كتب: رزق الشبول
ولا حكومة في العالم استطاعت الحكم على العملية الانتخابية قبل اجراؤها سوى حكومتنا
الرشيدة ،حتى في الدول الأكثر ديمقراطية مننا لم تنجح اي منها في ادارة العملية
الانتخابية بكل معاني النزاهة والشفافية والموضوعية ووضع المرشحين على خط واحد
وبمستوى النظر حتى يتم الفرز عن طريق الانتخاب سوى حكومتنا.
في كل دورة انتخابية يخرج أصحاب "الحظ الأوفر" وينددوا بأنّ الانتخابات لم تتم كما
عهدت الحكومة وتعهدت على نفسها بان تجري بأعلى درجات النزاهة والشفافية ،ويتم توجيه
الاتهام للقائمين على إدارتها بأنهم هم من تلاعبوا بالانتخابات واخرجوا من أخرجوه
على حساب الناخبين.
في هذه الدورة والتي تمت قبل عدة أيام كنت في الميدان وراقبت عن كثب العملية
الانتخابية وكنت متحديا باْنّ الحكومة جادة في إجراء انتخابات نيابية نزيهة وشريفة
وبأعلى درجات الموضوعية والحياد تجاه الأطراف وجعلها معركة ديمقراطية لا معركة
دموية بين أبناء القبائل والعشائر الأردنية لكنها لم تصمد في تحديها من حيث النزاهة
وعدم التلاعب خصوصا بعد أن اْخذت الحكومة على عاتقها بان لا أضواء خضراء ولا حمراء
تجاه أية مرشح لكن الواقع يختلف تماما عما اثبته يوم التاسع من نوفمبر.
عمليات التزوير التي كنا نسمع عنها وربما نشاهدها بأم عيننا في دورات سابقة كان
المتوقع آن نشاهدها كاضغاث أحلام في هذه الدورة خصوصا بعد إصدار قانون انتخاب مؤقت
وعصري الذي جاء بتقسيم الدوائر الانتخابية الى دوائر فرعية وهمية جعلت عملية
التلاعب تحصيل حاصل لإفراز مجلس يغلب عليه الطابع الهجوي في معظم تركيبته من أشخاص
ليس لديهم اية خبرات او خلفيات سياسية مما يجعل تمرير اية شان سياسي سهلا .
الاحتجاجات التي واصلها أنصار مرشحين لم يحالفهم الحظ ما هي الا تعبير صادق عن
قناعاتهم التي تأصلت في عقولهم بعدم إيمانهم بان النتائج لم تخلو من شوائب الرسوب،
فهذا ينام على مخدة الفوز ناجحا ويستيقظ على غناء الخصم بأنه راسبا، فمن يصدق ان
الحكومة جادت العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية وحيادية فرجل تعلن نتيجته ناجحا
ومن ثم تقلب النتيجة في صبيحة اليوم التالي راسبا، وأشخاص يحصلون على هوية أحوال
مكررة ثلاثة مرات بنفس الاسم والرقم الوطني وصولا إلى اسم الأم فمن اين جاء ذلك في
التقرير الذي عرضه الزميل ياسر ابو هلالة في قناة الجزيرة ومن أين جيء بالأصوات
الهائلة في بعض الدوائر الانتخابية .
ربما أنّ أساليب الغش والتزوير والتزييف تتطور يوما بعد يوم ربما "مكوى 2003 "والذي
لا احد ينكره بعد ان اعترفوا مسؤلون حكوميون رفيعوا المستوى لاحقا بعد استقالاتهم
بالعملية الإجرامية التي تمت في عام 2003 بعد ان افرزت مجلسا معظمهم من أصحاب الكوى
ويمارسونها في بيوت " الدراي كلين "،وغش عام 2007 الذي تم الانتخاب عن طريق قص
الهوية والتي لم تقص ويتم الانتخاب بها مرة ثانية وثالثة.
في هذه الدورة الانتخابية زادت أساليب التزوير بدءا بوضع أكثر من ورقة اقتراع في
الصندوق الى ان وصل في الناخب الإدلاء بدل الصوت بستة أصوات أو اقل قليلا، فمن أين
لنا ان نؤمن بنزاهة الانتخابات وحيادية الحكومة .
أغفلت في هذا المقال نقطة أساسية وهي نقطة "المال السياسي" او المال التياسي من
خلال شراء الأصوات بعد ان غلظت حكومتنا الغليظة العقوبات بحق من يمارس تلك الصفقة
بأطراف البيع والشراء، فلا أكاد أن أقول ان البيع والشراء أصبح جهارا نهارا وبرضى
حكومتنا، فمن أين جاء قانون الحبس مدة خمس او سبع سنوات بحق تلك بائعي وعديمي الذمة
والضمير اللذان وظفا اموالهم في شراء الذمم، الذي لم يطبق ، فوجد سماسرة الأصوات
بعد اختفاء سماسرة الزيتون فقبضوا الآلاف من الدنانير وسمسروا على وطنهم وعلى شرفهم
مستغلون عوز المواطنين وحاجاتهم وفقرهم فالكل يعرفهم بدءا من" س" وانتهاء ب "ص".
ونتيجة لممارسات ما قبل يوم الانتخاب ويوم الانتخاب تبين لنا ان الكل كان موجود
وحاضرا بدءا بغرفة العمليات، المرشحون ،المؤازرون، الناخبون ،بائع الصوت، سماسرة
الاصوات، اصحاب الحلويات، سائق التكسي، اصحاب المطاعم،....، فالكل كان موجود عدا
نزيهة وشريفة بسبب وجود سماسرة الأصوات وعمليات الغش والتزوير فاْبن أن يقطفن ثمار
الزيتون .
rezegrak@yahoo.com