ليست كلمات المباركة والتهنئة بحد ذاتها ومهما بلغ ترتيبها وتنميقها كافية لتُعطي من تُطلق من أجله الأفضلية والأحقية بما ارتقى إليه, كذلك الأمر نفسه مع سعادات النواب المحترمين حاليا, فهما باركنا لهم وأكثرنا من كلمات التهنئة, يبقى الفيصل معهم نتائج أعمالهم لاحقا, وما تفرزه قناعاتهم ومواقفهم من أجل الوطن كله, هكذا رغبتُ بإستهلال خطابي هذا حتى لا تكون حروف مباركتي وعبارات التهاني مني شهادة مطلقة بالصلاح والافضلية لأحد.
الى سعادة هدى ابورمان
منذ أن عرفناك في عديد القضايا الوطنية والاجتماعية, وأنت شُعلة حماس تزداد لهيبا, ومنذ أن تشاركنا في بعض المواقف الوطنية وأنت صاحبة رأي سديد, نشمية اردنية سلطية, إستحقيت ثقة أهلك حين كنت في المجلس البلدي, وكنت عند حسن ظنهم فأركبوك قطار مجلس الامة فخرا, نائباً لهم تُمثلهم تشريعيا لقادم الايام والسنون, وعلى أي حال مال الوضع وآلت اليها الامور تبقى ثقة ناخبيك مصدر إلهام وقوة لك تدعمك وتشد من أزرك , ولانه الاردن الذي نحيا ونموت من أجله محبة, فلنا نصيبا فيك وقدرا من الثقة لا تقل عمن كتبَ على الورقة الانتخابية هدى ابورمان, ولان عديد التجارب التي جمعتنا على مدار الزمن قبل إنتخابك نائبا للامة, فهذه التجارب والمواقف أعطتنا الحق في أن نكتب لك ما نكتب, ونطلب منك ما نطلب, ونتأمل منك تلك الأحلام والأمنيات التي كُتبت و رُسمت بحروف الرجاء مع الهدوء قبل حملك لهذه الامانة الكبيرة.
ولأن القضية الأخيرة التي جمعتنا أيها الصديق سعادة النائب, قضية الشهيدة دانه وليد خليفات, دانة الاردن, ومحاكمة والدها في سلطنة عمان الشقيقة, ما زالت قائمة حية ترزق لم تموت, ولأننا خضنا المعركة جنبا الى جنب منذ البداية هنالك في مسقط الى جانب وليد خليفات, ولم تعيقنا المسافات و لم نجزع من بعد الاماكن, لان عزيمتنا وقوة تكاتفنا كانت وما زالت أقوى من البعد ومن من كل العوائق, تلك المجموعة الاردنية الرائعة المفتخر بها, التي تحدت وتحدت المال والسلطان, والان بعد صدرو قرار المحكمة الذي نزل علينا كالصاعقة, فلقد آن الاوان لفتح صفحة جديدة في هذه القضية الوطنية, وهي صفحة دور حكومتنا في دعم والوقوف الى جانب أبناء الوطن في الخارج, إن كان فشلهم في الداخل برروه بالأزمة الاقتصادية العالمية, فيا ترى فشلهم في الخارج كيف يكون تبريره غير صمتهم وسكونهم سكون الاموات؟؟؟؟
الان اصبح لدينا قوى رسمية مُعترف بها, النائب هدى ابورمان, نائبة الامة في مجلس الامة, الان أصبح لدينا سلاحا رسميا شرعيا, لأن الحراك الشعبي والتكاتف غير الرسمي بين أحرار الوطن, لم يعتبروه سلاحا ولم يولونه إهتماما, على الرغم ان هذا الحراك الشعبي الاردني العربي أثر في الموقف هنالك في سلطنة عمان, ولم يؤثر هنا في سادة الدوار الرابع عمان, الان معنا أنت سعادة النائب, وكل من يرغب في سطره إسمه في قائمة الشرف والحرية والكرامة, ولانك نائب عن السلط, حيث تلعب روح دانه الشهيدة هنالك مطلع كل شعاع شمس, ترد سلام كل مجتهد في حياته, فأنت واخوتك زملائك في المجلس من السلطية خاصة أولى بها وبحقها في والدها ومن اجله, وكلنا من ورائكم نسير ومن إصراركم نستلهم القوة والمثابرة, فلتصبح الوعود حقائق و الامنيات واقع, فما أجملها وأشرفها من قضية يكون إستهلال مشوار الاربعة سنوات في العبدلي ( إن إكتمل البدر ), ولا تجلعوها مجرد حشرجة أصوات ورغرغة دموع لا تسقط, بل إجعلوها هدفا لا بد من تحقيقه, لمحاسبة المقصرين والوزراء المعنيين الفاشلين, الذين خذلوا أنفسهم حين خذلونا, حتى وإن شُكلت حكومة أُخرى, فلتوصم تلك الأسماء بالخزي والعار, وسنكون على التواصل بخصوص أسمائهم و وظائفهم, حتى يتعلم القادم مكانهم ان الله يمهل ولا يهمل, وأن حق المواطن ان قُصر به سيكون وشما بالعار على الجباه, وأن التعديل أو التشكيل الجديد لن يحميهم من غضبنا ولن يُنسينا تقصيرهم وفشلهم إن ذهبوا وسيذهبون دائما.
الى الشهيدة دانة الاردن
أُعذري كلماتي إذ حملت إليك كثير الوعود, وأُعذري تقصيرها في خلق ذلك الاثر المنشود, فما زلنا نجتهد وإن كثُرت في وجهنا السدود, ولكننا اليوم يا حبيبتي دانه, معنا بتوفيق الله ورعايته, معنا قوة جديدة, قوة تجمع بين ثقة الشعب وسلطة الدستور, وبين العاطفة ورقة القلب وجميل الاحساس, معنا مُحبة لك تعرفينها حق المعرف : هدى ابومان , التي هي اليوم النائب هدى ابورمان , واسمحي لي دانه أن أعدك من جديد أن أهلك وعزوتك الخاصة من أبناء السلط لن يتخلوا عنك, وستكون القوة مضافة إليها الوحدة والموقف الواحد, هذا وعد لن أخذلك فيه, وسأسعى اليه, فزوريهم بنيتي دانه, زوريهم في بيوتهم وبين أهليهم وأخبريهم أنك شاهدة عليهم وعلى فترة حملهم للامانة, ولتفخري يا سلط بمن قدمتي وبمن أنجبتي, فتلك النشمية الاردنية سلطية الهوى هدى ابورمان, ترفرف عزيمتها صقرا قرشيا اردنيا فوق جثمانك الطاهر دانه, وتمسح على عيون امك بيد المحبة والمودة , وفي اليد الاخرى سيف الحق الذي لا بد أن يسطع نوره يوما , ولا بد يوما أن يستجيب القدر.
وكل عام والاردن وانتم بخير
حازم عواد المجالي
Hazmaj1@gmail.com