زاد الاردن الاخباري -
كشفت مصادر سورية معارضة، أن حماية اللاجئين السوريين في مخيمي الحدلات والركبان على الحدود الأردنية وتحديد أماكن تخييمهم الجديد، يؤخر إخلاء فصائل المعارضة المسلحة لمواقعها في البادية السورية.
وكانت مصادر كشفت، أن القوى الداعمة لفصائل المعارضة السورية في البادية السورية، خيرتها بين إخلاء مواقعها والانتقال إلى منطقة التنف في مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، أو الدخول إلى الأردن، وبين مواجهة الجيش السوري المتفوق عليهم عسكريا في هذه المنطقة مؤخرا.
فيما تختلط الأوراق في البادية السورية حاليا، بعد تخيير غرفة الدعم "الموك" الفصائل السورية المعارضة التي تدعمها لوجستيا في البادية، بين إخلاء مواقعها والانتقال إلى منطقة التنف في مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية او الدخول إلى الاردن، وبين مواجهة الجيش السوري المتفوق عليهم عسكريا في هذه المنطقة مؤخرا، تتردد مواقف هذه الفصائل بين القبول او الرفض.
بيد أن الرأي الغالب على هذه المواقف بالنهاية هو القبول، لكن مسألة حماية اللاجئين في مخيمي الحدلات والركبان على الحدود الاردنية وأماكن تخييمهم الجديدة، ماتزال تؤخر اعلان هذا القبول، خاصة وان معظمهم من اسر مقاتلي هذه الفصائل، والذين يخشون من الملاحقات الامنية او الانتقامية من قبل الجيش السوري.
كما أن مسألة حسم الاماكن التي سينسحب اليها مقاتلو هذه الفصائل، تلقي ايضا ظلالا ثقيلة على موقف قياداتها، خاصة وان عرض "الموك" بالدخول إلى الاردن تعني من وجهة نظرهم انتهاء الثورة السورية المسلحة رسميا على الارض السورية، بعد ان توافقت فصائل الجنوب الغربي هي أيضا على اتفاق عمان لوقف إطلاق النار في مناطقهم في السابع من شهر تموز (يوليو) الماضي.
غير أن وضع الفصائل في الجبهة الجنوبية مختلف عنه في البادية، بحسب قيادات فيها، فهذه الفصائل (الجنوبية) لم تنسحب من مواقعها في الجبهات، كما هو الحال بالنسبة لفصائل البادية، وهو ما ترجعه قيادات إلى أن اكثر من 60 % من هذه الفصائل غير تابعة لغرفة "الموك".
وهو ما يؤكده قائد فصيل تجمع توحيد الامة خالد الفراج، بأن "أكثر الفصائل في الجنوب الغربي لا تتبع لغرفة الموك، بل تتبع لجهات متعددة ما يصعب من تلقيها قرارات من جهة موحدة".
وأضاف الفراج أن "الثورة بهذه المرحلة بحاجة ماسة للتوحد العسكري وتوحيد الصفوف والكلمة لدعم الموقف السياسي للثورة في الاجتماعات والمباحثات الدولية حول القضية السورية".
وقال إن "على جميع الفصائل الالتحاق بهذا الجيش الوطني الجديد الذي يجري تشكيله حاليا لمواجهة الوضع الصعب الذي آلت إليه الثورة السورية".
وأضاف الفراج "نمر حاليا بمرحلة حساسة جدا من عمر الثورة وإذا بقينا متشتتين لن نستطيع تحقيق تطلعات الشعب السوري في العيش بكرامة وحرية وإسقاط نظام الأسد بكافة رموزه".
لذلك يضيف الفراج أن "التوحد العسكري مطلبا شعبيا منذ بدايات الثورة السورية، ونتمنى أن تكون هذه الخطوة إيجابية وفي الطريق الصحيح نحو تحقيق أهداف الثورة السورية".
من جهته يؤكد المسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو وهو أحد فصائل البادية سعيد سيف ان من اهم شروط فصائل البادية السورية للانسحاب من مواقعها هي مسألة حماية اللاجئين في مخيمات البادية الحدلات والركبان.
