حسان علي عبندة
ثمة مثل قديم يقول \"غبي من يعادي الصحافة\" ومع ذلك هناك من يعادي الصحافة ويشتمها وينتقص من أهميتها ولا يترك مناسبة إلا ويجيش محيطيه ضدها ولا يتوانى عن اتهامها حتى بالتسبب في تراجع التنمية في البلاد.
التاريخ متخم بالروايات عن مسؤولين عادوا الصحافة وكانت النتيجة خسارتهم الفادحة وانفضاض الناس من حولهم وبدء مرحلة التصفية الذاتية بعد انكفائهم على انفسهم وأفول نجمهم، ولعل ما حدث لوزير البيئة السابق مثال حي على هذا.
الصحافة أو السلطة الرابعة تنشر ما لا يزيد عن عشرة بالمائة من الاحداث التي تجري على مستوى العالم، هذه العشرة بالمائة تحوي أحد عناصر نشر الخبر مثل الاهمية أو المكان أو الضخامة أو الطرافة أو المشاعر الانسانية وغيرها.
صحيح أن عدداً من الصحف الالكترونية حادت عن المنهج القويم للصحافة وذلك بانغماس بعضها في نشر مهاترات ومقالات ومواد ورسوم ليس لها علاقة بالصحافة، إلا أن هذا لا يعيب الصحافة بشكل عام بقدر ما يعيب ناشري هذه المواقع وأصحابها بعد أن تركوا زمام الامور لأشخاص ظنوا أن الموهبة تغمرهم دون أي دعم علمي لأي شهادة مهما كان نوعها.
هذا الانزلاق من بعض الصحف الالكترونية أدى إلى امتعاض الكثير من المسؤولين وبالتالي معاداة بعضهم للصحافة ومهاجمتها دون تمييز، ومجلس النواب السابق خير مثال على ذلك حين بدأ التوتر من زاوية بإحدى الصحف الالكترونية تطورت بعد أشهر الى مواجهة سلبية كاملة بين الصحافة والمجلس.
من يعمل بالعمل العام عليه أن يدرك أن الاضواء باتت لا تنفك عن تسجيل تصريحاته واجتماعاته وحتى ايماءاته، هذه رسالة الى النواب الجدد في البرلمان أن الصحافة ستراقب وتنتقد وتشيد وتحلل قراراتكم وكل كلماتكم أكثر من أي وقت مضى واحذروا أن تكونوا معادين للصحافة.
Hassan_abanda@yahoo.com