بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
أقدر الفنان التشكيلي ودائماَ ما كنت استمتع بشرح أحد الفنانين عن لوحة كان قد عرضها في أحد المعارض ، أحترم فيه حس الإبداع و الوعي و الفكرة و طريقة التطبيق و أسلوب الشرح الذي يخرج من الوعي الى اللاوعي والى عالم مجهول و سراب في يوم ضباب .
أريد أن اربط بين الفن التشكيلي و تشكيل الحكومة العراقية و التي أصبحت بحاجة لفنان تشكيلي قدير يجيد رسمها و تشكيلها و بعد هذا كله شرح تفاصيلها أمام الناس .
إنتخابات معقدة ، برلمان معقد ، حكومة معقدة ، نظام معقد ، قانون معقد ، تفاصيل مملة و شعب لا زال يحتمل و يكابر على الجرح و يدفع من دمه ثمن إخفاقات سياسة أمريكا و قادة قدموا على ظهر دبابتها اللعينة .
منذ عام و نيف و البرلمان العراقي يعقد الإجتماع تلو الإجتماع و يشكل اللجان و يستقبل المبادرات و يرعد و يزبد و لم يتفق سادته على شيء بعد ، و لم نجد زعيمآ لكتلة ما قد تنازل لصالح العراق أو لصالح نفسه ليخرجها من ضوضاء السياسة المعقدة هناك .
شيعة ، سنة ، أكراد ، تركمان ، أشوريون ، بعثيون ، أرهاب ، و حسابات لا تنتهي من ايران و تركيا و دول الجوار و راعية الإرهاب الأولى في العالم . امريكا .
لابد لفنان تشكيلي أن يعيد رسم وتشكيل حكومة عراقية جديدة يرضى عنها الجميع و أنصحه بأن يجلس فوق قبة البرلمان و يمسك ريشة و ينظر الى الوان النواب فيجمعهم في دلو واحد و يخلطهم جيدآ ليتكون من هذا كله لون واحد و يرسم منه لوحة الحكومة المقبلة ، إنه اللون الرمادي
هشام ابراهيم الاخرس