هاني العموش
لقد انتصر الوطن وأثبتت الحكومة مصداقيتها و بدأت الهوة تضيق ، وابتدأ مشوار المسير بالإتجاه الصحيح ، وانتفت الأسباب الموجبة للتشكيك بما أُبتلي به الوطن في الإنتخابات السابقة. لقد أجمع الغالبية العظمى من ابناء الشعب من خلال متداول الحديث أن هذه المرة كان للنزاهة والشفافية وللإجراءات السليمة بعداً نتمنى أن يترسخ وأن تعتاد الحكومات اللاحقة من السير على هذا النهج، بل على المزيد لبناء ثقة المواطن مجدداً. كفىتشويهاً لسمعة الوطن من داخل المؤسسة الحكومية ومن خارجها ونعم للشفافية ، وكفى تشكيكا نتيجة للتشوهات السابقة ودعونا نسير بخطى صادقة لرفع البناء والفخر بمنجزات الوطن كما حصل بهذا المنجز غير المتوقع في أن يكون كذلك.
لقد أظهرت هذه النتائج سقوطا مريعا لرموز كانت تعتقد أن نجاحها تحصيل حاصل ،لقد لامست هذه النتائج أعصاب آخرين من زمر الفساد والمفسدين وسرت قشعريرة في جلودهم المهترءة، وباتوا يحسون بإن الزمن سيتجاوزهم بتعزيز الديمقراطية والشفافية، وأن المحاسبة ستطالهم. لا هوادة مع من شوهوا سمعة الوطن سواء بالتزوير في الإنتخابات السابقة أو بمن تجرؤ على المال العام ونهبوه أو إستخدموه لمصالحهم ، إن هذه الزمرة لها ازلامها ورموزها ومحاسيبها وكانت تعتقد أن الوطن بقرة حلوبا لا يدر ثديها إلا بهم ولهم.إنهم معروفون وتلوكهم الالسن برذائلهم ورداءة خلقهم وسوء إئتمانهم.
حتى تتم الفرحة ويعاد بناء الثقة فإن الخطوة الأولى بدأت بما وعدت به الحكومة لكن عليها وأي كان رئيسها وعلى النواب الجدد مسؤوليات جسام نطالبهم بها كمواطنيين وهي :
1. عرض قانون الإنتخاب على مجلس الأمة، وعلى ممثلي الوطن عدم إقراره ورفضه بالمطلق لما له من أثر سيء على مجمل الحياة الساسية والإجتماعية، وأن يتم صياغة قانون بديل يحظى بأغلبية و يشارك في صياغته الطيف السياسي وأبناء الوطن الذين يرغبون بتقديم إقتراحاتهم.
2. محاربة الفساد والمفسدين الذين أوصلوا الوطن إلى كارثة المديونية ومتداولة أسماءهم ولم يكبروا أو يسمنوا إلا بفضل الوطن، وأن تتوفر الإرادة والعزيمة على ذلك.
3. الوقوف الى جانب المواطن في سن وتشريع القوانين التي تخفف من القيود والضرائب وترفع من ضنك العيش وضيق ذات اليد التي يعيش فيها المواطن ،ليعيش حياة كريمة تليق به وتكفل له حرية الرأي والتعبير .
4. بإن لا أحد يعلو فوق القانون وأن يطبق ذلك عمليا لإن الجميع صغارا مهما علت مرتبتهم وأيا كان موقعهم عند تجاوزه وكبارا عند إحترامه.
5. . إن كثيرا من ابناء الوطن تأصلت في أذهانهم وارتأت أعينهم وتناهت إلى مسامعهم بأن هنالك تمايزا في معاملة أبناء الوطن تفرضه عوامل متعددة ليس أقلها المعرفة والمحسوبية بل تتعدى إلى عوامل أخرى خارجة عن إطار المعايير السليمة.....لذلك للوطن ولإبنائه كل الحق على الحكومة وممثلي الشعب أن نطالب برفع شعار المساواة في الوظائف والتعيينات بما يتناسب والكفاءآت والأخلاق الفاضلة والمعايير السليمة.
6. نطالب بشكل عام أن لا يعاد تدوير الأشخاص الى مواقع مسؤولية أخرى ممن تدور حولهم الشكوك لإي سبب كان علما بأن الوطن يزخر برجال شرفاء كرماء أصحاب أخلاق و مروءة وأمانة وكفاءة عالية.
حمى الله الوطن وابناءه من كل ما قد يكاد اليه في السر والعلن في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وادام سيد البلاد عبدَالله الثاني ذخرا وعنوانا ورمزا نثق بقيادته وحكمته لقيادة الوطن الى بر الامان.