أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت المياه: مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص فليقرأ العرب ما كتبته هآرتس الملك يعود إلى أرض الوطن الملك يهنئ بعيد استقلال موريتانيا نقابة الذهب تحذر من عروض الجمعة البيضاء منح ومقاعد للأردنيين في الجامعات الإماراتية قريبًا عمليات جراحية معقدة تنفذها كوادر الميداني الأردني بغزة بايدن: نعمل لاتفاق في غزة دون وجود حماس في السلطة كلية الدفاع الوطني الملكية تختتم برنامج فن القيادة والتخطيط الاستراتيجي للكوادر الطبية الملك يلتقي الرئيس القبرصي في نيقوسيا الحكومة: لا تسفير للعمالة التي تحمل صفة لاجئ الأمن يوضح حول تّسجيل صّوتي متداول بخصوص الطريق التنموي وزير الداخلية يحاضر في كلية الدفاع الوطنية الملكية اقتصاديون: النهج الحكومي يبث الإيجابية وينسجم مع رؤية التحديث الأردن .. مشاريع لتطوير البترا كوجهة سياحية عالمية مستدامة أهالي أسرى إسرائيليين بغزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو الجامعة الأردنية وكلية الجراحين الملكية في ايرلندا توقعان مذكرة تفاهم أكاديمي المومني: الإذاعات المجتمعية منابر تنموية فاعلة الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دولة الرئيس .. نريد تنمية بشرية ليس حجرية .. !!

دولة الرئيس .. نريد تنمية بشرية ليس حجرية .. !!

