أقلام وآراء كثيرة تحدثت بموضوع المرأة وحقوقها فقضية المرأة أصبحت تحتل حيزا كبيرا بين المواضيع العالمية الأخرى المثيرة للجدل, ولكن ألم نتساءل إذا وجدت بالأساس قضية ؟
إن الأساس الذي يقوم عليه البيت المسلم و العمود الفقري له هو المرأة الذي بدونه لا يمكن أن يُخَرّجُ أجيالا تنتصر لله وتقوم بعمارة الأرض تلك المهمة التي كُلّفنا بها - فالمرأة هي المدرسة الحقيقية وهي أم الرجال فحين تربعت المرأة على عرش حياتها كانت تهز المهد بيمينها وتزلزل عرش الملوك بشمالها فهذه المرأة هي من يخشاها أعداء الدين فنجدهم يحاولون بشتى الطرق إغراقها في بحر الشبهات والشهوات – فرمز الغرب \"كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة الإسلامية ما لا يمكن أن يفعله ألف مدفع\".
الغرب والصهيونية العالمية غارقون في النفاق – فهم يكيلون بمكيال واحد \" العداء الدائم للإسلام والمسلمين\" – فنحن نجد الكثير من يتَسمّونَ بمنظمات للحماية سواء حقوق الإنسان أو المرأة وغيرها –والذي يحزننا هو وعينا ومعرفتنا بما يحاك لنا وما يحيط بنا من مؤامرات ولكننا فضلنا دفن رؤوسنا في التراب والصمت ومن لم يفعل هذا فقد شارك بمؤامرات الغرب ضد امتنا وللأسف ممن هم من أبناء جلدتنا-فمنهم من يطالب بتحرير المرأة كأنها جارية مملوكة أو حيوان –أجلكم الله- محبوس في قفص بلا مراعاة لكرامتها أو ترخيص أوكار الدعارة أو السماح بإقامة مؤسسات خاصة بالمثليين وغيرهم الكثير, مؤامرة الغرب وأعداء الدين مؤامرة منظمة وتمر عبر خطوات مدروسة فهم يعلنون الحرب بداية على المرأة في خطوات دقيقة بافتعال ما يسمى بقضية المرأة لان الناس في الغالب لا يتحركون إلا لما يسمى\" قضية\" – فكلما نامت قضية المرأة يخرج من يثيرها من جديد فينقسم الناس قسمين قسم يرد الاتهامات من منطلق أن المرأة مظلومة وان الإسلام ظلمها وقسم يدافعون ويردون بعزة واستعلاء وقوة فالإسلام ليس متهما ولم يكن يوما ولن يكون – فالإسلام يُصْلِحُ كل زمان ومكان .
فالهدف الرئيسي هو حرصهم على إجهاض المناعة في المجتمع المسلم –فهم يريدون تحقير خطر الوقوع في المعصية إلى أن يصل الإنسان المسلم إلى قبول المنكر ومنه إلى مرحلة الاستهانة بالذنب ومنها إلى خطوة التبرير بالوقوع بالمعصية ومن ثم فلسفتها والمجاهرة بها- نعلم انه هناك في مجتمعنا بعض من يتجرؤون بالمعاصي ومن هو ظالم ومن هو مقتصد ولكن بالمقابل نجد أن بذرة الخير هي من تغلب – فالإنسان العاصي المُسيء يشبه قطعة الذهب التي تعتريها التراب فهي تحتاج إلى قطعة من الحرير لتنفض التراب عنها وهذا هو دور من واجبه التذكير بالله والعمل الفعال من حكومات وإعلام ومؤسسات وأفراد.
امة الإسلام بفضل من الله دينها هو دمها وروحها وان انحرف البعض عن المسار الصحيح فلا زال الخير موجودا بالرغم من الفتن والإغراءات الكثيرة المحيطة بنا فالله كّرم هذه الأمة ولن تستطيع أي جهة أن تغير إرادة الله ومشيئته قال الله تعالى \" كنتم خير امة أخرجت للناس \".
