لم ألتقي بجميع النواب, السابقون أو الحاليون أو اللاحقون, ولكنني سمعت معظمهم وقرأت كثيراً منهم من مؤيديهم ومؤازريهم وما يخبرون عنهم, ولن أكون قاضيا عليهم أو محللا نفسيا لهم, فلست مؤهلا لهذه المهمة علميا وعمليا , ولكنها فكرة راودتني أثناء إستماعي لأحد النواب وهو يتحدث على إحدى المحطات الفضائية, وبعد ربط بعض الأمور ببعضها مما سمعنا وقرأنا وشاهدنا, وجدتُ أن هذه الفكرة ستكون حدثا عظيما ومفصليا في تاريخ العملية النيابية في المملكة الهاشمية, وستضفي قوة بنكهة التميز الى عملية إختيار الشعب لممثليهم في قادم الايام, وهي فكرة عمل إختبارات ذكاء لكل من يرغب بالترشح للنيابة مستقبلا, مع تحديد مستوى معين من الذكاء يجب أن لا يقل عنه كل من يرغب بالترشح, وبالتالي متوقعاً ولستُ جازماً ستنحصر عملية الترشح في عدد مناسب جداً في جميع دوائر المملكة مما ينعكس إيجابا على عملية إختيار الشعب لهم ( مفترضا أن أساس نجاحهم هو عملية الإختيار وبحسن نية يا حكومة ).
وللأمانة والموضوعية قد لا يقل الرقم الذي وصل إليه عدد المترشحين للمجلس السادس عشر, إذ ليس بالضرورة إنخفاضه, ولكن قد تتغير كثيراً من الوجوه التي تترشح عادة حتى وإن لم يُحالفها النجاح عادة أيضا, و ستختفي عديد الأسماء التي إعتادت النجاح, ولكن تبقى الفكرة الأساسية أننا سنحصل في هذه الحالة على مجموعة من النواب أقل ما يمكن ان يُقال عنهم أذكياء, ولا مانع إن كانت العملية تسير بإتجاه النواب النخبة, لأنه مجلس الامة الذي نتحدث عنه, بشقيه الأعيان والنواب, ولأن الاعيان مختارون من قبل جلالة سيدنا فلا قلق عليهم وعلى مستوى ذكائهم, أما النواب فهم المشكلة, فما المانع ان يكونوا من النخبة, فهم من سيحددون مسير الوطن داخليا وخارجيا, وهم من سيقررون مسارات حياة الشعب إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وفكريا وتعليميا...الخ, فأقل ما يمكن القول عنهم أنهم من النخبة الاذكياء, والذكاء سادتي الكرام أمر مهم جدا, لانه يعطي النائب القدرة على التفكير السليم, وإتخاذ الموقف الإيجابي لتحقيق المصالح العليا للوطن كله والامة كلها, وحيث أن الوطنية والصدق والامانة والاخلاص والعزيمة هي صفات يُفترض تواجدها في كل مواطن اردني, وهي صفات إن لم توجد في أي انسان مواطن لا يكون من الصعب إكتشاف عكسها أو نقيضها في المواطن, وبالتالي أراها ليست هي المفصل الأساسي في تفضيل هذا النائب على ذاك, أما الذكاء والنباهة والفطنة فهي أمور تتحكم بها أسس مُختلفة لعل الهبة من الله عز وجل أهمها ولا ننسى الخبرة والتعليم والثقافة .
لنبدأ سادتي الكرام بتقيم المترشحون من الان, ولنسال أنفسنا : ترى لو طُبقت هذه القاعدة هل كان سيترشح فلان ؟؟؟ ترى هل كان سينجح من أصله فلان ؟؟؟؟ , مع التاكيد على وضع آلية رسمية حيادية لعملية إختبارات فحص الذكاء, وتحديد نوعية هذه الإختبارات إقتصاديا وفكريا وإجتماعيا وسياسيا وعلميا...الخ, وأن تكون هنالك مؤسسة مستقلة مسؤولة عن هذه الإختبارات لمنع الواسطة وتسريب الاسئلة, ومنع الحكومة وأجهزتها من التدخل لإنجاح هذا المرشح الغير ذكي... وجعله ذكيا بالواسطة و المحسوبية, ويا ريت أن نبدأ منذ الان, تقيما وليس تفضيلا, لنعلن عن إختبارات الذكاء للنواب الحاليون, ولنرى من منهم سيقبل خوض هذه الإختبارات, من منهم مستعد ويقبل التحدي, ومن منهم سيرفض إما غرورا وتكبرا و إما لأنه @@@@ ( إعذروني).
وسلاحنا الذي نتمترس به في دعوتنا هذه هو شعاراتهم التي أطلقوها أثناء حملاتهم الانتخابية, وعديد الآيات والأحاديث الشريفة التي ظللوا بها شوارع الاردن ورؤوس المواطنين خلال الشهر الماضي, والتي كثيراً منها ما زالت ماثلة لم تُسقطها رياح الشراقي, ولأنه الاردن الذي نسعى له حثثا ونفديه بدمائنا و أرواحنا وكل ما نملك, فما الضير في أن تُعلن أيها النائب الكريم عن إستعدادك لمثل هذا التحدي, ولتثبت لكل الذي لم ينتخبوك وانتخبوا غيرك, وقالوا أن فلان كان يستحق أكثر منك, لتثبت لهم أنك فعلا تستحق ما أنت عليه الان, وطنيا مخلصا صادقا صاحب عزم وقوة, وذكيا ايضا فطنا, من النخبة القادرة على خوض غمار مجلس الشعب ....
ترى: هل سيقبلون ؟؟؟؟ وما عدد الموافقون ؟؟؟ أم تُراهم الان سيغضبون لأنهم يعتقدون ان هيبة المجلس يجب ان لا تُمس ولا يُقترب منها , متناسون أن لا هيبة تعلو على هيبة الوطن , هيبة الاردن, أم أن أسباب رفضهم وإن تنوعت وتلونت سيكون سببها سببا واحدا فقط , وهو أنهم بأنفسهم لا يثقون, وأنهم مقتنعون أنهم راسبون مهما فعلوا ومهما حاولوا, فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر .
حازم عواد المجالي