الكاتب : فيصل تايه
في ظل النقلة الإعلامية النوعية الذي شهدها الأردن في السنوات الماضية .. ومع بروز العديد من الإذاعات الأردنية الخاصة التي اتخذت لنفسها خطا إعلاميا جديداً تتميز به ببرامجها وتحليلاتها بغية في المساهمة الإيجابية في تطوير الإعلام الأردني النوعي .. واستقطاباً للعديد من المستمعين غاية في الكسب الجماهيري.. ومن تلك البرامج .. البرنامج المعروف( البث المباشر ) مقلدة بشكل أو بآخر برنامج البث المباشر اليومي الذي استحوذ على اهتمام المواطنين والذي ما زالت تبثه الإذاعة الأردنية الرسمية .. فمن منا لا يستمع وبشكل يومي إلى فقراته التي تخاطب الجميع بلغة إعلامية واضحة ومفهومة وتحاكي كل فئات مجتمعنا بروح عالية من الجرأة والموضوعية .
دعونا نتساءل : هل تحقق تلك البرامج مطالب المواطنين ؟ .. وما مدى قدرتها على الاستجابة لمطالب العامة.. فضلاً عن السقف العام الذي تتمتع به مثل تلك البرامج في الخوض بمسائل في صلب اهتمام الناس.. وهل لدى برامج البث المباشر القدرة على (نبش) بعض السلبيات الراكدة في مهدها .. وتوفير ما يسهم في إيجاد الحلول المناسبة لها ولبعضٍ من المشكلات المجتمعية عامة ؟
جميل جدا أن نتواصل مع المستمعين لما فيه الخير للوطن والمواطن .. نفيدهم ونأتي على نصرتهم ونخفف عنهم بعضا من همومهم الحياتية ومعاناتهم الاجتماعية والخدمية اليومية بطابع ذو نكهة خاصة .. وبأسلوب يضفي على تلك المحطة الإذاعية التميز في الأداء لتنافس مثيلاتها من الإذاعات الخاصة الأخرى.. لنعيش بذلك حالة تنافسية صحية.. ومن ثم نستطيع نحن كمستمعين توجيه آذاننا وانجذابنا نحو الأفضل .. ونشجع الجميع الى الاستماع .. ولكن العجيب والغريب وللأسف ما تشهده بعضا منها .. والتي تقلد في برامجها الصباحية برنامج البث المباشر ( الأصلي ) بخصوصيته وجرأته وإمكاناته وكما سبق وأشرت .. فنحن كمواطنين نتمنى تقليدا ايجابياً لذلك البرنامج الناجح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. ولا نريد تشويه صورته بطريقة مبتذلة واضحة .. فالمواطن يتمنى إيجاد الحلول الناجعة لبعض ما يواجهه وبالشي الذي يهم الجميع .. ولا يعنيه بعضا من المشكلات التي تتسم بطابع خاص وشخصي .
ولا نحاول توجه اهتمام الناس نحو مواضيع قد تشغل فكره وبالة بأسلوب التهويل وكأنها ( خربانة ) وللأسف .. معتمدة في ذلك على اتصالات كيدية لبعض من الأشخاص ذوي النفوس المريضة والذين يسعون إلى العبث بأمن الوطن والمواطن الاجتماعي دون التحقق من مصداقيتهم أو التأكد من مصدر معلوماتهم .. بل وقد تكون اتصالاتهم وشكاويهم متعمدة هدفها إحداث البلبلة وتعكير صفو العاملين في بعض المؤسسات وأجهزة الدولة الخدمية المختلفة . وكأنهم هم المستهدفين فقد في مثل تلك البرامج .
وللحقيقة إنني أدعو إلى ضرورة إيجاد رقابة خاصة على عمل تلك المحطات فيما يتعلق ببعض القضايا التي قد تسئ إلى ذوى العلاقة .. في أي شان خدمي .. خاصة بعضا من الموظفين والذين لا يحتاجون إلى اي دور رقابي من تلك الإذاعات التي تحاول تشويش فكر المواطن ونقل صورة مغلوطة لأداء البعض في مواقعهم بشكل لا نرضاه جميعا .
وللحقيقة أيضا أن لنا عتاب كبير على معدي ومقدمي تلك البرامج والذين يجب أن يكون لهم بصمتهم الخاصة ولهم أسلوبهم الخاص الذي يميزهم عن الغير بعيدا عن المحاباة والتقليد .
