عندما ينسجم باطننا مع ظاهرنا ، وعندما نظهر من طباعنا لمن يعرفنا مثلما نظهر لغيره في غيابه ، عندما نملك اتّساق دواخلنا ، عندها فقط يكون النغم أصيلاً ...
عندما يبذل الواحد فينا كل جهده في عمله لأن هذا عمله وواجبه تجاه نفسه ووطنه وليس لأن عليه ساعات سيقضيها كيفما اتفق ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما تقوم الأم بتربية أبنائها على نهجٍ سليم وأسس صحيحة لأن دورها هو تنشئة جيل جديد قوي يواجه قادم الأيام ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يؤدي المعلم دوره في تعليم النشء الجديد مكارم الأخلاق ، والعلوم المفيدة وكيفية التفكير الإبداعي الخلاق ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يدرس الطالب لأن العلم فريضة ولأن العلم سلاح ولأن العلم يؤتى ولا يرتبط بامتحانٍ أو علامة ، ولأنها مصلحته قبل مصلحة الآخرين ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يبيع التاجر دون أن يغش في الميزان ولا يرفع الأسعار ليفحش في ربحه ولا يقسم على سعر يعلم هو قبل الجميع كم هو خيالي ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يتقي الله كل صاحب مهنة أو عمل فيما أوكله الله إليه ويؤدي أمانته لله بحقها ، عنـدها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يؤدي المسؤول دوره كمسؤول عن حياة ومعايش الناس ، فيعلم أن الله سيحاسبه على كل هفوة وعلى كل قرش وعلى كل إساءة ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه لأن الجميع راعٍ والجميع مسؤول عن رعيته ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يؤدي الغني زكاة أمواله المستحقة للفقراء لا يبقى هناك فقير ولا تفرض الحكومات ضرائبها التي تنهك الناس لأن المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وإن تداعى منه عضو تداعى كله ، والخير يعم على الجميع ولا يبقى في المجتمع فقير ولا حاقد ولا كاره فصلاح الكل من صلاح الجزء ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما نطبق أحكام شريعتنا الغراء في جميع نواحي الحياة كالمعاملات والعقوبات والعبادات ونلتزم بإسلامنا ليس فقط لأن هذا مكتوب على شهادات ميلادنا ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما نعطي الطريق حقه ، ونلتزم بآداب المرور ونحافظ على غيرنا حفاظنا على أرواحنا ونسير بقصد الوصول لا بقصد الطيران ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما نلتزم بوطنيتنا ولا نزايد عليها ، ونتحد جميعاً ضد الآلام والأحزان والغلاء والعادات البالية التي باتت تنهك قوانا وتقصم ظهورنا ، ونقول كلمة حق في وجه ظالم ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يعترف الرجل بالمرأة عوناً وعضداً وشريكاً وزوجةً وأماً وأختاً وحبيبةً ، وإنسانةً ، دون أن تضطر المرأة إلى الثورة بين الحين والآخر ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يأتي طفل للدنيا فلا يضيع عمر والديه بأكمله ركضاً وراء لقمته وسقفٍ يغطي رأسه وثوبٍ يستر عورته ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما يحس الأخ بأخيه وتلتف الأسرة حول بعضها في السراء والضراء ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
عندما لا يعود المال ربنا وسيدنا وصنمنا الذي نعبده ، عندها سيكون النغم أصيلاً ...
أقول يا رفاق ، العيب ليس في آلاتنا الموسيقية ، العيب في النغم ، إنه نشاز بلا توافق ، هذا النغم ليس أصيلاً !!!
nasamat_n@yahoo.com