20 مليار دولار من الولايات المتحدة لاسرائيل اذا توصلت لتسوية مع الفلسطينيين

زاد الاردن الاخباري -

كشف النقاب في تل أبيب, أمس, عن ان الصفقة التي تقترحها الولايات المتحدة على اسرائيل لا تتحدث عن هدية من 20 طائرة إف 35 بقيمة 3 مليارات دولار فحسب, مقابل  الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني لثلاثة شهور, بل هناك هدية أكبر تقدر قيمتها بعشرين مليار دولار, في حالة التوصل الى اتفاق دائم لتسوية الصراع الاسرائيلي ¯ الفلسطيني خلال سنة من المفاوضات المباشرة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة ان هذه الهدية ستكون عبارة عن اتفاقيات سرية وعلنية في مجال الدعم المادي والعسكري, لكنها لم توضح تفاصيلها.

وفي هذه الأثناء اتضح ان قيادة الجيش تجندت لصالح هذه الصفقة ونقل على لسان أحد كبار قادة الجيش قوله اذا لم نوافق على الاقتراح الأمريكي سنتسبب في ضرر امني كبير لاسرائيل.

وأضاف هذا المسؤول, حسب صحيفة هآرتس ردا على المعارضة اليمينية الشديدة للاقتراح الامريكي انه لا يجوز رفض مثل هذه الصفقة لأنها تمنح اسرائيل قوة ردع عسكرية كبيرة ستعكس اثرها مستقبلا.

 وكان وزير الدفاع, ايهود براك وفي نفس الارتباط, قد عبّر في مقابلة له مع اذاعة الجيش, صباح أمس, عن تأييده للاتفاق مقابل رزمة المساعدات السياسية والامنية الامريكية المقترحة ووصفها بالانجاز الكبير لنتنياهو.

 وقال ان 20 طائرة اف 35 هي اهم بكثير من تلك الاحتكاكات العابرة بين نتنياهو واعضاء من كتلته.

وكشف ان اسرائيل ارادت 40 طائرة ولكن بسبب التقليص في الميزانيات اتفق على عشرين طائرة بتكلفة 3 مليارات دولار.

واضاف انه  في حال عدم التوصل الى اتفاق بسبب الرفض الفلسطيني, سيعرض الامريكان صفقة اضعاف تلك المقترحة .

وخلص براك الى إن هناك إمكانيتين: إما أن نصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة والتي ستجد طريقة لإجبار الفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات, أو أن يصل الفلسطينيون والعالم الغربي إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة على حساب المصالح الاسرائيلية .

من ناحية أخرى قررت لجنتا التخطيط اللوائية والمحلية في القدس تأجيل البحث فيما يتعلق ببناء 1300 وحدة بناء جديدة في القدس الشرقية, الذي كان من المقرر بحثه يوم امس الاثنين. 

ورجح الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس ان سبب التأجيل جاء بناء على طلب من رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, لمنع احداث ازمة جديدة مع الادارة الامريكية بعد موافقته على اقتراحها والسعي من اجل اقناع الجانب الفلسطيني العودة الى طاولة المفاوضات المباشرة.

واضاف الموقع, ان مكتب رئيس الحكومة يقوم بمتابعة المشاريع المطروحة من قبل لجان التخطيط في بلدية القدس منذ عدة اشهر, لتفادي وقوع ازمة جديدة مع الولايات المتحدة.

وكانت لجنة التخطيط اللوائية في بلدية القدس قد  نشرت الأسبوع الماضي, عطاءات لبناء نحو الف وحدة استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم, جنوبي القدس وصادقت في نفس اليوم على اقامة 32 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة بسغات زيئيف مزراح اما المخطط الجديد فيطلق عليه هار حوما ج ويشمل 930 وحدة بناء.

 ونشرت تلك اللجنة يوم امس عطاء جديدا لتوسيع حي هار حوما ب القائم على اراضي جبل ابو غنيم ويشمل 48 وحدة سكنية.

ومع ذلك وامام تلك العقبات التي يحاول عدد من وزراء حكومة نتنياهو تثبيتها, يرى المراقبون السياسيون ان الصفقة الامريكية-الاسرائيلية ستمر في المجلس الوزاري المصغر  والمؤلف من 15 وزيرا, وبعد ان ضمن نتنياهو ليونة في موقف وزراء حزب شاس   المتوقع ان يمتنعوا عن التصويت وعدم معارضة الاتفاق. وسوف تتضح الصورة اكثر في الاجتماع الوزاري المصغر الذي سيعقد يوم غد الاربعاء.

وكما هو معروف فان سبعة وزراء يؤيدون الصفقة الامريكية - الاسرائيلية بينما يعارضها ستة وزراء  من الليكود وحزب اسرائيل بيتنا.

ويبقى لسان الميزان وزيرا الداخلية والاسكان من حزب شاس اللذان اشترطا ان يباشر البناء في الاحياء اليهودية في القدس حال انتهاء فترة التجميد, لكي يمتنعا عن التصويت فإذا تحقق لهما ما يريدان, سيستطيع نتنياهو تمرير الصفقة الأمريكية.

المعروف ان الصفقة الأمريكية تثير نقاشات حادة في المجتمع الاسرائيلي ففي اليمين المتطرف يعتبرونها كارثة, بدعوى انها مقدمة لاقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 ودمارا للمشروع الاستيطاني ويعتبرون موافقة نتنياهو عليها رضوخا للارادة الأمريكية.

 وقد تجند قادة هذا الجناح لممارسة الضغوط على وزراء اليمين كي لا يوافقوا عليه, ويركزون ضغوطهم حاليا على حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين. ويهاجمون نتنياهو حيث يتهمونه بخيانة مبادئه وجمهور ناخبيه.

 وهدد أحد قادة المستوطنين بتحويل المستعمرات الى دولة يهودية مستقلة عن اسرائيل ومتمردة عليها, حتى يمنعوا التفريط بالاستيطان.

وفي الصحافة الاسرائيلية يهاجمون نتنياهو على تردده واهتزاز شخصيته. وتساءل محرر صحيفة معاريف, بن كسبيت: هذه الصفقة معروضة عليه منذ أكثر من شهر, فلماذا لم يوافق عليها في حينه? فقد كان الرئيس الأمريكي بحاجة لهذه الموافقة في حينه, عشية الانتخابات النصفية للكونغرس. أما الآن فإن موافقته تبدو دليل فشل وضعف.وتساءل ألوف بن, محرر هآرتس: اليوم يتحدثون عن 90 يوما لتجميد الاستيطان. والسؤال هو: ماذا سيحدث في اليوم الحادي والتسعين? هل سيكون نتنياهو قد وافق على ترسيم الحدود لدولة فلسطين العتيدة? واية حدود ستكون هذه? هل هي حدود 1967? ومن سيوافق عليها? نتنياهو أم وزراء اليمين المتطرف?. وأجاب الكاتب على هذه الأسئلة بالقول ان نتنياهو سيكون مضطرا الى تغيير ائتلافه الحكومي. وعندئذ سيتعلم درسا بأن لا يقول لا للولايات المتحدة, لأن هذه اللا تكلف ثمنا باهظا أكبر من الثمن الذي كان سيدفعه لو قال نعم.

العرب اليوم