ينتظر الجميع (بكم سعد ) ..نلهي انفسنا بالتخطيط ليومنا الموعود ..نسمع من الكبار كيف ستوزع الحصص فالبعض يقول سنوزع الثلث فقط والباقي لاهل الدار , والبعض الاخر يقوم بدور (المفتي ) ,ويقر بوجوب توزيع الثلثان والثلث المتبقي لاهل الدار, اقول في نفسي لماذا لا تكون كلها لنا..فنحن اصحابها , فوافقت الاغلبية على التقسيم ثلاثة اثلاث (اغربون /اقربون /اهل الدار ) ...
ها قد وصلوا عمي والبقرة وسائق البكم ... رحبنا بالضيف العزيز انزلناه في باحة المنزل ..وضعنا اخي حارسا عند (حوش الدار) لمنع دخول احد من الحاسدين ...نقدم لبقرتنا الطعام ..نحاول الاقتراب منها ونقوم بلمسها نداعبها نتكلم معها ويضع احدهم رأسه الى جانب رأسها ويقوم الباقي بالبحث عن الفوارق الخمسة بينهما وبالكاد نجدها ..حضرالكبار مرة اخرى يتكهنون بكم ستجود علينا البقرة من اللحم؟ البعض يقول (250 كيلو ) البعض الاخر (300 كيلو ) ,يتسائل بعضهم هل كان سعرها مناسبا ام انه مبالغ فيه ..جاء اليوم الموعود ...بعد صلاة العيد توجه الجميع لمكان البقرة تم تقييدها ,سنت السكاكين ,احضرت الموازين واكياس (النايلون),احضرنا العدة (اتشاط ) و (طبليات )..تجمعنا حول الاضحية فرحين ...ننظر الى عمي وهو يتلو الادعية وعبارات وهب الاضحية لمن هم تحت التراب ولبعض من فوقه...البقرة مطيعة وودودة تنظر الينا شاخصة البصر مودعة ايانا وهي تعلم علم اليقين بانها ستغدو بعد ساعات في بطون الجميع ..
بعد الذبح والنفخ والسلخ والتقطيع والتوزيع ,ينتهي العيد وتبقى البقرة محط حديث الاطفال والكبار وحديث (النسوان ) لحين قدوم العيد القادم فهي (دسمة الطعم ودسمة الموضوع ) وكلما اشتقنا لذكراها نذهب الى قطعة الارض التي رمينا فيها (السقط والمقادم والجلد ) نتذكر العيد ببقاياها الغير متحللة ..
للعلم تم توزيع الاضحية ثلاثة اثلاث (اقربون /اغربون /اهل الدار ) ...اتذكر العيد واتذكر بقرة العيد واتذكر بانه في القديم قد تم التضحية بوطن وقسم ( خمسة اسداس للاغربون /وسدس لاهل الدار ) وما زلت اخاف في كل عيد بمفاوضات مباشرة وغير مباشرة ان يمنح السدس المتبقي هبة اضافية لل(اغربون) \"\"\"
كل عام والجميع بخير
كل عام و(سدسنا) المتبقي بالف خير