زاد الاردن الاخباري -
يحول العديد من العوائق دون استثمار فعلي للقرية السياحية "حمة الشونة" في الأغوار الشمالية رغم أهميتها السياحية خاصة من الناحية العلاجية، كونها تحتوي على مياه معدنية غنية بالعناصر المختلفة.
ويعد تردي البنية التحتية وخاصة الطرق الموصلة لمنطقة القرية، والتي تعاني من الضيق والحفر العميقة من ابرز معيقات النهوض سياحيا بالقرية، إضافة الى غياب التنسيق بين الجهات المعنية، التي تتبادل الاتهامات حول التقصير بالتسويق للمنطقة والنهوض بها ووضعها على خارطة السياحية المحلية والعالمية، ما أبقى بقعة سياحية واستثمارية هامة غير مفعلة.
ويقول مدير مشروع القرية السياحية باسل التلاوي إن المشروع من أهم المشاريع التي تدر دخلا كبيرا على بلدية معاذ بن جبل، إذ يدفع المستثمر للقرية 275 ألف دينار سنويا للبلدية مقابل إشغال الموقع.
وأشار إلى وجود العديد من العوائق التي تمنع المستثمر من تطوير الموقع، ومنها الكلفة الباهظة بدل إشغال المكان، مؤكدا أن البنى التحتية للقرية، وخاصة المرافق الصحية بحاجة الى صيانة كاملة.
وأكد التلاوي أن مشروع القرية السياحية لم يفعل على الخراطة السياحية، وان دور الوزارة في ذلك المكان دور ثانوي وليس رئيسا، مدللا على ذلك بعدم وجود سياح للمكان، اذ يقتصر على دخول بعض الزوار المحليين فقط ولمدة محدودة من بداية شهرشباط( فبراير) وحتى نهاية شهر نيسان (ابريل).
ووفق التلاوي، فإن هناك تخبطا بالقرارات بين البلدية وسلطة وادي الأردن، إضافة إلى وجود تداخلات بالصلاحيات لعدم تحديد المسؤوليات، وهذا كله يعد من عوائق تفعيل القرية.
وبين أن البئر التي تتجمع فيها مياه القرية "الحمة" وهي مياه كبريتية معطلة، وتتسرب منها كميات كبيرة من المياه، وأن الشبكة مهترئة وبحاجة إلى صيانة تتجاوز آلاف الدنانير، وأن عوائد القرية لا تسمح بعمل تلك الصيانة، ما يضطر المستثمر إلى استخدام "الماتورات" التي تعمل على البنزين لتعبئة البرك، الأمر الذي يزيد من الكلفة المالية التشغيلية ومن عوائق العمل.
وأشار إلى مشكلة انتشار الاستراحات الجانبية غير المرخصة التي تؤثر سلبا على زائري القرية، لافتا إلى ان تلك الاستراحات تشكل قلقا بسبب تجمع العديد من أصحاب السوابق بها، ما يوثر على الزائرين للقرية ومنطقة الحمة بشكل عام، وخصوصا أن تلك الاستراحات لا تدفع أجرة المكان مقارنة بموقع القرية.
وأضاف أن انتشار الكلاب الضالة مشكلة يعاني منها زوار القرية، وباتت مصدر خوف وأرق للزوار، بسبب انتشارها في مناطق عديدة في القرية وبين الغرف الفندقية، وتحتاج إلى مكافحة للتخلص منها.
وأشار إلى أنه تمت مخاطبة الجهات المعنية من بلديات وسلطة وادي الأردن من أجل حل المشاكل المعيقة للعمل، إلا أن البلدية تؤكد أن دورها يقتصر على عملية دفع ثمن المياه لسلطة وادي الأردن.
ويشير محمد خالد وهو أحد مرتادي المنطقة الى أن الطريق المؤدي إلى القرية يعاني من الحفر العميقة، علاوة على ضيقه وتهالك الإسفلت في العديد من أجزائه.
وأضاف أن الطريق يفتقر للوحات الإرشادية التي يجب أن تدلل وتعرف بالمواقع السياحية، علاوة على الطرق الداخلية التي تربط بين أجزاء القرية والتي تعاني من تردي أوضاعها.
وأكد أن القرية تعاني من عدم ربطها بشبكة للصرف الصحي، ما يجعل من استخدام الحفر الامتصاصية الأسلوب الوحيد للتخلص من المياه العادمة، والذي يتسبب فيضانها بين الحين والآخر بانتشار الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات كالبعوض والذباب، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة، بما يعكس واقعا سيئا للقرية السياحية.
وأكد المواطن محمد البشتاوي أن القرية تحتاج إلى العديد من مشاريع البنى التحتية، التي تعتبر مكملا للمشاريع السياحية القائمة، وتلك التي يجري تنفيذها حاليا.
وبين أنه وفي ظل الظروف المتردية للبنى التحتية فإن السياحة ستظل قاصرة، ولن تؤدي الدور المطلوب منها، داعيا إلى إعادة تأهيل البعض منها، وإيجاد بنى تحتية تتلاءم والواقع السياحي للقرية.
ويؤكد رئيس بلدية معاذ بن جبل في منطقة الشونة الشمالية محمود الساري أن الوقت الزمني منذ استلامه رئاسة البلدية حال دون قدرته على الاطلاع على مشروع القرية السياحية والمشاكل التى يعاني منها المشروع، مؤكدا ان البلدية بصدد الاطلاع على تلك المشاريع ودعمها من الناحية الفنية والمالية.
