خمس وسبعون عاما مرّت على ميلادك منها احدى عشرة سنه بعد رحيلك وما زال الحزن في القلوب والعيون شاخصة لمحيّاك الوضّاء
غادرتنا يا سيّدي ونحن في اشدّ الحاجة اليك الى حكمتك وتوجيهاتك لقد تركت فينا قائدا هو خير خلف لخير سلف اطال الله في عمره وأعزّملكه .
وحتّى الآن حين تشتدُ الخطوب وما اكثرها نستذكر سيرتك العطره وبسمتك المطمئنه وعزيمتك المشجًعه وصوتك الجهوريّ ونستعيد الجرأة في مواقفك والعقلانية في التفكير والقوّة في اتَخاذ القرار والشدًة في المحاسبه والحزم في متابعة الاجراء .
وكلّما شعرنا بالحزن واعترانا الهمّ والغم استذكرنا مواقفك الانسانيّه التي كانت تملؤها عفويّة الحب الصادق والحنان الدافيء التي عايشها شعبك وشعر بها الكثير من الناس في مختلف البلاد .
ولا زلت يا سيّدي اشعر بحنان لمسة يديك الكريمة على شعري وانا في التاسعة من عمري حين تشرفت جمعية البر بابناء الشهداء بزيارتك الكريمه عام 1961 كما لا زلت اذكر طلعتك البهيّه وأنا ادرس مع زملائي جانب طريق كتيبة القصور في جبل النزهة عام 1967 حين توقفت بدراجتك الناريّه وببدلتك السماوية اللون دون حراسات وسألتنا عن استعدادنا للإمتحان وكانت دافعا لنا لبذل المزيد من الاستعداد .
وكم كان مؤثرا يا سيًدي ان صديقتين من البرازيل وبنما لم تطلبا شيئا منٌي عند زيارتهن للأردن عام 2000 سوى زيارة قبرك ووقفتا جانب الصريح تدعوان لك بالرحمه وعيناهما مغرورقتان بالدموع .
وكما كانت جنازتك يًشهد لها بالتاريخ من اعظم المواكب لما شارك فيها من وفود تمثل كل بلاد العالم وكان اعظم مشهد فيها سمو الامراء ابنائك وهم يحملون النعش الطاهر بينما النشامى والنشميات في الاردن الذي بنيت يذرفون الدمع في وداع القائد والاب والاخ والحبيب .
في يوم ميلادك العظيم ندعوا الله لك بالرحمة والغفران وان يسكنك مع الانبياء والصالحين في عليًين وندعوا لسيٌدنا جلالة الملك عبد الله الثاني بطول العمر وأن يمتعه بالصحه والعافيه لببقى تاجا فوق رؤوس الاردنيين فهو عميد آل البيت وحامي الحمى وصانع تطوره .
المهندس احمد محمود سعيد