بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
إذا ما نجح أحدهم في حياته , و رزقه الله مالاً وفيراً وعقلاً مستنيراً , يبدأ الجيران و الأقارب بالهمز و اللمز , من أين له ؟ , معقول وجد صندوق ذهب ؟ , شكلها أموال مافيا و يقوم بغسلها على طرف السيل في العتمة , تنتشر القصص عن هذا الرجل , و تنتشر الاقاويل , ويرددها صاحب الدكان و الفرّان و الطوبرجي و سائق السرفيس و بائع الدجاج و مدير المدرسة و المواسرجي و شيخ الجامع و الحلاّق و الجزار وبائع الخضار , حتى تصبح تلك الاشاعات عن الرجل أمراً واقعاً ومسلماً فيه و لايقبل جدالاً أو نقاشاً .
إذا ما تحّصل أحدهم على مقعد في الجامعة لأحد أبنائه تقوم الدنيا و لاتقعد من حول بيته , طلع مدعوم , واصل , إبن حكومة .
أشاعات يطلقها الحاسد و المنافق و المزاود و العاجز و المنافس و الفاضي أشغال و تصيب الناجح و المحظوظ و الذي أعطاه الله موهبة ما أو رزقه برزقّ من حيث لا يحتسب .
أكثر ما لفت أنتباهي تلك الاشاعات التي رافقت الحملات الإنتخابية للمرشحين للمجلس النيابي الحالي , حيث وصلت لحد الحرب و المبالغة و التشويه و الفوضى و من المرشحين من كان يطلق الاشاعات عن نفسه بنفسه و يتمادى بالأكاذيب و يحدث مؤازريه البسطاء عن ذاك الهاتف الذي أتاه من احد رجال الحكومة الكبار و يقول له : أمرك محسوم ومبروك مقدماً .
أشاعات تنطلق في كل مكان و عند كل حدث و ترافق كل نجاح و أجدها في بعض الاحيان مؤذية و مؤثرة و تصيب الناس في أخلاقهم و تعطل أعمالهم و تحبط طموحاتهم .
الأشاعة بطبيعتها دائماً ما توجه ضد أشخاص مهمين في المجتمع ولهم نجاحهم الخاص ومن يطلقها هو من تعود أن يعيش في الظل و لا يملك القدرة على الظهور بشيء مفيد لمجتمعه و لنفسه أيضاً ولا تكون محاربة الأشاعة سهلة أبداً لأن أنتشارها أصبح سهلاً و سريعاً و لملمتها و الرد عليهاً صعباً و بطيئاً .
حمى الله وطننا و شعبنا من خطر الاشاعات التي أصبحت حرباً لا هوادة فيها