فنحن نريدهم متميزين بأدائهم .. يسحرونا بأسلوبهم وبصوتهم وبأخلاقهم العالية والتي تجعل من برنامج البث المباشر الصادر من إذاعتهم محط اهتمام الكثير من المستمعين والمتفاعلين.. وهذا هو دور الإعلام الحقيقي حين يبتعد عن التهويل والتلميع ويرقى إلى الوعظ والنصيحة والاهتمام بمشاعر المواطنين وحياتهم في ظل المادية التي طغت على حياتنا وحولتنا إلى مكائن لا تعمل إلا بالمال ونسي الكثير منا واجباته الاجتماعية ولن نبرأ أنفسنا من هذه النظرة.
فمن الضرورات الأكيدة التي يجب أن يتصف بها مقدم البرنامج .. أسلوبه الخاص الجميل والشيق متحدثا بلغة واثقة مستمداً فكره من وحي واقعنا ومن ثراثنا العربي الأردني .. ليستحوذ بإطلالته الصوتية على شجون الجميع .. خاصة عندما يمتاز بسرعة البديهة والإجابات المنطقية على الكثير من الاستفسارات .. لا بل ومدافعا جيد عن القضايا التي تهم المواطن .. ولا يتحرج من الوقوف أمام المسؤولين إن كانوا على خطأ...ومنصفاً لهم إن كانوا على صواب وما يأخذ على خاطره.. وكذلك الابتعاد عن طرح بعض القضايا العامة ممن تحتاج إلى نقاشات مطولة والتي ليس مكانها في برنامجه .. بل ويجب نقل تلك القضايا والمواضيع ونقاشاتها إلى برامج حوارية خاصة تهم وتعنى الوطن والمواطن كالبرنامج الحواري الناجح ( رأيك مهم ) الذي يقدمه الزميل الأستاذ جهاد المومني في الإذاعة الأردنية الرسمية.
من هنا دعوني أضيف إلى ما سبق وتحدثت .. أن المذيع الجيد يجب أن يمتلك الخبرة الكافية التي تمكنه من إدارة برنامج مهم كبرنامج البث المباشر...بأسلوب هادئ محسنا السيطرة على الأمور...ومعاملا المستمعين وكأنهم حاضرين أمامه...ومقاطعا المتحدث بأسلوب حضاري راقٍ .... فقد يكون لأسلوب مخاطبته الهادئ فعل السحر على كل متصل غاضب .. فتجد ذلك المتصل مجبراً على أن يهدئ من غضبه كي يتوازى مع نبرة صوته وهذه المَلَكة أو الميزة لا يجيدها أي شخص..
إننا ونحن نتحدث في هذا الموضوع لا نقصد التشهير ولا هدفنا الوقوف في وجه أي برنامج إذاعي يسعى إلى خدمة الناس فما يهمنا دوما القضايا التي تهم المواطن والتي تجذبه وتجعله مصغيا جيدا لبرامج تلك الإذاعة أو غيرها .. ولا نريد أن نشعر أن برامج تلك المحطة خاصة بالاتصالات وبث المسجات غايتها الكسب المادي على حساب المواطنين .. ولا تجد أي غضاضة في عرض كثير من الأمور الحياتية الملامسة لواقع كل مواطن والتي تناغش عقل وفكر الكثيرين منهم دون تحديد .
فلنحمد الله عز وجل فمجال الحرية الإعلامية في الأردن غايه في الشفافية والمصداقية والتطور وبشكل واضح مقارنةً بغيرنا من الدول العربية الأخرى ..فلنعزز كل ما هو ايجابي ولا نبحث في الشكاوي فقط التي تظهر وكأن واقعنا كله مشاكل.. ولا نسمح للبعض بمحاولة استغلال هامش تلك الحرية .. في التقول والافتراء والإدعاء ..بل نعرض و نرصد كل ما هو خير من أي موقع كان .. ونعزز ثقتنا بذوي الشأن كل في موقعة ولنعيد ثقة المواطن بجميع الأجهزة الخدمية التي تمتاز بالجدية والعمل الدءوب والمخلص خدمة للأردن والأردنيين .
وفقنا الله جميعا في أي موقع كنا خدمة للأسرة الأردنية الواحدة وحمى الله الأردن ومليكه من أي مكروه
ودمتم سالمين
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com
الموقع الخاص بالكاتب : http://sites.google.com/site/faisaltayeh/home