نداء الى شرفاء الوطن
:
\" غابة الشهيد وصفي التل تستنهض الهمم, الفزعة يا النشامى\"
أربعون عاما مضت على استشهاد الرجل الذي قضى من أجلنا ومن أجل الوطن. في غفلة منا ومن ضمائرنا, أطاحت رصاصات حاقدة لئيمة بواسط البيت ورمز فخرنا الوطني الكبير, غيلة وغدرا وعدوانا.
شجرة السنديان العتيقة ذات الجذور الراسخة الغائرة في التاريخ والتي توائمت مع تراب الوطن العميق الطاهر, ونمت أغصانها الخيرة على مساحة الوطن الكبير, تظلله وتؤنس وحشته, احتطبها ونحن نيام, غدر من لا يخافون الله ولا يراعون له حدود. وقد نسوا جذور السنديانة هذه في بطن الوطن, ونسوا أن تلك الجذور عصية على الإجتثاث, وأنها حية لا تموت, لا بل أنها ستنبت ألف وصفي, وسينمو لها ألف بطل, وستفرخ ألف عملاق.
الشهداء لا يموتون. هذا وعد الرحمن وقد صدق الرحمن وعده. وهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وفكرهم الوطني النقي لا يموت, وهو باق في كل شرفاء الأمة وأجيالها التي وصلتها الرسالة وحملت عنهم الأمانة. وبعد أن اكتشف الرعاع وعصبة مريضة الأنفس والوجدان هذه الحقيقة, قاموا مفزوعين مرعوبين من وصفي التل بعد مرور هذه المدة الطويلة على استشهاده, يحاربون هذا الفكر, ويجابهون بلؤم الكون وضغينة الغدارين جميعهم المستترة كلها, كل ما حمل لون الشهيد واسمه.
اسم الشهيد على شاخصة الشارع تغيضهم وتفزعهم فتغطى بصورة متسلق نكرة لا حول له ولا قوة, أراد ان يصل الى مكان ما على الخريطة الوظيفية الأردنية, معتقدا من خطط ونفذ له أنه بذلك يسدي لمعلمه خدمة انتخابية لا تعوض.
نافذة ضريح الشهيد, احتسبوها بصر الشهيد وسمعه, تراقبهم وتحصي عليهم أنفاسهم المتربصة بالوطن ومستقبله, فحطموها ظنا منهم أنهم بذلك يتجنبون المراقبة ويخرجون من دائرة الضبط.
زيارة الشهيد واستذكاره, ظنه البعض موجها ضد أحد يسترضونه طيلة الوقت ويطبطبون على عيباته, فاستصدروا الفتاوى والأحكام الشرعية لمنعها وإحراج ناسها.
وأخيرا, تطال نار الغل والثأر المعشعشين في بعض النفوس والضمائر الميتة أصلا, والرؤوس الجوفاء الخاوية من الفكر والمنطق, غابة الشهيد وصفي التل قريبا من جرش التاريخ, والتي تحمل تاريخا عظيما وشامخا مثل اسم صاحبها. وفي أقل من اسبوعين تتعرض الغابة ثلاث مرات لعدوان آثم تلطخ أيادي أصحابه الخطيئة والخسة, مستكملين بذلك مسلسل الجريمة الأولى العائدة لحقبتهم السوداء قبل أربعة عقود من الزمن.
اختلفت الأسلحة بين الحقبتين, ولكنه الخوف هو الخوف والفزع هو الفزع. أنهم يخافون وصفي وترتجف فرائصهم منه ومن اسمه, والى يومنا هذا. والجبن ساكن في عروقهم وأوصالهم, لم تبدده السنوات وما هدأت من روعه العقود.
انها سكرات الموت وصحوة ما قبل الإنتقال الى عالم البرزخ, هي التي تحرك الرذيلة فيهم مجددا, وترفع نسبة الأدرينالين في عصبيتهم وعنصريتهم وفكرهم المريض, فيستقوون على شجرات صم بكم لا تستطيع رد العدوان ولا الدفاع عن خضرتها ونظارتها, ويرسلون النار التي تأكل حشاشاتهم وأكبادهم وصدورهم, لتطيح بفكرة وصفي التل للأردن الأخضر.
نشميات ونشامى الوطن, الأردنيات والأردنيون الكرام,
الشهيد وصفي التل ورسالته وفكره يستغيثون ويستنهضون منكم الهمم, وإنكم والله لأصحابها. أسمه وغابته وظل شجراته الذي حاربه الظلال والتهمته النار, يطلب فزعتكم, وإنكم والله لأهل العزيمة والفزعة.
دعونا نغرس الشجر من جديد, ونسقيه من جديد, ونستكمل مسيرة الشهيد من جديد. ونخضر الأردن من جديد. أنه الوفاء للرسالة الوطنية الوصفوية, وإنه الدفاع عن مكتسبات الوطن والذود عن أمانة أبا مصطفي نحو الوطن الأم والأب.
ها هي ثلة منكم, أمنوا بالله وبالوطن وبالشهداء, يهبون لتأدية الواجب وحمل المسؤولية, يتأهبون لإطلاق جهد وطني عام, لإعادة تحريج مساحة العدوان الآثم, وزرع غابة الشهيد من جديد. إنهم ليسوا بخياركم ولا بأوفى منكم لرسالة وصفي التل, ولا بأحسنكم ولاء وانتماء للوطن ورموزه الشامخة, ولكنهم اختاروا عدم الإنتظار والمشاهدة, فتوجهوا للعمل والمبادئة. فكونوا أيتها الأخوات والإخوة الشرفاء منهم ومعهم من أجل عيون الوطن الغالي وعيون أخو عليا.
على الراغبين بالمشاركة, والإستعلام والنتسيق, المبادرة للإتصال على تلفون الكاتب 0796535123 أو رقم 0788170342
جزاكم الله عنا وعن الوطن والشهيد كل الخير, ووفقنا معا لما فيه مصلحة الأردن العزيز ورفعته.
جمال الدويري