19-11-2010 10:23 PM

دراسات كثيرة تناولت سلبيات وايجابيات التطور والتسارع العمراني وخاصة في منظومتنا العربية دون استثناء مع تزايده بشكل ملحوظ فاق حدّ قبول العقل لمساره غير الطبيعي وغير المنطقي في الأردن وفي دول الخليج العربي ، أدى بالتالي إلى ضخامة الإنفاق على التنمية الحجرية ، وتراجع في الإنفاق على تطوير التنمية البشرية إذا ما اعتبرنا أن التطور الحجري والتطور البشري لا بد من أن يسيران بخطين متوازيين بنفس التسارع والبطء .. وفي نفس الوقت ليس هناك ما يمنع التنمية البشرية من استباق التنمية الحجرية والعكس في هذا المجال غير قابل للنقاش ..!!
ما يعني .. أنه من المنطق ، ومن الممكن للعقل الاستطاعة لفهمه وتقبله ، هو تفوّق البنية التحتية بكافة مناحيها الاجتماعية التي تمثل الجوانب الخدمية والعلمية والأمنية ، والاقتصادية التي تجعل من الفرد يتحلى بطاقات فذة ومتجددة لا تستكين ، أما الناحية السياسية فتعتمد على الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية ومصداقية تعامل الحكومات مع أفراد المجتمع ، واعتبارهم جسمٌ واحد دون تمييز بين جزء مهم وجزء أهم ، مما سينمّي فكرهم والحرص والخوف على مقدرات الوطن الذي ينتمون إليه وصوّن خيراته من مرضى النفس والضمير ، لنصل بالتالي إلى مفهوم \" الانتماء \" .. !!
بالمجمل الفرد هو مقدمة لتطوير البنية الفوقية التي يكون فيها العنصر البشري هو العنصر الرئيس المستهدف والمستفيد من هذه التنمية ومن هذا التطور بصورة مباشرة ..!!
إن تطوير وتنمية قدرات أبناء المجتمعات العلمية والعملية ، وفتح أفاق التطبيق العلمي والممارسة العملية لهم ، ووضعها في مقدمة الخطوط العريضة لمفهوم التنمية ، وإكسابهم الخبرات والمهارات الكافية في مجال تخصصاتهم ، وتغذيتهم بروح المواطنة والانتماء لمجتمعهم الذي يعيشون فيه ، وإعطائهم صفة الأولوية وتفضيلهم على الخبرات المستوردة التي تغزوا مجتمعهم بثقافات وعادات وتقاليد لا تتناسب والمجتمعات العربية والإسلامية ، وصوّن حقوقهم المالية والعملية ، حينها ستجدهم هم وحدهم القادرون على تطوير مجتمعهم بما يتناسب وثقافته العربية وعاداته وتقاليده ، بعيداً عن العادات والتقاليد الدخيلة التي لا تمت لعروبيتهم بصلة ..!!
يقول الكاتب الدكتور سليمان إبراهيم العسكري ، الذي درّس في جامعة الكويت في السبعينيات من القرن الماضي ، ويرأس تحرير مجلة العربي منذ نهاية التسعينيات ولغاية الآن .. يقول في أحد مقالاته عن تنمية البشر قبل الحجر .. منتقداً انحياز دول الخليج بشكل خاص والدول العربية بشكل عام إلى تنمية الحجر على حساب تنمية البشر فيقول :
\"((( التنمية في دول الخليج العربي تحيزت للحجر على حساب البشر وخلقت ظاهرة من جنون الاستهلاك والرفاهية على حساب المعمار البشري من أجل بناء ناطحات سحاب لا تناسب البيئة الخليجية تم تدمير شواهد التاريخ التي بناها الأجداد جرى تحويل منطقة الخليج إلى أسواق لترويج المنتجات الغربية ولم يتم الترويج لتنمية الفرد حين نتأمل مسار التنمية الراهن في منطقة الخليج العربي خصوصاً، والبلاد العربية بشكل عام، لابد أن نتوقف أمام ظاهرة لافتة، تتمثل في شيوع العديد من مظاهر الحداثة الشكلية التي تتجلى في أساليب وطرز العمارة الأجنبية، وشبكات الطرق الحديثة، وفي التسابق في تشييد الأبراج الشاهقة، والمباني الضخمة، التي تقام على مساحات شاسعة، تضم المجمعات التجارية، المنقولة عن النمط الأمريكي، والتي أصبحت معلماً من معالم الاستهلاك الشره ))) .
أما في الأردن .. فالمجهود الذي بذلته الحكومات ولغاية ظهور مفهوم \" الخصخصة \" كان سَبّاقاً في مجال التنمية البشرية بكافة جوانبها ... إلاّ أنها ، وفي هذا المجال التنموي ، وعندما أخذ هذا المفهوم حيز التنفيذ على أرض الواقع ، بات الأردن كغيره من المجتمعات العربية التي تجاوزت بها التنمية الحجرية على التنمية البشرية ، ورُفع فيها شأن البنيان على حساب شأن الإنسان ، والمتابع للشأن الأردني الاقتصادي بعد تحويل أو بيع العديد من المؤسسات التي كانت تعمل بإدارة وإشراف الدولة إلى الخصخصة التي يديرها مستثمرون لا يهمهم إلاّ مزيداً من جني الأرباح ، فيرى المتابع أن الحكومات الرشيدة قد قدمت كافة الامتيازات وأعطت صفة الأولوية للاستثمارات الخارجية التي عملت على التنمية الحجرية والقضاء على التنمية البشرية ، فمالكي هذه الاستثمارات يستقدمون النسبة العظمى من الأيدي العاملة من غير ذي مكان ، والأيادي الماهرة والمتمرسة ذات الخبرة من أبناء مجتمعاتنا المحلية يعاملون كخبرات غير كفؤة ، بالتالي النسبة الأضخم من أرباح هذه الاستثمارات الكبيرة تحوَّل إلى دول المستثمرين الأم في الخارج ، ولذلك الفائدة المرجوة من هذه الاستثمارات الكبيرة في واقع الحال لم تؤتي أُكُلها ولم تحقق الهدف المرجو منها في التنمية البشرية والاقتصادية ، فمعدلات البطالة أصبحت في ازدياد ، والفقر دخل خصوصيات الأسر الأردنية من أوسع أبوابه ، وتحول الوضع الاقتصادي للفرد الأردني إلى أكثر سوءً ، حتى بات يتمنى العودة إلى ما سلف من أيام \" البحبوحة \" الاقتصادية التي كانت تأويه من ذلِّ هذه الاستثمارات الدخيلة عليه ، والتي لم تغنيه أو تملأ ما قد شغر في أمعاءه كأحد العوامل البيولوجية في جسم الإنسان ، بل اكتنفت أجزاء جسمه العديد من حالات التضخم ، فالقلب بات على وشك الانفجار ، وكليتيه لم تعد تعمل إلاّ بعد الغسل والتنظيف مما ترسب بها من شوائب ومآسي غزت ربيع العمر قبل خريفه ..!!
وعلى العكس من ذلك ، لقد امتلأت جيوب هؤلاء المستثمرون وفاضت ، وما قد نقص منها ما هو إلاّ خسائر تكبدها أبناء هذا الوطن الذين دأبوا إلى الاكتتاب أو شراء الأسهم في هذه الاستثمارات كمساهمه في زيادة دخلهم ، ولم يأخذوا في الحسبان احتمالية انخفاض قيمة هذه الأسهم إلى مادون قيمة الاكتتاب بكثير وتذهب أموالهم في مهب الريح ..!!
بالتالي آن لحكوماتنا الرشيدة أن تعي أن استثمار الإنسان هو الذي يعمل على استدامة الاستثمارات الأخرى ، والسبيل الذي لا ينضب في تقدم وازدهار الأمم .. أمّا استنزاف قدراته الفكرية والمالية والجسدية هو المؤشر لبداية تراجع وانهيار الأمم .. لذلك لا بد من التركيز على التنمية البشرية للوصول إلى تنمية حجرية ذات نهضة متقدمة غير قابلة للتراجع ..!!
akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع