارك بين ثلاث دول عربيه هي الأردن وهي بلد المقر ومصر والعراق لتكون بذلك أولى مشروعات التكامل والتشارك بين الأشقاء ، حيث كانت البداية برأس مال مقداره ستة ملايين دولار أمريكي بهدف ربط ، هو الأول بين قارتي أفريقيا واسيا من خلال مينائي العقبة الأردني ونويبع المصري وليصل المشرق العربي بالمغرب العربي وبهذا يصبح الحلم حقيقة واقعة ليعلو ويرتفع هذا الصرح الشامخ اليوم ليشكل قصة نجاح عربي باهر حين تتضافر الجهود وتلتئم القلوب وتتلاقى الأكف على الخير وعلى قلب رجل واحد ليكون هذا المال العربي قطرات غيث ترتوي بها بلادنا العربية ويعم خيرها لصالح شعوب هذه الأمة والتي أنهكتها الدسائس والمؤامرات لتجوع وتهيم على وجهها كما أراد لها أعداؤها
فكانت شركة الجسر العربي للملاحة والتي كانت بتلك البداية المتواضعة لينتهي بها المطاف اليوم وقد حققت المعجزات وتوالت النجاحات فكانت فاتحة خير وعنوان يحتذا به ليرتفع رأس مالها من ستة ملايين دولار عام 1985 الى ثلاثون مليون في العام 2006 وليقفز في العام 2009 الى ستة وستون مليون وهو قابل للزيادة في الأعوام التي تلت وذلك بفضل النجاحات المتتالية والقائمين على إدارتها عبر سنواتها والتي تجاوزت الربع قرن منذ تأسيس هذه الشركة الريادية والتي تعتبر بحق إحدى مفاخر العمل العربي المشترك ، ولم يقف الأمر عند هذا وفقط بل لقد كانت البداية ببواخر مستأجره لتصبح الشركة اليوم وخلال هذه ألمده الزمنية القصيرة مقارنه بحجم انجازاتها الى مالكة لأسطولها بالكامل والذي يصل اليوم الى سبعة بواخر تعد من أفضل القطع البحرية وبمواصفات عالمية وعلى درجة كبيره من وسائل الآمان والراحة وبخدماتها بما يتلاءم ومتطلبات السلامة البحرية حيث تصل قيمتها بحوالي ثمانون مليون دولار أمريكي وهي تقوم اليوم على أكمل وجه في خدمة حركة المسافرين والتجارة البينية ونقل المركبات بين القارتين ليصل هذا الانجاز المنقطع النظير حيث تحققت كل الأهداف التي رسمت لهذا الصرح العظيم والذي يحق لكل واحد منا ان يفاخر بهذا البناء الشامخ والذي نراه اليوم وقد حقق المعجزات والتي ما كانت لتكون بغير إخلاص وجهد وكد وعرق العاملين عليها في مختلف أماكنهم ومواقعهم حتى أصبح الجسر العربي بالفعل جسر محبة يصل الأشقاء بعضهم ببعض في المشرق العربي ومغربه فما كان ينظر له على انه ضرب من الخيال أصبح اليوم بفضل هذه الشركة العملاقة حقيقة وواقعا ملموسا على الأرض وفوق مياه البحر ولن تقف شركة الجسر العربي للملاحة هذا الاسم الذي أصبح نجما ساطعا في عالم النقل البحري على مستوى العالم لتذهب الى ابعد من هذا حيث امتدت أيادي الجسر العربي الى موانئ أخرى تصل بين مصر والسعودية من خلال مينائي أسوان وسفاجا الى مواني المملكة العربية السعودية ألمقابله.
اما اليوم فهي تخطط بكل الجد والاجتهاد لتعزيز قوة أسطولها في المستقبل القريب تبعاً للتوسع الحالي في عملياتها.وتركز الشركة على إبلاء الرعاية لزبائنها وموظفيها على حد سواء،حيث أصبحت (القوة المالية) (السلامة البحرية) (النقل السياحي) علامات مميزة على نجاح الشركة ، فهذه بعض من انجازاتها وعلامات تفوقها والتي تتلخص بامتلاك الشركة أسطولها بالكامل اليوم بعد ان كانت تستأجر البواخر ثم لتحصل الشركة علة شهادة الآيزو 9001 الخاصة بكافة متطلبات الجودة العالمية ، ولترفع رأس مالها من ستة مليون الى ستة وستون مليون في العام 2009 ، كما عملت الشركة على نقل حوالي 21 مليون راكب و 2 مليون مركبة من خلال 41 الف رحلة بحرية ، تنمية السياحة البينية بين الدول العربية ، تمتلك الشركة مقر لها في العقبة و عمان و القاهرة. حوسبة أعمال الشركة باتجاه العقبة – نويبع و باتجاه نويبع – العقبة. تمتلك الشركة 50% من الشركة العربية لإدارة السفن. تمتلك الشركة 30 % من الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية....بقلم عصام البطوش