زاد الاردن الاخباري -
يواجه وادي الأردن (سلة الأردن الغذائية) خلال الأيام القليلة المقبلة خطر القحط جراء استنزاف مياه السدود وتراجع مناسيب التدفق في قناة الملك عبدا لله إلى حدود 220 الف م3 يوميا.
تقديرات سلطة وادي الأردن تشير الى أن حجم التدفق الحالي في القناة سينخفض الى حدود 160 ألف م3 يوميا وهو رقم قياسي غير مسبوق سيهدد زراعات العروة التشرينية في منطقة وادي الأردن والتي تشمل 400 ألف دنم.
وبحسب مصادر مطلعة فان كميات المياه التي ستتم اسالتها عبر القناه خلال الايام القليلة المقبلة هي عبارة عن 140 الف م3 يوميا من بحيرة طبريا و 30 الف من ابار المخيبة, في حين أن حجم التدفق السنوي في القناة يصل الى حدود 300 الف م3 يوميا.
واشارت المصادر الى اسالة الجانب الاسرائيلي 10 ملايين م3 من المياه خلال الشهرين الماضيين بعد انتهاء اسالة المياه المتفق عليها صيفا مطلع ايلول الماضي.
امين عام سلطة وادي الأردن سعد ابو حمور نعى سد الوحدة الذي وصل الى مرحلة (المخزون الميت) في سابقة هي الأولى منذ انشاء السد قبل أربع سنوات.
اضافة الى موت مخزون سد الوحدة دفع انحباس الامطار طوال شهري تشرين الاول والثاني الى انخفاض حاد في مخزون السدود حيث قاربت سدود الشمال على الوصول الى المخزون الميت ايضا.
انحباس الامطار سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي حسب معلومات استقاها مسؤولون من جهات رصد اسرائيلية قبل اسابيع, حيث تم اطلاع وفد اردني زار اسرائيل مؤخرا على أنه لا امطار حتى نهاية الشهر الحالي.
اللافت أن ازمة مياه الري والشرب في وادي الاردن غير مسبوقة رغم تكرار سنوات الجفاف, حيث اشار خبراء في ادارة مياه وادي الاردن الى أن الصيف الحالي شهد اسالة مياه الى العاصمة عمان بشكل غير ممنهج اضافة الى عدم تخزين كميات مياه كبيرة في سد وادي العرب.
واشار خبراء فضلوا عدم ذكر اسمائهم الى أن العامل الوحيد الذي ساهم في تفاقم الازمة حاليا هو العامل البشري حيث تم ضخ كميات مياه كبيرة الى عمان خلال الصيف اضافة الى وجود سرقات واعتداءات كبيرة على مياه القناه تصل الى حدود 7 ملايين م3 .
وساهم انحباس هطول الأمطار في استمرار ري الحمضيات, التي تزودها سلطة وادي الأردن بنحو 65 ألف م3 يوميا اعتبارا من شباط, وذلك في مناطق الشمال.
وانخفضت نسبة التخزين في سدود المملكة التسعة من نحو 63 % من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 215 مليون م3 باستثناء سد الوحدة حتى نهاية الموسم الشتوي الماضي, إلى 37 % تقريبا بسبب الاستهلاك من المياه المخزنة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت من العام وانحباس هطول الأمطار, بحسب أرقام الوزارة.
وكان هطول الأمطار خلال الموسم الشتوي الماضي على مناطق الشمال الأردنية كان أقل بكثير من العام ,2009 بدليل انخفاض المخزون الحالي لسدود منطقة الشمال بحوالي 7.5 مليون م3 عن المخزون في السدود ذاتها خلال الموسم الشتوي 2008 -.2009
وتشكل أمطار شهري كانون الثاني وشباط من كل عام أكثر من 50 % من الموسم المطري السنوي, وهي فترة أربعينية الشتاء.
وتقوم سياسة الاحتياط الاستراتيجي للسدود على تخزين ما يتراوح بين 30 إلى 40 % من حجم التخزين في السدود, لمواجهة احتياجات الري للعروة التشرينية وحالات الطوارئ ومواسم الجفاف.
العرب اليوم - منصور المعلا