ابيات جميلة يبدو اننا سنبقى و نستمر و نطيل في ترديدها في كل عيد ،و ربما سنحولها الى اغنية يحفظها و يرددها الصغار قبل الكبار، ولا أرى في الافق اي بارقة امل لتغيير او نسيان هذه الابيات .
لن اسقط هذه الابيات بمعانيها الكبيرة على واقعنا العربي او الإسلامي ، فالكلام في هذا المقام يطول و تنبت له اوراق و فروع ،سأسقطه فقط على واقعنا المحلي المرير ، هذا الواقع المظلم في اغلب نواحيه و الذي أبداً لا يدعو للتفاؤل و لا يشيد به الا قلة من المتكسبين من هذه الحالة المزرية اقتصاديا و اجتماعيا و مائيا و بيئيا و وظيفيا و نيابيا و ديمقراطيا و صحافيا وو.......... ، و بعض الجاهلين الذين يضعون اصابعهم في اذانهم و يغطون عيونهم عن الحقيقة وقد حق عليهم قوله عز و جل (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.....)
اخواني
لن اطيل كثيرا عليكم ولن اتوسع في حديثي و اتشعب ،بل سأتحدث قليلا عن حدثنا الاخير الذي شغل بالنا و حياتنا ، هذا الحدث الذي انجلى غباره قبل ايام حاملا معه ما حمل من افراح البعض بالنجاح و من مرارة الخسارة لبقية المرشحين و ما رافقه من احداث مؤلمة أريقت فيها دماء الابرياء ، و ذبحت فيها العلاقات الاخوية و الروابط الاجتماعية من الوريد للوريد، و انتهكت فيها القيم و الثوابت الأخلاقية عند الكثير من الذين باعوا ضمائرهم و شرفهم بأبخس الأثمان و بنقود مزورة في بعض الحالات.
اما الان و قد وضعت هذه المعركة اوزارها ،و توقفت رحاها عن الدوران ، و افاق الجميع من معمعتها ،و اصبحت جلية معالمها و نتائجها التي لم تكن كثيرا بأحسن مما توقعه الجميع و حصل ما حصل ، و كلنا نعرف بأنه لن يكون هناك اي تحقيق او متابعة او مراجعة لما حدث ، لأن الجميع قد حذر منه و أشار لوقوعه دون ان تحرك الحكومة ساكنا باستثناء عزف معزوفتها المشروخة مرددة و مكررة لعبارات مل منها الصغار قبل الكبار بأن هذه الانتخابات نزيهة شفافة صامة آذانها عن اي شكوى هنا او هناك ،.
فاننا نردد نفس الابيات والتي رددناها أبان المجلس السابق و الذي سبقه و على الاغلب هي ما سنرددها في الاعياد القادمة ، ابيات اصبحت جزء من اعيادنا و لا اجد ضيرا من استبدال عبارات المعايدة بها .
ساستبق من سيصفوني بالمتشائم و المحبط و اقول لهم هذا هو الواقع و هذه هي المؤشرات و هذه هي التجارب ، و سأقول لهم بأنني على الصعيد الشخصي انسان متفائل جدا و ارى الكأس مملؤ حتى لو كان معظمه فارغ ، و لكن على صعيدنا المحلي فإن تفاؤلي هذا يتلاشى ويحتضر و لا يجد له أية اسباب ليعيش ا و يزدهر.
! نحن افضل من غيرنا
لو كنت في بلد اخر فلن تستطيع قول ما تريد و تبقى حيا !
روح شوف غيرنا كيف عايشين !
عبارات باليه لم اسمع بأن احد يرددها في اي مكان في العالم و لا حتى في امريكا بلاد الديمقراطية و التقدم العلمي، عبارات يتشدق بها بعض المواطنين كلما سمعوا او قرأوا مقال ينتقد فيه أوضاعنا و يشير الى مواضع الخلل و مكامن التقصير ، يرددونها و انا متأكد بانهم لا يعون ما معناها او مدلولها و لم يقولوها نتيجة خبرة او دراسة و لم يعتمدوا اي مقياس لاستنتاجها، بل سمعوها ممن يجد في أوضاعنا هذه بيئة خصبة لزيادة غنائمه او للتغطية على فشله و مصائبه .
أوجه كلامي لؤلئك المرددين و لهذه العبارات مروجين و ارجوهم بأن يتوقفوا عن قولها فهي اولا لا تقدم و لا تؤخر ،و لكنها حتما تسيئ لقائلها و تعبر عن مدى جهله ، وتساعد المنتفعين الذين هم لهذه الكلمات مرددين و مروجين ، لانهم هم من بؤسنا و شقائنا مستفيدين و ببساطة هؤلاء المدافعين فرحين .