بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب جلالة الملك ودوره في توجيه منظومة التخطيط الاستراتيجي
ركز جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في خطاب افتتاح الدورة الثانية لمجلس الامة الثامن عشر . يوم الاحد الموافق 12تشرين الثاني2017، على العنصر الاساسي والمحور الرئيسي في بناء منظومة التخطيط الاستراتيجي، والمتمثل في تحديد المطالب والمصالح الوطنية والذي اكد فيه على "تعزيز الديمقراطية وكرامة المواطن الاردني والاصلاح السياسي" . وهذا ما ورد في الاوراق النقاشية الخمس الاولى.
ومن خلال التحليل لخطاب جلالته، نجد بأن جلالته يؤكد وعاقد العزم على سير الخطط استراتيجية المرسومة، ضمن رؤية ورسالة واضحة المعالم تحدد اين نحن الآن والى اين نريد ان نصل، في ضوء استشراف المستقبل. اخذين بعين الاعتبار الظروف الحالية في المنطقة والتحديات الناتجة عنها، ولا بد من الاعتماد على الإمكانيات والموارد المتاحة. واعداد الخطط التنفيذية لتحقيق المطالب والمصالح الوطنية من خلال الاستراتيجيات الوطنية ، التي حددها جلالته في الورقة النقاشية السادسة، واكد عليها في خطابه والمتمثلة في "تطوير الجهاز القضائي، وتعزيز سيادة القانون، وترسيخ ركائز الدولة المدنية" . وهذا يؤكد بأن جلالته يراقب ويتابع ويقيّم سير الخطط الاستراتيجية، وما وصلت اليه ، واكد جلالته على اهمية التعاون بين السلطة التنفيذية والتشريعية، والعمل الدؤوب لتحقيق الاهداف الوطنية، لأن هذه السلطات معنية في صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي. ومن ضمن ما تم انجازه الانتخابات اللامركزية والمجالس البلدية، وهذا يصب في تعزيز الديمقراطية التي وردت في المطالب الوطنية .
وجه جلالته الحكومة للعمل على تنفيذ خطة النمو الاقتصادية للاعوام القادمه والاستفادة من الفرص المتاحة، من خلال دراسة البيئة المحلية والاقليمية . وهي العنصر الاساسي في اعداد مراحل الخطط الاستراتيجية التي تبدأ بالرؤية والرسالة والتحليل الشامل للبيئة الخارجية والمحلية. واكد جلالته على الاستراتيجيات التخصصية من خلال الورقة النقاشية السابعة، التي وجه فيها الى "تطوير التعليم وتنمية الفكر البشري والاستثمار فيه، وتنمية الموارد البشرية" .
ومن الاشارات التي تدل على تقييم ومراقبة ومتابعة جلالته لمنظومة التخطيط الاستراتيجي، وما اكد عليه في ضرورة تنفيذ برامج الحكومة الالكترونية ،والعمل بشفافية انطلاقاً من الواقع وليس التنظير، وبكل همة وعزم ودون اي تردد .ولكن جلالته في هذا الخطاب اكد بان الخطط بدون تنفيذ تبقى حبرا على ورق، لذلك اكد على وضع الخطط التنفيذية الفرعية، من خلال رسم السياسات والاجراءات وعمل السيناريوهات ووضع البرامج لتحقيق الأهداف، ضمن الامكانيات والموارد المتاحة، وان عجلة النمو والتقدم والازدهار وتحقيق التنمية الشاملة، لا تتم الا بتحقيق الامن، والذي تقوم به القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية. وركز جلالته على القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
وفي النهاية نرى بأن جلالته وضع منظومة التخطيط الاستراتيجي بما تحوي من مطالب ومصالح واستراتيجيات وطنية، وكذلك الاستراتيجيات التخصصية والتنفيذية. وهذا يدل على ان جلالته يتابع سير الخطط الاستراتيجية ويراقب اين نجحت واين اخفقت. ويدعو الى استغلال الفرص المتاحة وتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف للوصول الى الاهداف المرسومة. واكد جلالته على تحديد المحاور بموجب اولويات لتنفيذ الخطط الاستراتيجية ومعرفة من اين نبدأ والى اين نريد ان نصل، بعيدا على التردد والتراضي معتمدين على الحقائق والشفافية في الوصول الى الاهداف.
الدكتور مفلح الزيدانين