أمة صلاح الدين تنهض فلا تخذلوها
بقلم محمد سلمان القضاة
يتباكى البعض من العرب من هنا وهناك في أعقاب قيام الشعب الأبي الكردي أو أمة صلاح الدين الأيوبي بإجراء استفتاء من أجل إقامة دولته المستقلة، يتباكى البعض ويكيل التهم جزافا لهذا الأمة العريقة التي ظلمها الاستعمار منذ عشرات السنوات الماضيات.
بل إن بعض العرب يصر على أن يضع العصا في عجلات العربة الكردية، وإن البعض الآخر يحاول عرقلة الماجدات الكرديات وهن يحاولن أن يرفعن رايات بلادهن بألوانها الزاهية وشمسها المشرقة كي يزغردن في ظلها للمجد والفخارالذي ما انفكت الأمة الكردية تحققه لنفسها ولجيرانها عبر العقود المتتاليات.
ألا يا قوم، يا أمة العرب، ويا أمة الأتراك ويا أيتها الأمة الإيرانية، فلتعلموا جميعكم، فرادى ومجتمعين أن الأمة الكردية قد عقدت عزمها على أن تكون أمة مستقلة قائمة بحد ذاتها، وهي أمة أبية ذات تاريخ عريق عتيق، كيف لا وهي التي أنجبت صلاح الدين الأيوبي الذي سبق أن حرر لكم قدس الأقداس وهز بالنيابة عن أجدادكم عروش المستعمر الأجنبي وطرده من بلادكم ومن المنطقة برمتها شر طردة بعد أن كان يتحكم برقاب أسلافكم.
أيها العربي إذا أردت أن تبقي إرادك مرهونه للغير وثرواتك مستباحة لكل شذاذ الآفاق إلا لبني جلدتك فافعل، وابقى ضائعا في غيّك وتيهك وتائها في طغيانك ما بقيت وما أردت، ولكن لا تبقى الحجر الذي يضع عليه عسكر الاستعمار أقدامه كي يمتطي حصانه، وأما أخوك الكردي فقد أنف الذلِة وأبى المذلة ونفض عنه جبينه غبار الزمن وقطّع بيديه كل السياط، وأعلنها مدوية ثورة سلمية ديمقراطية نحو تحقيق حلمه التاريخي في نيل دولته المستقلة الكبرى.
وأنت أيها التركي، يكفيك جعجعة، فطحينك الأنقى لن تجده سوى في كردستان الكبرى، ويكفيك زمجرة فلن تنفعك إيران، فها هو أخوك الكردي الذي يمكنك الاعتماد عليه وعلى فكرة وسداد رأيه وعلى سياسته وعلى اقتصاده، ها هو ينهض، فسانده يكون يكون لك العزوة والفزعة، وتريّث يا رعاك الله، ولا تتعجل، واعلم أن المَثل يقول ألا إن العجلة لمن الشيطان، أمان ربي أمان.
وأما أنت أيها الإيراني، فافعل ما بدا لك، فالكل يعرف أنك لن تستطيع إلى الأكراد سبيلا ولن تستطيع لهم كيدا أو قهرا، واعلم أن العربان هذه المرة لن يصطفوا تحت رايتك لمضايقة أخيهم الكردي، ذلك كي لا ينطبق عليهم المثل أُكلت يوم هاجمت أخي الكردي!
بقي القول، هنيئا لأهلنا الأكراد سعيهم الدؤوب نحو دولتهم المستقلة الكبرى، وبارك المولى بخطاهم، وسدد رؤاهم وحقق أحلامهم التاريخية الكبرى جميعها.