لبس دشداشة بيضاء وطاقية الحج ومسبحة وتوضأ بماء زمزم، رفع يديه يدعو:
\"يا رب أنجح
يا رب أصوات كثيرة
اللهم اجعل أقاربي يبيضون وجهي\"
كان يوم فرز الأصوات يوماً حاسماً عنده
أكوام سدور الكنافة تنتظر من يأكلها، سدور المنسف على النار، رجال العشيرة ينتظرون على أحر من الجمر، نساء العشيرة يتجهزن لإطلاق الزغاريد، عجائز العشيرة يحملن علب التوفي لإلقائها بوجه منقذ العشيرة... فارس القبة البرلمانية، أطفال العشيرة يتجمهرون أمام المقر ينتظرون نصيبهم ...
ولكن المرشح لم ينجح بين الويلات والصرخات والعتب، حالات من الجلطة والغيبوبة، يطرد المرشح أهل عشيرته ...
غداً تنتهي حمى الانتخابات، 120 نائب وصلوا إلى قبة البرلمان والباقي خسر الجولة وولى الإدبار
يومين وتخلو شوارع المدينة من اليافطات الانتخابية
يومين وتهدم المقرات الانتخابية وتفتح بيوت العزاء
عزيزي المرشح الخاسر ...
هل ستفي بوعودك التي أطلقتها قبل ليلة التصويت؟
هل ستبقى بنفس وجهك أم ستظهر لنا ...وجهك الآخر؟
أريد أن أعرف ما يجول بداخل المرشحين الخاسرين بعد الانتخابات
أتخيل المرشح يلبس دشداشاً رمادياً، يجلس أمام بيته يشرب الشاي، زوجته تنظف حوش الدار وتصرخ بوجهه: \"يا ساقط قوم شوفلك شغلة روح أقعد على القهوة مع أصحابك المرشحين الساقطين مثل حكايتك\"
لا أعرف العلامات التي سترتسم على وجه المرشح كل ما مر في الشارع وسمع تمتمات: \"هيو الساقط, يا زلمه كنافته مش زاكيه, مناسفه بلحم بلغاري, بيبسيه سخن, كان المقر بارد ومش مدفى\"
عزيزي المرشح الراسب ...
أعود وأسألك من جديد: ماذا ستفعل بمرحلتك القادمه \"مرحلة السقاطة الانتخابية\" هل ستبقى صاحب الوعود بخدمة أبناء العشيرة أم تعود إلى سابق عهدك لا تعرف وجوه أبناء عمومتك؟...
ورقصني على الصوت ونص
www.ghalaini.com
a.j.g1981@hotmail.com