ها أنا اقترب من سماء باريس...اشعر أن روحي تحلق تلهث قلبي تتسارع نبضاته..مشرعة نوافذ روحي للحرية والانطلاق .
أكثر ما اعشقه في باريس التسكع في شوارعها واحتساء القهوة في مقاهي الشانزلزيه ....تقودني أقدامي أجوب مساحات شاسعة لا أحس بتعب أو ملل .
اقترب من ضفاف السين يطربني همس الماء .
في مدينتي أخاف من الزمن ينتابني رعب الساعات التي تضيع هباء من دون انجاز يسجل ....في باريس أصبح إنسانة أخرى استسلم للمرح تنشط خلايا الدماغ تدب الحركة بالأوصال اركض ألهو أعدو....
في باريس أشفى من وجع القلق ...
كأنها تملك سحر يحررني من أوجاعي وهمومي.
وحين تدق ساعة الرحيل أحس بانسلاخ قهري للراحة والسكون....
اقتحم ليل باريس بقلب عاشقة .....ونهارها بقلب طفلة مشاغبه عشقي لها بلا رتوش
ما أجمل عشق المدن.....
عندما أفاضل بين عشق رجل وعشق مدينة اختار عشق مدينة
الرجل عشقه عنيف يجبرني على الانسلاخ عن طبيعتي الطفولية عشق الرجل فرحه قصير و وجع مديد... أما عشق المدينة يشبه حضن أمي يدفئه وحنانه وذكرى عطره...
أول خطواتي في باريس ارتداء ثياب مريحة لا تهم الماركة امتطاء شارع الشانزلزيه احتساء فنجان قهوة واجلس أراقب حركة الحياة المتواصلة يمر طيف شوارع مدينتي ببالي تفر الدموع من عيني دموع تشهد كم هي الحرية والرقي مفعمان بالحياة ها هنا وكم تخلوا منها شوارع مدينتي تدهشني البساطة برقيها.... العارية من الزيف المفعمة بالعفوية ألمجرده من الخوف ...باريس منعشه كعصير برتقالة من بساتين حيفا ويافا .
باريس أنثى لا تعرف الضجر متجددة ببهاء و رومانسيه لها بهاء الشمس التي تشرق كل يوم دون ملل.
أسافر لها لأشفى من أحزاني وخيبتي المتعاظمة من مدينتي.
باريس تقدم لي الفرح والسكينة استشعر كيف روحي اليابسة تغدو لينة في أضواء باريس
أبوح لباريس بكل ما احمل من وجع تنصت لي بجلال وتغرقني ببسمة تبلسم أوجاعي.
أنا الأنثى التايهة الموغلة بالأوجاع المرهقة بالأنين تحتضنني باريس لتقدم لي الشفاء في باريس تذوب عزلتي عن روحي
باريس أنثى تختال ببهاء...
فمتى أري عمان أنثى عربية بخمار الوله
تختال بين المدن بروح النقاء ....متى أري جنوبي يزهو بشموخه
متى يا باريس أتملكين الجواب؟؟؟
إيمان الرواشدة