زاد الاردن الاخباري -
اقتحم عالمنا فقرّب البعيد وجمع اصدقاءنا واحبتنا ضمن اسس وانظمة معينة قادرة على جمع مليون صديق من كل انحاء العالم, تحديات كثيرة واجهت مصيرنا مع بداية اقتحام "الفيس بوك" لعالمنا, فالكثيرون تآنست وحدتهم بعد لقائهم باصدقائهم عبر شاشة المحمول الذي يأخذه الى عالم يحبه يفتقده مع اصدقاء بعيدين يتواصلون مع بعضهم بعضا عبر مشاعر الكلمات ولغة الصورة والحنين الى الصوت.
وحيد يجلس في المقهى امامه الحاسب المحمول ينادي النادل بصوت مرتفع ليعرف رمز العبور الى الانترنت ليجلس متنقلا مع اصدقائه الى عالم التواصل الالكتروني متأسفا على زمن تعذر اللقاء وضيق الحال الذي وضعه وحيدا في المقهى, لا احد معه الا ارجيلة يحرق جمرها ويذوب لوعة من فرقة ووحدة لا تنتهي, يدخل لعالم الفيس بوك المليء بالامل ليجد دعوة او طلب صداقة او انضمام الى مجموعة تجعل حياته اكثر املا من اي وقت مضى, هذا الحال الذي لا يشبه في مضمونه الا عالما صغيرا جمع الكثيرين بعدما فرقهم, فاصبحت الحياة وحدة لا يجمعها الا الحنين الى الاصدقاء بمقهى مكتظ لا امل به, الا الفيس بوك الذي يفتح الابواب امام كثيرين ثم يغلقها بكبسة زر.
حكايات كثيرة نُسجت على الفيس بوك فأسعدت قلوب الكثيرين وكسرت قلوبا اخرى, مبدعون كثر تعرف عليهم الكثيرون, هم شباب يقفون كالشموع المقادة على شمعدان الانتظار, مشكلتهم انهم شباب لا يؤمن الكثيرون بأبداعاتهم ومقدرتهم على الابداع في مجالاتهم, فاختاروا الفيس بوك للتواصل مع ابناء جيلهم الذين يشجعونهم وينضمون الى مجموعاتهم ويقودونهم على طريق الامل بعد انقطاع السبل في الطرق العادية.
الفيس بوك ومدى تأثيره على نشاط الشباب وتواصلهم مع اصدقائهم ودعمهم للمبدعين من ابناء جيلهم, وغيرها من الامور التي قربت البعيد وونست الوحيد حكايات تقارب وتباعد وامل مكسور استطاعت "العرب اليوم" ان ترصدها من بعض الشباب الذين فتحوا قلوبهم واباحوا بما لا يباح:
شادي سمعان 26 عاما يجلس وحيدا في مقهى يوفر خدمة "الويرلس" المجانية والتي يتمكن من خلالها الربط مع شبكة الانترنت, وهي في الغالب خدمة مجانية توفرها الكثير من المقاهي لجلب اكبر عدد من الزبائن الباحثين عما يقتل وحدتهم, بكل مساء يجلس شادي في المقهى وامامه الحاسب المحمول يتبادل الرسائل والتعليقات مع اصدقائه الذين يعملون في الخارج. يقول شادي: لم يبق احد من اصدقائي في البلد جميعهم يعملون في الخليج, واتواصل معهم عبر الفيس بوك نتبادل الافكار والصور الحديثة والقديمة التي تجمعنا, الفيس بوك يفتح افاقا كثيرة للشباب ويدخلهم في عالم المرح والذكريات ويتعرف الشاب على اناس جدد.
وقد لا يقل حال الفتيات اللواتي يقتحمن عالم الفيس بوك في اوقات الفراغ التي هي اطول من ساعات فراغ الشاب, مما يدخلها بعالم الصديقات اللواتي يتعذر عليهن التواصل بشكل دائم, فيبقى الفيس بوك حلا جذريا للقاء والتواصل فهذا ما تأكده ريما كنعان 28 عاما التي تجلس في المنزل في كل ليلة للتواصل مع صديقتها في داخل وخارج البلد, وترى ريما ان هذه المواقع وجدت حلا لفراغ الكثير من الشباب والفتيات ففتحت باب التواصل بين الاصدقاء, والجميل ان هذه المواقع اوجدت حلولا بالنسبة للخصوصية والسرية, فهناك انظمة تحمي الملفات وعدم ظهورها الا للاصدقاء الذين تم قبولهم من قبل الشخص فهم القادرون على الدخول الى البروفيال الخاص به, وهذا شيء ايجابي يضمن لكل شخص ان يجمع في صفحته اصدقاءه ومعارفه فقط وهذا افضل من باب التواصل الخاص.
"مبدعون على الفيس بوك"
مبدعون لهم ملفات وصفحات كثيرة على هذا الموقع بين مغنين وتشكيليين ومسرحيين وغيرها من الاشياء التي يتعرف عليها الشاب عبر الفيس بوك. بلقيس يوسف 24 عاما ترى العديد من الصفحات للكثير من الشباب المبدعين في مجالهم وحرفهم وغالبا ما يظهر شعار الاعجاب بما يقدمونه من اعمال فنية ويدوية, واعتقد ان الفيس بوك قدم شبابا مبدعين كثرا عبر المواقع والصفحات وتبادل الصداقة, فعرفهم الكثير من الناس وفتحت ابواب المجد لدى بعضهم وهذا واضح من خلال وسائل الاعلام بكافة اطيافها.
"مبدع على الفيس بوك مهمش على الواقع "
اجمع العديد من الشباب الذين التقينا بهم على نجومية الكثيرين على الفيس بوك في شتى المجالات لكنهم على ارض الواقع غير معروفين, فقد صادف الكثير منهم الانضمام الى مجموعات فنية او الاعجاب بصفحة لفنان معين او مبدع ما, ترى هل ساهم الفيس بوك باضاءة الطريق امام بعض الشباب المبدعين.
هذا ما تراه سمر عزيز وعمر التميمي اللذان يتفاجآن بوجود طلبات للانضمام لمجموعات تحتوي على مبدع في مجاله لدعمه والتعريف به او الاعجاب بصفحة معينة لمبدع ليتم تسويقه عبر الفيس بوك لمجموعات من الاصدقاء, فقد اجمع الكثير من مستخدمي الفيس بوك ان هناك مبدعين كثرا في مجتمعنا غير معروفين لكن الفيس بوك ساهم في انتشارهم بشكل كبير وواسع مما اتاح لبعض الجهات المرتبطة بقطاعه التعرف على مواهبه.