زاد الاردن الاخباري -
كشفت مصادر عراقية أن واشنطن تجري اتصالات مع بغداد وأربيل لتخفيف حدة الأوضاع بين الطرفين في كركوك.
وأكدت أن "واشنطن قامت باتصالات سرية للضغط على جميع الأطراف وعدم السماح بأن تتجه الأمور إلى الصراع في كركوك".
وبينت المصادر، أن واشنطن طلبت من أربيل وبغداد "التهدئة وأن لا يحصل أي تطور آخر على الأرض، وكثفت واشنطن مراقبتها للأوضاع جنوب كركوك". إذ استعادت القوات الاتحادية العراقية أمس مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية قبل 3 سنوات في محافظة كركوك في شمال البلاد بعد أحداث حزيران (يونيو) 2014 حين اجتاح تنظيم داعش مناطق واسعة من العراق في هجوم كاسح انهار أمامه الجيش العراقي وكان نوري المالكي وقتها رئيسا للوزراء.
وتجري واشنطن اتصالات مع بغداد وأربيل لتخفيف حدة الأوضاع بين الطرفين في كركوك.
وأكدت المصادر أن "واشنطن قامت باتصالات سرية للضغط على جميع الأطراف وعدم السماح بأن تخرج الأمور إلى الصراع في كركوك"، مطالبة في الوقت ذاته أربيل وبغداد بـ"التهدئة وعدم السماح بأي تطور لاحق على الأرض، وكثفت واشنطن مراقبتها للأوضاع جنوب كركوك".
ولم يحدث أي صدام عسكري بين القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية التي تراجعت إلى الخطوط الخلفية على أطراف كركوك، في تجنب واضح للدخول في مواجهة عسكرية مع قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.
وتأتي العملية العسكرية للقوات العراقية في خضم الأزمة بين إقليم كردستان والحكومة العراقية المركزية على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجراه الاقليم في 25 أيلول (سبتمبر)، متجاهلا اعتراض بغداد وتركيا وإيران وتحذيرات عربية وغربية من مغبة تلك الخطوة التي دشن معها العراق لاحقا فصلا جديدا من فصول النزاع مع الإقليم الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وسيطرت قوات البشمركة الكردية منذ حزيران (يونيو) 2014 على مناطق أخرى بينها كركوك الغنية بالنفط والتي يطالب الأكراد بضمها إلى الإقليم، الأمر الذي ترفضه بغداد بشدة.
وقال قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى خلال مؤتمر صحفي ظهر أمس إن "البشمركة انسحبت من هذه المواقع، لأننا دخلناها لمحاربة داعش".
وتابع "انسحبنا إلى خطوطنا في أطراف كركوك وعززنا مواقعنا وسندافع عن مدينة كركوك في حال شن الجيش العراقي أي هجوم على المدينة".
من جهته قال حامد المطلك عضو مجلس النواب العراقي إن "الأوضاع في كركوك تنذر بخطر كبير إذا لم تعالج بالحكمة والتروي".
وقال المطلك إن "الإخوة الكرد ذهبوا باتجاه خاطئ؛ خاصة عندما شملوا المناطق المتنازع عليها بالاستفتاء وهي دستوريا خاضعة للحكومة العراقية".
وطالب المطلك القيادات الكردية بـ"أن تعلن إلغاء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها"، وقال "إذا الإخوة الكرد يجدون صعوبة في إلغاء الاستفتاء ونتائجه، فنرى أن يبادروا إلى إلغاء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها كخطوة وتمهيد لإجراء حوار بين بغداد وأربيل"، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة من الممكن أن تفتح الطريق لحل جميع المشاكل بعيدا عن التصعيد".
وأوضح "أما التعنت والإصرار على تطبيق الاستفتاء فهذا له عواقب وخيمة لأنه مخالف للدستور الذي كتبه التحالف الوطني والأكراد".
ويرى محللون أنه ليس من مصلحة أربيل الدخول في مواجهة عسكرية مع القوات العراقية، لذلك اختارت قوات البشمركة الانسحاب إلى الخطوط الخلفية على أطراف كركوك، وهي خطوة تشير إلى حسابات سياسية وعسكرية من قبل حكومة كردستان العراق التي تخشى تفاقم الأزمة، بينما تواجه عزلة محلية وإقليمية وانتقادات غربية على خلفية استفتاء الانفصال.
كما أن أي مواجهة عسكرية في هذا التوقيت قد تزيد من عزلة كردستان دوليا وإقليميا، وقد تؤلب عليها المجتمع الدولي الذي يشدد على أهمية التركيز على محاربة تنظيم داعش.
وتحاول أربيل التوصل إلى حل مع الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة، بعد أن اشتد عليها الخناق من كل الجهات مع الإجراءات العقابية التي اتخذتها بغداد ودول الجوار، ومع تعليق العديد من الدول رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية.
الغد