زاد الاردن الاخباري -
تتسارع الجهود الأردنية لمواجهة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث يقود جلاله الملك عبدالله الثاني شخصيا جهدا دبلوماسيا وسياسيا في كل الاتجاهات للتعامل مع تبعات القرار، والتواصل مع عواصم القرار العالمي، عبر لغة واضحة رافضة للقرار وتداعياته، بصفته غير قانوني ويتناقض مع الشرعية الدولية.
واستمرارا لهذه الجهود، من المقرر أن يعقد جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز غدا الثلاثاء، قمة ثنائية في السعودية لبحث تداعيات هذا القرار، فيما يشارك جلالته بعد غد الاربعاء بالقمة الاسلامية الطارئة في تركيا والتي ستخصص لبحث قرار ترامب وتداعياته بعد أن أثار القرار الغضب والقلق في أوساط الشعوب الإسلامية قاطبة.
وكان تم الاتفاق مع الجانب التركي، أثناء زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لأنقرة الأربعاء الماضي، على عقد القمة الإسلامية في إسطنبول "توحيدا للجهود" العربية والاسلامية بمواجهة القرار الأميركي.
جلالته كان أكد من أنقرة أن مدينة القدس "تمثل مفتاح أي اتفاق سلام، كما تمثل مفتاح الاستقرار للمنطقة برمتها".
وقال جلالته "نحن في الأردن بصفتنا صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، سنستمر في تحمل مسؤولياتنا الدينية والتاريخية تجاه المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، وسنؤدي دورنا في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".
كما اتفق جلالة الملك والرئيس اردوغان على ان "عدم إنصاف حقوق الفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين في القدس لن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف وسيقوض الحرب على الإرهاب".
وحسب مصادر سياسية، فان الجهود الملكية سياسيا ودبلوماسيا لم تبدا بعد اتخاذ الرئيس ترامب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، بل سبقتها جهود واتصالات حثيثة وطويلة مع الجانب الاميركي نفسه ومع عواصم صنع القرار في العالم لثني الادارة الاميركية عن التحول في السياسة الاميركية تجاه عملية السلام والقدس.
الدبلوماسية الاردنية سارعت ايضا بعد صدور قرار ترامب نهاية الاسبوع الماضي الى الدعوة للاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والذي اختتم فجر امس، حيث اكد المجلس على رفض لقرار ترامب، وإدانته واعتباره قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية في قضية الجدار العازل.
ونبه وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال الاجتماع، إلى أن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، سيبقى في حالة انعقاد دائم، وسيجتمع مرة ثانية في موعد أقصاه شهر من تاريخ اليوم، لتقييم تطورات الأوضاع السياسية في ضوء القرار الأميركي.
كما أكد الصفدي أنه "سيتم خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية، التوافق على خطوات مستقبلية، بما في ذلك عقد قمة عربية استثنائية في الأردن بصفته رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية".
كذلك اثمرت الجهود الدبلوماسية الاردنية عن صدور قرار الاتحاد الاوروبي بالتحذير من تداعيات قرار الرئيس الاميركي تجاه القدس وتأثيراته السلبية على الاستقرار وعملية السلام، ما أسهم بحشر السياسة الأميركية أكثر بعد قرارها غير المسؤول.
المصادر السياسية أكدت ان المملكة ستواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة اقليميا ودوليا، وبتنسيق مكثف ومستمر مع الأشقاء والاصدقاء في العالم للدفع نحو جهد فاعل لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وحماية القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي فيها كأولوية متقدمة في الأولويات الأردنية.
وأشار المصدر إلى أن "لجنة مبادرة السلام العربية التي يترأسها الأردن، تعمل على تشكيل وفد من أعضائها للعمل مع المجتمع الدولي، للحد من التبعات السلبية للقرار، وتبيان خطورته، في ضوء المكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس عند المسلمين والمسيحيين".
الغد