زاد الاردن الاخباري -
ما تزال سجا كمال، خريجة الهندسة المعمارية، تعاني من عدم حصولها على عمل حتى الآن، بعد أن غدا سوق العمل متخما بالخريجين، فيما تعيش نقابة المهندسين حالة "انفجار" هندسي، نتيجة كثرة عدد المنتسبين إليها.
سجا، التي تخرجت من الجامعة الهاشمية، تقول إن جل ما تتلقاه من أصحاب المكاتب الهندسية هو "الوعود فقط"، لافتة إلى أنها "تواصلت" مع نقابة المهندسين لتأمين فرصة عمل لها، إلا أن رد الأخيرة كان بنصيحتها بضرورة تأمين فرصة لها بنفسها، في حين تقوم هي بمخاطبة المكتب الهندسي لاستكمال أوراقها.
وبينت أن "ما سمعته من صديقاتي المهندسات، هو أن المكاتب الهندسية لا تقوم باستقبال مهندسين جدد، لأن السوق ضيق، ولا توجد هناك مشاريع كبرى، خاصة وأنا من مدينة الزرقاء ولست من سكان عمّان".
أما المهندس ليث عبيدات، فقال إنه "عانى الأمرين" ليتمكن، ومنذ بضعة أيام فقط، من تأمين فرصة عمل له بعد عودته من المملكة العربية السعودية أوائل العام الحالي.
وكان عبيدات المتخصص بالهندسة الكهربائية، قد توجه إلى السعودية العام 2012، وعاد منها بعد 4 أعوام قضاها هناك، حيث أدت أزمة الشركات وخسائرها إلى عودة العديد من المهندسين إلى الأردن.
وأوضح عبيدات أن من أسباب عودته "عدم تقاضي أجري ما اضطرني إلى إنهاء أمور حياتي في السعودية، ومحاولة إيجاد فرصة عمل في الأردن".
وأكد أنه "لم يتوجه لنقابة المهندسين لطلب المساعدة في العمل، لأنه "على يقين" بأن لا شيء سيتم إحرازه في هذا الصدد، كما يقول.
ووصل عدد المهندسين والمهندسات من أعضاء نقابة المهندسين، بحسب آخر احصائياتها، الى 144 ألفا و138 مهندسا ومهندسة، في حين يجلس على مقاعد الدراسة في الجامعات المحلية والعالمية من الأردنيين حاليا ما يزيد على 51 ألف طالب، بحسب النقابة.
وحازت شعبة الهندسة الكهربائية على نصيب الأسد من أعداد المهندسين، بإجمالي 52 ألفا و719 مهندسا ومهندسة، وبواقع 39556 من الذكور و13163 من الإناث، فيما جاءت شعبة الهندسة المدنية في المرتبة الثانية بإجمالي 41431، منهم 32162 من الذكور و9269 من الإناث.
أما شعبة الهندسة الميكانيكية فجاءت في المرتبة الثالثة بإجمالي 28114 مهندسا ومهندسة، وبواقع 24445 من الذكور و3669 من الإناث، تلتها الشعبة المعمارية في المرتبة الرابعة بإجمالي 12570، وبواقع 6208 للذكور و6362 للإناث، ثم الشعبة الكيماوية في المرتبة الخامسة، بإجمالي منتسبين بلغ 7970، بواقع 3837 من الذكور و4133 من الإناث، فيما جاءت المرتبة السادسة والأخيرة لشعبة هندسة المناجم والتعدين بإجمالي 1334 مهندسا ومهندسة، وبواقع 1220 من المهندسين و114 من المهندسات.
ويؤكد نقيب المهندسين، ماجد الطباع، أن النقابة تواصلت عدة مرات مع وزراء التعليم العالي فيما يخص محاولة تحديد نسبة معينة للقبول في التخصصات الهندسية في جامعات المملكة، وطالبت بوضع خطة للتعليم الهندسي في الأردن.
ويضيف الطباع أن النقابة شاركت العام الماضي في اللجنة الملكية للموارد البشرية وقدمت ورقة تشير إلى إحصائيات وأرقام حول التخصصات الهندسية المشبعة في الأردن، "إلا أنه لم تتم دعوة اللجنة لغاية الآن للاجتماع والنظر في قضايا التعليم الهندسي".
ولفت إلى أن هناك 20 ألف مهندس خارج المملكة من المهاجرين ولا يعملون في الهندسة من ضمن اعضاء الهيئة العامة الذي يبلغ عددهم الإجمالي نحو 145 ألفا، إضافة إلى 16 ألفا في الضفة الغربية، و40 ألفا يعملون في الخارج، منهم 25 ألفا في المملكة العربية السعودية، والباقي موزعون على الدول العربية والأجنبية.
وأوضح أن هناك نحو 8 آلاف مهندس يعملون في القطاع العام المحلي، و8 آلاف في قطاع الاستشارات الهندسية.
واعتبر أن الأمر "المخيف" للنقابة، هو أن العام الحالي يتوقع فيه أن يُضاف نحو 11 ألف مهندس ومهندسة إلى النقابة بعد التخرج، لافتا إلى أنه "بالرغم من أن النقابة قامت بالعديد من الحملات لتوعية الطلاب وأهاليهم حول ضرورة الابتعاد عن التخصصات المشبعة والراكدة، إلا أنها لم تثمر بشيء واستمر التسجيل في تخصصات لا سوق لها محليا".
وشدد على أن السوق الهندسي المحلي يعاني من قلة المشاريع الهندسية الكبرى التي تستقطب أعدادا كبيرة من المهندسين، داعيا الحكومة إلى إعادة النظر في مطالب النقابة حول القبول الجامعي والعمل على مشاركة النقابة في إيجاد أسواق عمل جديدة، خاصة بعد الأزمة التي بدأ يمر بها المهندس الأردني في دول الخليج.
الغد