زاد الاردن الاخباري -
في مقال كتبه عام 2013، توقع الكاتب اليمني همدان العليي، السيناريو الذي وقع في اليمن قبل أيام، وانتهى بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
الكاتب العليي روى قصة المقال، ولماذا توقع مقتل صالح، ورؤيته لمجريات الأحداث على الساحة اليمنية.
وقد أوضح العليي قصة المقال قائلاً إن "المتأمل لتاريخ جماعة الحوثي، سواء النشأة الفكرية عام 2000، أو الظهور العسكري في 2004، مروراً بالحروب الست، وصولاً إلى ما يحدث اليوم، يعرف جيداً أن هذه الجماعة لا تلتزم بأي اتفاقيات أو معاهدات أو تحالفات".
..لأنه جمهوري
وأضاف: "الحوثيون كانوا يضمرون الشر لصالح، وعازمون على قتله، لأنهم يعرفون جيداً بأنه جمهوري الهوى، وليس إمامياً، لكنهم اعتبروا تحالفهم معه فرصة للوصول إلى صنعاء. وفات صالح إدراك أن هذه الجماعة عندما تسيطر على أي مكان جغرافي تعمل على تغيير طبيعته السكانية، من خلال إجراءات مختلفة، تنتهي بالتحكم في الوظيفة العامة، والمال العام، ومنابر المساجد، والتعليم، والجيش والأمن، وهذا ما قامت به جماعة الحوثي بالفعل، ونجحت في نزع مخالب صالح خلال السنوات الماضية دون أن يشعر"، وفق قوله.
واعتبر الكاتب اليمني أنه "كان طبيعياً، لجماعة الحوثي، أن تقتل صالح، لأنه لا يتفق معها إطلاقاً، كما أن المتابع المُلم بالواقع اليمني، والحروب الست، يعرف رأي صالح بالجماعة ومدى كرهه لهم، وأن التحالف كان مؤقتاً، معتقداً (صالح) أنه كان سينتصر بالنهاية، ويسحب البساط من تحت الحوثي، لكن حدث العكس، وهو نتيجة طبيعية ومتوقعة".
وأشار الكاتب العليي إلى أن التطورات الحادثة في المعادلة اليمنية، تتطلب من الشرعية اليمنية والتحالف العربي الإسراع بحسم المعركة، وتحرير المناطق الخاضعة لـ"الحوثيين"، ما سيحث الجماهير على التمرد، والتحرك ضدهم، محذراً من أن "الاعتماد على ثورة الداخل غير عملي، فجماعة الحوثي تحكم بالحديد والنار، وتمارس أبشع الانتهاكات، فهي تصفي القيادات المدنية التابعة لصالح في الشوارع، وتقتل حتى الجرحى منهم، وتحاصر منازل قيادات حزب المؤتمر، وتفجر بعضها، وتعتقل الأبناء، ما أخاف الناس ودفعهم للتراجع، خاصة أن هذه القيادات المؤتمرية هي المعول عليها للمواجهة وقيادة المقاومة".
السيناريو القادم
وحول رؤيته للسيناريو القادم قال العليي: "يجب استحداث آليات جديدة للتعامل مع الواقع الجديد، والتنسيق مع الكتلة البشرية بالداخل، وحثها على التمرد، وبالتوازي، حسم المعارك، وربما بشائر النصر، قد لاحت بعد خبر تحرير الخوخة، وهي أول منطقة تابعة للحديدة، فهذا الأمر سيدفع الجماهير للمسير نحو التحرر، ورفض جماعة الحوثي عملياً"، لافتاً إلى أن "مَن يفهم الحوثيين يدرك تماماً عدم جدوى الاتفاق معهم، فهم يريدون أتباعا وليس شركاء وطن، وما حدث مع صالح هو خير دليل".
وحذر العليي من تأخر تحرير المناطق اليمنية من أيدي الحوثيين، لأن "هذا من شأنه زيادة سيطرة الحوثيين وتمكينهم من تغيير الطبيعة السكانية، وإجبار المواطنين على التعايش مع الواقع الحوثي".
وأعرب الكاتب اليمني همدان العليي عن تفاؤله، لأن "اليمنيين في ستينيات القرن المنصرم استطاعوا التحرر من الفكرة الإمامية رغم الجهل والفقر وغياب الكهرباء والتلفزيونات والصحف الشائعين وقتها، فما بالنا والمنصات الإلكترونية الآن توثق بشاعة وجرم جماعة الحوثي، بما يحث على الرفض وعدم الاستكانة والخنوع، كما أنهم يعرفون عدوهم، ويتمنون اللحظة التي يتم فيها تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين".
العربية . نت