زاد الاردن الاخباري -
اكدت مصادر أردنية أن الاجراءات الأردنية الاخيرة والمتعلقة بالأزمة السورية هي إجراءات ميدانية تكتيكية، ولا تعكس اي تغير في الموقف الأردني من ملف الازمة السورية.
وقالت هذة المصادر إن الأردن يحاول ان يحمي مصالحه في المنطقة، من خلال تحقيق وقف لإطلاق النار بين الجيش السوري وفصائل المعارضة على حدوده في البادية السورية، تمهيدا لجعلها منطقة تخفيف توتر.
وتأتي التحركات الأردنية هذة بعد انقلاب الوضع العسكري الميداني مؤخرا في البادية لصالح الجيش السوري وحلفائه من المليشيات، حيث وجد الأردن الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع أغلب فصائل المعارضة السورية في الجنوب السوري بشقيه الغربي والشرقي، نفسه مضطرا وتحت وطأة الخشية من مواجهة أزمة إنسانية، تتمثل بموجة لجوء إلى أراضيه من مخيم الحدلات، إلى التدخل بشكل مباشر لدى الفرقاء، لوقف تدهور الاوضاع العسكرية على حدوده وتداعياتها بهذه المنطقة.
وكان الجيش السوري تمكن مؤخرا من التمدد في البادية السورية المحاددة للمملكة، والتي تسيطر عليها 4 فصائل تابعة للجيش الحر، وهي جيش أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو ولواء شهداء القريتين وجيش احرار العشائر، للدرجة التي سيطر فيها على أغلب المخافر الحدودية مع الأردن في شرق السويداء، ووصل حتى مناطق قريبة من مخيم الحدلات، الذي أصبح يقيم فيه حاليا حوالي 5 آلاف لاجئ، ولا يبعد أكثر من 70كلم عن مخيم الركبان الذي يتواجد ايضا على الحدود مع المملكة ويقيم فيه حوالي 65 ألف لاجئ.
واضطر جيش احرار العشائر القريب من الأردن إلى الانسحاب قبل 3 اسابيع من اغلب المخافر التي كان يسيطر عليها شرق السويداء، اثر هجوم شرس قاده الجيش السوري على مناطق سيطرة هذا الجيش، بعد ان استخدم ضده جميع صنوف الاسلحة الثقيلة والقصف الجوي.
وحاول أحرار العشائر استعادة المناطق التي خسرها، في معركة اطلق عليها "رد الكرامة" بيد انه لم يتمكن الا من استعادة القليل منها، ثم ما لبث ان خسرها بعد ايام، بسبب ضخامة الآلة العسكرية التي يستخدمها الجيش السوري.
وتؤكد المعلومات التي ترشح من مسؤولين في فصائل البادية ، ان الأردن يحاول تحقيق وقف لإطلاق النار في البادية، وجعلها المنطقة الرابعة من مناطق تخفيف التوتر التي تم تحقيقها حتى الآن في سورية، وهي الجنوب الغربي السوري والغوطة الشرقية وحمص، وذلك من خلال التفاوض مع روسيا الداعم الرئيس للنظام السوري في معاركه ضد فصائل المعارضة المسلحة في سورية، وهو ما أكده المسؤول في المكتب الإعلامي في قوات الشهيد احمد العبدو سيف سيف.
وكما نجح الأردن في المحافظة على صمود وقف اطلاق النار في الجنوب الغربي، والذي كان قد تم التوصل له في السابع من تموز (يوليو) الماضي بين كل من الأردن والولايات المتحدة وروسيا، لوقف تدهور الاوضاع العسكرية بالمنطقة الملاصقه لحدوده الشمالية، تمهيدا لفتح معبر جابر نصيب والذي تجري حاليا مناقشات في عمان لإعادة فتحه اسوة بطريبيل، بحسب تأكيدات المنسق العسكري للجيش الحر ابو توفيق الديري، يحاول الأردن ان ينجح في ابرام تهدئة في البادية، من شأنها وضع شروط تبعد المليشيات الطائفية عن حدوده بمسافة آمنة، خاصة أن الأردن لديه حساسية مفرطة من هذه المليشيات.
الغد