*عبدالله الصباحين
في المنفى تم اغتيال الشهيد القائد أحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، و الحديث عن الاغتيال ليس بالدلالة الإنسانية، بل السياسية مع ضرورة التوقف عند الفاجعة لأسرته و حركته وعموم الحركة الوطنية الأحوازية في الداخل المحتل و في المنفى.
يشكل اغتيال القائد أبو ناهض حاله فريدة تختلف عن جرائم الاغتيال السابقة التي ارتكبها العدو الفارسي كونها تأتي في سياق التصفية التنظيمية .
ارتكب العدو الإيراني عدد كبير من الاغتيالات التي طالت قيادات وأمناء عاميين منهم الشهيد حسين ماضي و الشهيد منصور مناحي و قائمة تطول ، وكانت عمليات الاغتيال تأتي في سياق تصدي لحركة المقاومة الأحوازية التي أوجعت و لا تزال توجع العدة الفارسي، إلا أن الاختلاف بعملية اغتيال الشهيد أحمد مولى رئيس حركة النضال أنها تصفية تنظيمية من حيث إضعاف التنظيم و إخراجه من سياق مبدئيته وبرنامجيه التي تأتي في حزمة أنشطة لتوحيد الساحة الأحوازية بجهدها التنظيمي.
إيران بين قاب قوسين وأدنى للدخول في حرب ستدمر بنيتها العسكرية و الأمنية و مؤسستها القيادية ،و وحدة الفصائل الأحوازية ستشكل العامل الأكثر قوة في إنهاك مؤسسة النظام الفارسي واسقاطة ،بانتفاضة شعبية مدنية تحميها المقاومة.
إيران تحاول التخندق وحرق فرص المساعدة على سقوط منظومة الدولة الاحتلالية، لهذا سارعت بعقلية العصابة كما هي العادة لاستهداف رموز الحركة الوطنية الأحوازية و المؤثرين بصناعة القرار وبدأت بالشهيد أحمد مولى ، وفهم عقلية المحتل الفارسي تدلل على أنهم يمتلكون قائمة للاغتيالات بهدف ضرب الوجود التنظيمي بتأثيره المباشر على ساحة العمل السياسي في المنفى و المقاوم في الداخل المحتل.
إيران بهذا الفعل تعجل من فرص بداية الحرب الشاملة ضدها فهي استهدفت الحركة الوطنية الأحوازية بعموميتها أولاً ، وعموم الحركة سيكون لها ردة فعل مختلفة وخاصة أنها تجاوزت منطق الدول في الاستهداف باختراق سيادة دولة أجنبية و زعزعة أمنها من خلال التنفيذ وفتحت باباً قد يكون إغلاقه مستحيلاً بالتكرار.
الاغتيال يشكل بالفهم العام أن خوف مؤسسة الحكم المحتل دفعهم للفوضى باتخاذ القرار محاولين حماية الداخل عند بدء الحرب الشاملة و التي تظهر بوادرها في ضرب و إنهاء وجود الأذرع المليشياوية في المنطقة عموماً.
قواعد اللعبة اختلفت و تبدلت بفعل الحماقة الفارسية ، وأعطت عملية الاغتيال دفعة جديدة للقوى الوطنية الأحوازية أن تخطو نحو مستقبل التحرير بطرق الأبواب الدولية بشرعية كان الأحوازيين يسعون لها ، فالحماقة المجوسية وعقلية العصابة التي تحكم طهران اختصرت نصف الطريق على الأحوازيين.
ما هو قادم أعظم وأشك أن تتوقف الحماقة الفارسية عن فعلها وبكل جرم ترتكبه يقترب الأحوازيين أكثر من تحرير دولتهم وإعلان الاستقلال التام.
الموت لا يوجع إلا الأحياء، رحل الشهيد ودمائه ستكون أيقونة حراك مقاوم يحقق الغاية الأسمى الاستقلال واسترداد الدولة.
*أمين سر الهيئة الدولية لمقاطعة النظام الإيراني