جهات كثيرة تطالب المرأة بالتحرر والذي يجب معرفته أن ما يجب المطالبة بتحرره هو التحرر من رق العبودية والمعصية وكل ما يغضب الله فلا ينبغي أن تُخْدَعْ المرأة بان الإسلام ظلمها وان قوانين أرضية من صنع بلاد شهدت إلى وقتنا الحالي تدنيس للمرأة وظلم لها هي من تقدم الحلول لإنصافها تحت مسميات \"منظمات\" تطالب بالمساواة وحقوق للمرأة – تلك المنظمات ليس هدفها سوى زعزعة النسيج المسلم الفطري التي خلقها الله وليس تحقيق المساواة فالجميع يعرف انه وحسب التركيب الجسدي للإنسان سواء الرجل أو المرأة فالاثنان مختلفان اختلاف جذريا فلا يمكن طلب المساواة فكُلٌّ له دوره الذي فُطِرَ عليه وقَدْرُه, ولكن تقوم تلك المنظمات بتحريف تلك المسميات لتجد القبول ولتجنيد من يدافع عنها ممن غرتهم الحياة الدنيا ،فهي هنا لا تهدف إلى \"المساواة\" بل إلى \"التساوي\" بين الجنسين وهنا تجاوز على خلق الله وإهانة للنفس البشرية فلا يمكن للرجل أن يقوم بما تقوم به المرأة ولا المرأة تستطيع القيام بدور الرجل فهذا تلاعب واضح بخلق الله وتجرّؤ عليه وهذا ما هو مرفوض جملة وتفصيلا – فالمساواة واضحة بديننا وأعطت كل ذي حق حقه ولم تبخسه شيئا-فهل من المعقول أن تكون بيدك يا إنسان جوهرة نفيسة غالية وتلقي بها في الطرقات أم أن التصرف السليم هو حفظها في مكان يليق بها بعيدا عن أيدي العابثين فهذا هو الحال بالنسبة للمرأة ولمن يملك العقل والقلب الرشيد,
تلك الجماعات التي تقوم بتأسيس المنظمات التي تطالب بالحقوق نجدهم يرون قتل شعبا كاملا مسألة فيها نظر أما قتل رجل أو حيوان في غابة فهي جريمة لا تغتفر أين المساواة بتطبيق العدل ؟
كلنا نعرف كلام الحبيب المصطفى عندما قال \" إنما النساء شقائق الرجال\" فالمرأة كُرّمَت تكريم لا يستطيع إنسان بليغ أن يجسده أو يصفه فالإسلام يحيط بالمرأة بسياج واق من الأخلاق حتى لا يجرح عفتها أو ينتهك كرامتها أو يخدش حياءها- ولكن للأسف أصبحنا نسمع ونشاهد الكثيرين ممن يتكلمون بما يهرفون ولا يعرفون والأدهى أنهم يندرجون تحت فئة المثقفين والمتعلمين من الجنسين – عندما نجد هؤلاء واضعين أمور الدين تحت مظلة البحث والنقاش فهذا ضرب من الزندقة لان الدين هو الحاكم على أي نقاش وليس محل للنقاش فهذه حدود الله –
أيتها الكريمة العفيفة العربية المسلمة الطاهرة يا من أنت الأساس والجزء الذي لا يتجزأ من اطهر امة وأشرفها لا يستطيع احد أن يجردك من طهرك وخيريتك إلا بإرادتك فهل ستجعلين لهم عليك سبيلا فيجردونك من كل مكارم الله عليك وفضله وتكونين بأيديهم كما خططوا وأرادوا لإذلالك وهزيمة أمتك المسلمة التي لا ترضخ لآلاف المدافع والأسلحة ومهما علت تقنيتهم فتكوني أنت تلك الغانية التي تمسك كأس الرذيلة والهزيمة بيديها أم سيكون اعتزازك بهذا الدين ليكون لك ولأمتك البشرى بالنصر والتمكين – ففجر الإسلام قادم بك ولك.
Enass_natour@yahoo.com