نبارك لكم انتهاء ماراثون الانتخابات النيابية للمجلس السادس عشر بخيرها وشرها، حلوها ومرها، وهي ككل شيء في هذه الحياة لها مادحون وقادحون، وهذا أمر طبيعي، فأي عمل بشري لا يخلو من العيوب والمثالب والأخطاء، وستجد الساخطين جنباً إلى جنب مع الراضين، وأنتم أدرى بأنفسكم وبأعمالكم، ومهما اختلف الناس من حولكم وعليكم فأنتم أعلم بأنفسكم.
لست في وارد الحديث عن نتائج الانتخابات، فلهذا الأمر رجاله وكتابه، وحديثي إليك يتعلق بلجان الاقتراع والفرز التي تحملت العبء الأكبر في الانتخابات، وقامت بالمرحلة الأهم منها، وعلى أكتافها تم إجراء الانتخابات، ولم أقرأ –حسب ما رصدت- أية كلمة شكر أو تقدير لدورها وجهدها، في حين نالت جهات أخرى الثناء والشكر والتقدير.
وعن لجان الاقتراع والفرز أشير إلى مجموعة ملاحظات أراها جديرة بالمراجعة والمتابعة على أمل تداركها مستقبلاً:
اختيار المشاركين باللجان يفترض أن يتم بتخييرهم وليس إجبارهم ومن ثم تهديدهم، خاصة وأن الراغبين بالمشاركة يفوق العدد المطلوب أضعافاً مضاعفة، وإن رفع سيف \"الواجب الوطني\" في وجه الراغبين بالاعتذار هو سلاح الضعفاء، ويحمل في طياته التخوين، فكلنا في هذا الوطن خدمه وحراسه، ونفديه بالمهج والأرواح دون منة أو تفضل، وكلنا يخدم الوطن بطريقته وقدراته، وفي الموقع المرسوم له، لا نألو جهداً ولا نتردد، ولا يزايد بالوطنية أو خدمة الوطن إلا من يصطاد في الماء العكر!
حُرم معظم أعضاء لجان الاقتراع والفرز من ممارسة حقهم في الانتخاب، بسبب وجودهم في دوائر أخرى، أي أنهم قاموا بتأدية واجب، وحرموا من حق، ولذا فإن هذا الأمر بحاجة إلى معالجة جذرية في أية انتخابات قادمة بوضع آلية تكفل لهم حقهم في ممارسة الانتخاب أسوة بغيرهم، خاصة ونحن نتحدث عن 40 ألف مشارك، حرم نصفهم على الأقل من الانتخاب.
بعض اللجان الفرعية للانتخابات وأحسبها قليلة جداً، كانت تتخبط في إجراءات اجتماعات المشاركين وتحديد اللجان وكيفية تسليمها الصناديق وتوصيلها واستلام مغلفات العملية الانتخابية والصناديق بعد إنتهاء الانتخابات، مما يوحي بأن البعض لا يستفيد من تراكم الخبرات التي تزيد عن عشرين عاماً، ويبدأون من الصفر معتمدين على رؤاهم الفردية وقراراتهم الأحادية، ويظهر ذلك من خلال:
أولاً: الاجتماع الأول للمشاركين استمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات من أجل تبليغ التعليمات، ولكن الوقت ضاع أكثره في المناداة على الأسماء بأسلوب بدائي أثار تململ وسخط المجتمعين.
ثانياً: انتظرت بعض لجان الاقتراع والفرز ما يقارب ثمان ساعات لاستلام الصناديق مساء يوم الاثنين، في ظروف غير مناسبة، مع أن العملية لا تتطلب ساعة أو ساعتين على الأكثر لو كان التنظيم مدروساً، والبرنامج واضحاً، وتوظيف أجهزة الحاسوب لخدمة العملية وبالذات في معرفة أعضاء اللجان وصناديقهم ومناطقهم.
ثالثاً: بعض المشاركين ممن حضروا اجتماع يوم الاثنين تم تسريحهم بعد انتظار سبع ساعات لعدم وجود أسماء لهم مع أنهم مبلغون رسمياً من مدارسهم.
رابعاً: عملية تسليم المغلفات ومحاضر الفرز استمرت أكثر من ثلاث ساعات، في ظروف غير مناسبة، وازدحام وتدافع لعدم توفر المكان المناسب واللائق لرؤساء اللجان الذين هدهم التعب طوال 15 ساعة، ولم يجدوا في انتظارهم إلا الطوابير والازدحام والانتظار الطويل، مع أنه كان بالإمكان بقليل من التخطيط والتنظيم السليم إنهاء العملية بأقل من ربع ساعة من الانتظار.
ما سبق من ملاحظات تخص دوائر محدودة جداً، وكانت بالتأكيد بسبب اجتهاد خاطئ، أو تخطيط غير موفق، وأظن أن معظم الدوائر كانت الإجراءات فيها في غاية السلاسة والتنظيم والسرعة. وهذه الملاحظات لا تقلل من الجهود الكبيرة المبذولة من كافة لجان الانتخابات وسهرهم ويقظتهم ورغبتهم تقديم الأفضل والأجمل!
mosa2x@yahoo.com