زاد الاردن الاخباري -
يصادف العشرين من شهر تشرين ثاني نوفمبر اليوم العالمي للطفل، الذي يأتي مجددا هذا العام فيما يبدو أن تباينا كبيراً أصاب جهود البلدان في تأسيس مؤسسات ذات صلة بالاهتمام بالنشء ورعايته والحرص على تأمين مستقبله.
وأكد سفير النوايا الحسنة و المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الدكتور نصير شاهر الحمود على الأزمات المالية والغذائية المتعاقبة التي أصابت العالم زادت من ضعف المؤسسات العربية المعنية بمتابعة ورعاية شأن الطفل الذي يتطلب بيئة ذات مواصفات محددة ليسهم مستقبلا في بناء دولته وأمته.
وقال " البطالة والتضخم في الأسعار أضعفا أيضا قدرة الآباء على توفير الأجواء المثالية لمستقبل أبنائهم، كما أن التحول الواسع من نطاق التعليم الحكومي للخاص، زاد من الأعباء المفروضة على الوالدين في العالم العربي".
لكن الحمود أكد في بيانه الصحافي الصادر من مكتبه بالدوحة أن مشاكل جمة أيضا تحيط بمحاولات تنمية الأطفال العرب، فيما تبلغ نسبة الأمية في العالم العربي نحو 70 مليون نسمة وهو ما يبدد أو يقلل من إمكانية توظيف إمكانيات هؤلاء الأطفال.
ووضع الحمود يده على مكامن الخلل في توجيه النشء العربي نحو الإنتاجية والإبداع في المستقبل، داعيا لأهمية وجود مؤسسات متخصصة بسبر أغوار الميول والإمكانات لدى الأطفال، ليكون لهم الريادة في قيادة بلدانهم مستقبلاً، مستذكرا إبداعات العلماء العرب والمسلمين في فترات تاريخية سابقة ،حينما لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً.
على أن الحمود يرى أن بعض الدول ومن بينها الأردن قطعت شوطا كبيرا في الاهتمام بالأطفال باعتبارهم حجر الرحى في التنمية المستقبلية لبلدانهم وهو ما ينسحب على دول أخرى في العالم العربي وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.
وقال " الأردن تعد واحدة من ابرز البلدان العربية على صعيد التعليم الابتدائي فضلا عن برامج محو الأمية ورعاية الطفل ضمن منظومة تنخرط فيها عدد من المؤسسات ذات الأدوار المتكاملة."
وأشاد الحمود بالدور الطليعي لجلالة الملكة رانيا العبد الله في المواظبة على الاهتمام بشأن الطفل وتوجيه المؤسسات المعنية به نحو التطوير والابتكار والإبداع.
وتبعا لليونيسيف، فقد بدأ الأردن بالاهتمام المتزايد بمنهج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة عام 1999 عندما شكلت جلالة الملكة رانيا العبدالله فريقا وطنيا لتطوير إستراتيجية وطنية لتنمية الطفولة المبكرة.
وتطرق الحمود للمساهمات الأردنية الكبيرة في قطاع غزة من خلال المستشفيات الميدانية التي ساهمت في تطبيب جراح مئات الأطفال عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتعامل الأطباء الأردنيون مع نحو 356 الف حالة في القطاع من بينهم أعداد كبيرة من الأطفال.
كما كان للمملكة دورا حيويا في الوقوف مع الأطفال في مناطق مختلفة من العالم، إذ قطعت فرقا عسكرية وطبية المحيط الأطلسي للوقوف إلى جانب منكوبي زلزال هاييتي.
وأضاف " توجهت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي إلى هايتي محملة بما يلزم لتأسيس مستشفى ميداني عسكري بالإضافة إلى أطنان من المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة والأدوية والملابس من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إذ أشتمل المستشفى الميداني خمس أطباء متخصصين في طب العظام وطبيب جراحة عامة وأخصائي تخدير، حيث تعاملت هذه الفرق مع الآف الأطفال في الجزيرة المنكوبة.
لكن الموقف الأكثر قوة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية، تمثل في قبول الآف الأطفال العراقيين في المدارس الحكومية، ما قلل من الأعباء الواقعة على ذويهم الذين يتعطشون لرؤية بلادهم آمنة مستقرة.
وأثنى الحمود على هذا الموقف التاريخي للأردن الذي كان على الدوام محلا للمواقف المشرفة مع أشقاءه وأصدقائه وقت الحاجة إليه.
وتدعم اليونيسف وشركاؤها القرار الأردني، على الرغم من إدراكها بالضغوط الناتجة عن تزايد اكتظاظ الغرف الصفية.
عالميا
استعرض الحمود أبرز التحديات التي ترافق مسيرة الطفل على المستوى العالمي، قائلا في بيانه إنه لا يزال هدفا سهل المنال لذوي النفوس الضعيفة المتاجرين بالرقيق الأبيض والسلاح والجنس والتهريب وغير ذلك من الممارسات المرفوضة على صعيد الكبار فكيف بالتالي على هؤلاء البراعم الذين وقعوا فريسة غياب التوجيه والمؤسسات الحاضنة لهم.
وأكد الحمود على الآثار المدمرة التي يخلفها سوء تغذية الأطفال في مواقع مختلفة من العالم ، فالأطفال الأصحاء يتعلمون أكثر داخل المدرسة وخارجها. فالتغذية الجيدة إذن تفيد الأُسَر والمجتمعات التي تعيش فيها والعالم بأسره.
وبالمنطق ذاته، فإن سوءَ التغذية مُدمِّرٌ. فهو يُسهم جزئياً في أكثر من نصف جميع الوفيات على مستوى العالم، كما يؤدي إلى إدامة حالة الفقر. وسوء التغذية يُوهن الفكر والعقل، ويستنزف إنتاجية كل شخص يمسّه.
وبالرغم من أن عدد الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية اقل مما كان عليه في التسعينات، حيث لا يزال طفل واحد من كل 4 أطفال، أو 143 مليون طفل دون سن الخامسة في العالم النامي يعانون من نقص الوزن وهناك فقط 38 في المائة من الأطفال دون سن ستة أشهر تم أرضاعهم رضاعة طبيعية حصرية. وفي حين تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق فيتامين أ وإضافة اليود إلى الملح، لا تزال نقص المغذيات الدقيقة مشكلة صحية عامة كبيرة في العديد من البلدان. ومن الضروري معالجة نقص التغذية إذا كان هناك أي أمل في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية).
خلفية تاريخية عن يوم الطفل
أوصت الجمعية العامة في عام 1954 (القرار 836(IX)) بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم. واقترحت على الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه كل منها مناسبا. ويمثل تاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل، في عام 1959 واتفاقية اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
في عام 2000 أوجز زعماء العالم الأهداف الإنمائية للألفية التي تتراوح بين تقليل الفقر المدقع بمقدار النصف ووقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، كل ذلك بحلول الموعد المحدد في عام 2015. بالرغم من أن الأهداف هي لكل البشرية ، إلا أنها تتعلق أساساً بالأطفال.
وتشير اليونسيف أن ستة من الأهداف الثمانية تتعلق مباشرة بالأطفال وأن تحقيق الهدفين الأخيرين سوف يدخل تحسينات هامة للغاية على حياتهم.