وأضاف سيف أن الفصائل تبحث نقل اللاجئين في الحدلات أما إلى الركبان او إلى منطقة التنف، على أن يتم نصب الخيام القديمة التي بحوزتهم في هذه المنطقة التي من المقرر أن يقام فيها منطقة عازلة تحميها قوات التحالف الدولي ضد "داعش".
وقال إن الموك وجه رسائل لتطمين المقاتلين بحال انسحابهم، إن أسرهم ستكون بأمان وتحت حمايتهم، مشيرا إلى أن قيادة قوات الشهيد العبدو لم تتخذ قرارا بعد، بشأن مكان نقل اللاجئين، او حتى المقاتلين.
وتوقع سيف ان يتم نقل المقاتلين إلى القاعدة العسكرية في منطقة التنف التي تحميها قوات التحالف وتتواجد فيها بكثافة وكشف انه يجري حاليا التفاوض مع الروس وهو الطرف الضامن لقوات النظام على منطقة عازلة تكون بعمق 40 كلم من الحدود الأردنية.
وكانت غرفة الدعم الدولية الموجوده في عمان"الموك"، وجهت رسالة إلى فصائل البادية السورية وخاصة جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو، وهما الفصيلان اللذان تقدم"الموك" الدعم اللوجستي لهما في معاركهما في البادية السورية، عرضت فيها على هذين الفصيلين إدخال قواتهما إلى الاردن لفترة مؤقتة، بينما يتم مناقشة وقف إطلاق النار على الحدود وخلق منطقة عازلة يستطيع هذان الفصيلان العودة إليها لاحقا لتأمين حماية لهذه المنطقة، فيما لم تؤكد مصادر أردنية هذا العرض. وقالت الرسالة إن "الموك" ستتابع جهودها لإنهاء هذا النزاع وتسهيل عودتهم إلى ديارهم وفي نفس الوقت الحفاظ على فصائلهم بأن لا تدمر وعوائلهم بأمان.
وأوضحت الرسالة التي أكد صحتها سيف "خسرتم مناطق كثيرة وبشكل يومي ما زلتم تخسرون، ويستطيع النظام ان يقطع طريق إمدادنا اليكم خلال يوم واحد من القتال العنيف".
وأضافت "الموك" في رسالتها "نتيجة لتقدم النظام الحالي والتعزيزات العسكرية التي جلبها للمنطقة لقتالكم، بالإضافة إلى الدعم الجوي ليس فقط لطيران النظام، وإنما ايضا للروس، نحن نقترح وبقوة ان تأخذوا عرضنا الذي قدمناه إلى قادتكم على محمل الجد، في نقل عوائلكم إلى مخيم الركبان، حيث ينعمون بحماية قوات التحالف، بينما نعمل على نقلكم وبصورة مؤقتة إلى الأردن، وبعد ذلك سوف نعيدكم مع اسلحتكم ومعداتكم إلى سورية".
وقالت الرسالة "هدفنا ليس في التخلي وإعطاء أراض جديدة إلى المليشيات الشيعية ولكن لحمايتكم وعوائلكم، وإن تقييمنا ان النظام سيحقق نصرا محتوما في البادية عاجلا أو آجلا، ونحن نريد المحافظة على حياتكم وحياة عوائلكم، والمحافظة عليكم وعلى إمكانياتكم كوحدة عسكرية وكشريك مهم لنا لأنه سيكون حاجة إلى قواتكم في المستقبل أكثر أهمية من حماية المعسكر، الذي تم إخلاؤه وسيكون عرضة للهجوم اذا استمررتم في الدفاع عنه".
ودخل اتفاق أردني - أميركي - روسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية (اتفاق عمان) كانت قد توصلت له هذه الدول في السابع من شهر تموز (يوليو) الماضي حيز التنفيذ في الحادي عشر من الشهر ذاته، وشمل ثلاث محافظات، هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وفلسطين، والتي تضم أطرافاً متصارعة هي: قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية "الجبهة الجنوبية".
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا "خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية".
الغد