على ان مصدرا بالبلدية أكد ان مشروع القرية السياحية من أهم المشاريع التي تجلب دخلا للبلدية، غير ان المستثمر لم يقم بدفع المبلغ بشكل كامل بل جزء منه.
وقال إن البلدية قامت بتسليم المشروع من شاليهات وغرف فندقية ومسابح، الا أن الإهمال الواضح من قبل المستثمر حال دون تطوير المشروع وجلب السياح.
وأكد ان الشاليهات أصبحت مرتعا للجرذان والفئران، وأن الغرف مهجورة ومغلقة، منذ عدة أعوام جراء غياب عملية الترويج السياحي في المنطقة، محملا وزارة السياحة مسؤولية ذلك.
وأشار الى ان هناك فجوة كبيرة بين البلديات والمستثمر والسياحة يجب تداركها، لكي يرى المشروع النور ويدر دخلا على البلدية وأهالي المنطقة.
وانتقد المصدر تعدد الصلاحيات بين السلطة والبلدية والمستثمر، مؤكدا أن المكان يعود لبلدية معاذ بن جبل، وأن البلدية تقوم بدفع مبلغ 12 ألفا ثمن المياه لسلطة وادي الأردن، في الوقت الذي تتنصل سلطة وادي الأردن من عمل الصيانة اللازمة لبئر الحمة، بحجة ان ذلك يرهق ميزانيتها، لتلقي مسؤوليتها على بلدية معاذ بن جبل والتي تعاني أصلا من مديونية عالية في ميزانيتها السنوية.
وأضاف المصدر ان مشروع القرية السياحية يعتبر من المشاريع الطاردة سياحيا جراء غياب الأساسيات في أي مشروع سياحي، اذ لا تتوفر بالمكان مقاعد للجلوس ويفتقر الى المطاعم، كما أنه يفتقد الى موظفين مؤهلين قادرين على الترويج للمكان، وأن الأسعار مرتفعة لا تناسب الجميع في ظل غياب الجهات المعنية عن مراقبة تلك الأسعار والتي تناسب فنادق 5 نجوم.
يذكر أن مشروع القرية السياحية أقيم بمنحة من الاتحاد الأوروبي قيمته 300 الف دينار، ويضم 18 غرفة فندقية، ما سيضيف خدمة فندقية جديدة للقرية، ويتيح للسياح الإقامة أكثر والتمتع أكثر برحلاتهم السياحية، الا ان ذلك المشروع لم ير النور ليقتصر على مبان مهجورة، وبعض منها تعرض للدمار والخراب.
وتشتمل القرية على 12 شاليه سباحة عائلية وبركة عامة مغلقة للرجال وأخرى للنساء، وبركة مكشوفة للرجال ومسجدا ومطعما وأماكن جلوس في حديقة القرية بالإضافة الى مواقف للسيارات.
من جانبه، أكد مدير سياحة آثار اربد هاني الشويات ان القرية السياحية (حمة الشونة الشمالية) من أهم المواقع السياحية العلاجية في لواء الغور الشمالي، لتميز مياهها واحتوائها على عناصر معدنية تعالج العديد من الأمراض.
وأوضح أن عملية مراقبة تلك المنشآت تعود صلاحيتها لبلدية معاذ بن جبل، لأن المكان يعود للبلدية، مشيرا إلى وجود تقصير واضح من البلدية في استغلال صلاحيتها تجاه ذلك المواقع، مما جعله عرضة للعديد من المستثمرين، اذ ان الإهمال واضح في المكان الذي يخلو من استراحة ومن مطعم سياحي, او مسجد، في حين ان اسم "قرية سياحية" يدل على وجود العديد من الخدمات التي تساعد السائح على الاستجمام.
وأكد الشويات ان قسم المتابعة في المديرية كتب عدة مرات الملاحظات التي تعيق تفعيل القرية والتي تضمنت غرفة تبديل الملابس المكشوفة والشوارع المهترئة، والموظفين غير المؤهلين وعدم توفر مقاعد تساعد السائح على الجلوس، الا ان تلك الملاحظات التي تابعتها المديرية لم تحدث اي تحسن على الموقع الا بعض التحسينات والترميمات.
وبين ان المديرية قامت عدة مرات بإغلاق الحمة لوجود بعض المخالفات، وانه في حال الاستمرار على ذلك النهج ستقوم المديرية بإغلاقها.
وأشار الى ان دور المديرية ليس الترويج او التسويق للسائحين، لافتا الى ان ذلك الدور يقع عاتقه على البلدية من خلال عمل نشرات توعية وتعرفيه وتثقيفية تجلب السائحين.
وأوضح انه يوجد في الغور الشمالي مسارات سياحية، وأن حمة الشونة الشمالية من ضمن تلك المسارات، ولكن قبل تفعيلها يجب توفير الخدمة المناسبة للسائحين.
من جانبه، أكد مساعد الأمين العام للسلطة في الأغوار الشمالية والوسطى المهندس غسان عبيدات أن هناك العديد من الخلافات بين البلدية والسلطة والمستثمر على ذلك البئر، مطالبا الجهات المعنية بضرورة العمل على توجيه كتاب رسمي للسلطة لإعادة النظر بالموضوع وتقيم الوضع الحالي.
الغد