بقلم : اوسيد صبيحات
(من يقرأ لا يفهم .. ومن يفهم لا يقرأ .. بين السطور)
أنا لست سياسيا ولا افقه في السياسة أكثر مما أسمعه ولا أفهم مما أسمع قدر ما يفهمه إنسان لا يحب أن يخوض وسط معمعة المتحذلقين للمفهوم السابع من الاتفاقية المبرمة بين العقل والإرادة كون الإرادة مفهوم ينغص على البند الثلاثين من الاتفاقية ... وكوني لم اقرأ الاتفاقية ولم أوقع عليها..ولم أنوي على المدى المنظور أن أخوض الانتخابات البرمائية.. لم اخذ على عاتقي إصدار البيان الانتخابي ولا حتى البيان الجمركي ولم اكتب استبيان الترشيح لأنني لم أفكر أن استورد شيئا خارج نطاق مفهوم الوطن..لذلك فأنني استميح القارئ عذرا أن لا يفهم من قولي هذا بأنني أتخلى عن مفهوم الإعصار القادم من المرحلة الماضية أو المرحلة الحالية ولا حتى المرحلة القادمة والذي أظن بأنها ستأتي على عجل .. دراجة هوائية ( بسك ليت )..وكون راكبه سيتعب من استعمال رجليه في قيادة ألبسك ليت وقد يصل وقد أصابه الإنهاك والتعب وممكن بعد كل التعب لا يستطيع حتى قراءة بيانه الانتخابي ... وحسبي أن يكون بيانه الأخير من منظور( إلي سبق أكل النبأ ) لان الكثير من الذين يركبون ( الشبح ) سيصلون دون الحاجة إلى استعمال الأرجل أو الأيدي.. وعلى رأي السيدة حلزونه : ( شو بهمه إلي بصرف من أمه )..ومن الأخر وكي لا أطيل التحديث و الحديث وهناك اجتماع مهم يدور تحت القبة... لإصدار اتفاقية ذات طابع أنساني ... محض.. وأخذت الكلمة على عجل ( والعجل هنا من السرعة ) وليس لها علاقة بالبسك ليت.. وحيث النقاش كان حادا تحت القبة والذي كان بين الأعضاء المبجلين الذين وصلوا بالشبح حول مسألة إخفاء الحمامة الجريحة عن أعين الحيوانات المفترسة، أرتفع صوتٌ فوق بقية الأصوات سائلاً: ومن سيخفيها...؟ عَمَ المجلس صمت كصمت القبور وتبادل الأعضاء النظرات، حتى اقتحم السيد البدين بصوته الجهوري المعتاد قائلاً: تاريخنا مشرقٌ ونضالنا لا تشوبه شائبة ولا احد يستطيع أن يزاود علينا في الوطنية !!! , ولا احد يستطيعُ سد الشمسِ بغربال، فضجت القاعة بالتصفيق والتهليل كونه أخرجهم عن صمتهم وحيرتهم حتى أستأنف حديثَهُ بهدوءٍ هذه المرة، قائلاً رغم كل ذلك، لا أستطيع إيواء الزميلة، لأن ذلك يخلُ باتفاقيتي مع سيادة المبجل فتشجع صاحب الفروة وقال: أنا أيضا على عهدٍ مع الساحة الحمراء ، والحمامة عبء فوق طاقتي. نهضت سيدة ألكوته والدمعة تكاد تسيل من على خدها حزناً، وقالت: رَحَلَ زوجي إلى ديارا لأنكل سام لإبرام اتفاقية معهم، ومساعدتي للغالية سيؤثر سلباً على صفقتنا، كان صوتها يسير تنازلياً نحو النبرة الأحزان حتى انتهت قائلة: أُناشِدُ كُلَ شُرَفاء العالم أن يساعدوا حمامتنا الغالية وزوجي المسكين .. عاد الصمتُ ليسود الحضور من جديد، حتى قال (حكميهم ؟): زملائي العِظام، كلنا نعلم العهد الذي بيني وبين صديقنا في مدينة الضباب ، أي أنني لست أفضل منكم حالاً، لِذا اقتَرِحُ عليكم تسليم الزميلة حمامة كعهدةٍ عند مجلس الأمن، بذلك نضمن لها مسكناً لا يقربه احدٌ أبدا. فصوت الحضور بالإجماع على أنها فكرة عبقرية.
osm@hotmail.cz