ربح البيع وعاد الفرض الغائب

ممدوح أبو دلهوم
[ لقد ربح البيع أجل وعادت ما وصفها سياسي بارز بالفريضة الغائبة، أي العمل النيابي إلى محراب الديمقراطية الأردنية تحت قبة البرلمان، فلله الحمد وله الفضل ومن ثم لجلالة سيدنا حفظه الله ورعاه، ولجنده الميامين من الرجال الرجال في هذا الحمى العربي الكريم، فهذا المنجز الوطني العظيم الذي قدمته الدولة الأردنية هدية لا أعز ولا أغلى إلى الأردن وقائد الأردن المُفديّين، يُسجل لها في إهاب حكومة الرفاعي بمداد من الإجلال والعرفان في الفصل الأنقى من تاريخ الأردن الحديث، وسيبقى محفوراً في ذاكرة الأردنيين الطيبين من أكارم العرب الأكرمين إلى زمن طويل.
لقد أثبت المواطن الأردني أنه كان على مستوى المسؤولية الإنتمائية التي أُنيطت به ناخباً ومرشحاً، وبانه مثقف واعٍ ومدرك لقيمة وحجم هذه المسؤولية بتفاصيلها الفنية والقانونية المختلفة، حين أوصل للمثال لا الحصر إلى مجلس النواب– وهنا مبرط فرس– رئيس وزراء أسبق، ليس من نافل التسطير الشهادة بأنه نائب وطن لا مجرد نائب منطقة بعينها، وبانه لا يختلف أردنيان على ولائه للوطن ولقائد الوطن وبالتالي على حقيقة الحب المتبادل بينه وبين الأردنيين..
ثم حين أوصل أيضاً ثلاثة نواب شغل كل منهم منصب نائب رئيس وزراء في حكومات سابقة، سيكونون لا جدال– وهنا مربط فرس– إلى جانب زملائهم وزميلاتهم من الأرقام الصعبة في معادلة مجلس النواب السادس عشر، فضلاً عن عضوين من مجلس الأعيان السابق وثمان وزراء سابقين من مشارب أكاديمية ومهنية متنوعة..
ولعله قمينٌ بالإضافة هنا التنويه بباقي التركيبة النيابية، والتي لا تقل فيما أحسب قيمةً وقامةً عن سادة الشرف الذين ذكرت أعلاه، كونها ضمت خيرة الخيرة- وهنا مربط فرس– من نواب سابقين وقانونيين بين قضاة ومحامين، ناهيك عن الطبيب والصيدلي والصحفي وبالقطع الحزبي/ السياسي وهو ما أصاب منطق المقاطعة في مقتل، فضلاً عن الصناعيين ورجال الأعمال والعسكريين والإداريين وما لن يكون خطاب القبة شرعياً رسمياً إلا بحضورهم الجليل..
لست أدافع من قريب أو من بعيد عن حكومة الرفاعي، حين أقر حقيقة تكاد تحظى بوصف الإطلاق هي أن تشكيلة المجلس الجديد، قد وصلوا إلى قبة البرلمان وفق قانون الإنتخاب المؤقت، بل وبفضل نصوصه التي راعت خصوصية المرحلة والمناخ السوسيولوجي العام في الشارع الأردني..
أسوق هذا الإقرار وقد فرغت قبل قليل من مشاهدة ندوة تلفزيونية، بثتها فضائية بعينها حول أُهكومة المقاطعة تحدث فيها همام سعيد وسعيد ذياب وحمزة منصور على التوالي، وهنا لا بد من شهادة إنصاف بحق حكومة الرفاعي إذ يسجل لها صبرها الأيوبي، والذي يبدو وفيما أجزم أنه ما زال ينهل من معين حكمة لا ينضب..
وإلا كيف وبحق نهضم سؤال هذا الصمت الرسمي المستفز بغير معيار، إذ بين التكبير والتكبير بديلاً ولا بأس عن التصفيق في دبر كل فقرة من فقرات المداخلات الثلاث، كان بعض السباب بعد بعض الفقرات والأدق الإدانات السافرة بحق الحكومة، قد كان يبلغ مبلغاً مستفزاً وقحاً وظالماً يكاد الصبر عليه أن يستوي ضرباً من المستحيل، ما لن أخوض مخاضه بعد إذ استمعت إلى التصريحات المتعاقبة للرفاعي والقاضي والمستشار المعايطة، من حيث أن لهجتها اتسمت بالهدوء والموضوعية والأهم الحكمة، وذلك بانحيازها إلى مصالح الوطن العليا تعميماً وتخصيصاً في نفس الوقت ..!]

Abudalhoum_m@yahoo.com