أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت المياه: مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص فليقرأ العرب ما كتبته هآرتس الملك يعود إلى أرض الوطن الملك يهنئ بعيد استقلال موريتانيا نقابة الذهب تحذر من عروض الجمعة البيضاء منح ومقاعد للأردنيين في الجامعات الإماراتية قريبًا عمليات جراحية معقدة تنفذها كوادر الميداني الأردني بغزة بايدن: نعمل لاتفاق في غزة دون وجود حماس في السلطة كلية الدفاع الوطني الملكية تختتم برنامج فن القيادة والتخطيط الاستراتيجي للكوادر الطبية الملك يلتقي الرئيس القبرصي في نيقوسيا الحكومة: لا تسفير للعمالة التي تحمل صفة لاجئ الأمن يوضح حول تّسجيل صّوتي متداول بخصوص الطريق التنموي وزير الداخلية يحاضر في كلية الدفاع الوطنية الملكية اقتصاديون: النهج الحكومي يبث الإيجابية وينسجم مع رؤية التحديث الأردن .. مشاريع لتطوير البترا كوجهة سياحية عالمية مستدامة أهالي أسرى إسرائيليين بغزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو الجامعة الأردنية وكلية الجراحين الملكية في ايرلندا توقعان مذكرة تفاهم أكاديمي المومني: الإذاعات المجتمعية منابر تنموية فاعلة الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو

العنف المجتمعي

21-11-2010 09:28 PM

عند الحديث عن العنف الذي بدأ يطفو على العلاقات الاجتماعية في بلادنا ، يجب النظر إلى الموضوع كوحدة واحدة وأحداث متتالية ومرتبة ومتداخلة مع بعضها البعض ، ولا يمكن اعتبار أحداث العنف في الجامعات منفصلة عن أحداث القتل العشوائي التي تحدث بسبب خطأ ما من رجل مدني أو رجل أمن لم يحسن استغلال السلطة الممنوحة له ، وما شاهدناه من أحداث في أيام الانتخابات في العديد من مدن المملكة ما هو جزء من مسلسل العنف وتجسيد واضح لمقولة أن العنف لا يولد إلا عنفاً .
عجز حكومي واضح وافتقار المسئولين الجدد سواء المدنيين والعسكريين إلى حكمة الآباء والأجداد التي تستخدم في مثل هذه الحالات ، بل أنهم كانوا –الآباء والأجداد- على قدر عالي من المسئولية التي تمكنهم من التصدي إلى حل القضايا العشائرية في الدول الأخرى وحل ما هو أصعب وأكبر من ذلك بكثير . حتى الزعامات الشعبية في الكثير من مدن المملكة والتي ترتكن إليها الحكومة في هذه الظروف ، أصبحت تعين بموجب قرار إداري من قبل الحكومة سواء بتنصيبها شيخاً أو نائباً أو حتى وزيراً ، وبالنتيجة فهذا يعني عدم وجود مرجعيات عليا يجمع عليها جميع أفراد العشيرة وبحيث قادرة على حل الصراعات ومعالجة الأمور بحكمة وعقل وتروي ، وإنما هي قيادات سياسية بالأساس ، وبفضل قانون الحكومة الانتخابي أيضاَ تلاشى مفهوم الآسرة الممتدة وتشتتت العائلات الكبيرة إلى بقايا أو أجزاء صغيرة منها وأصبح ولاءها وانتماءها لهذا الجزء أكثر من العشيرة الأم .
ما يحدث في بلادنا يتطلب تأهيل كوادر الأمن العام وخاصة قيادات الدرك وشغب الملاعب وإدارة السير وتلك الجهات التي لا تحظرني أسماءها وتتعامل مع شرائح مختلفة من المواطنين في مختلف الأماكن على امتداد بقعة الوطن ، فتقديم خدمة الأمن للمواطنين لا يعني ترويعهم وفقدهم الثقة بجهاز كان هو الأقدر والأكفأ على حفظ الأمن والنظام الداخلي على امتداد عمر الأردن ، بل يتطلب الأمر اللجوء إلى أسلوب تسويق العلاقات كما تراه الأدبيات العلمية ، فبدلاً من تقديم باقات الورد للمرضى في المستشفيات في غرف المرضى والعناية الحثيثة أيام العيد ، والتي يحظر القانون الدولي وجمعيات حقوق الحيوان الدخول إليها حتى في حالات الحرب – لكن تم تكريمهم على طريقة الدرك بقنابل مسيلة للدموع .
هذا الأسلوب –تسويق العلاقات- يعني بناء شراكة مجتمعية فاعلة ما بين رجل الأمن وقياداته من ناحية ،وكلاهما مع المواطن من جانب آخر ، والهدف هو بناء علاقة مربحة من الناحية الاجتماعية طويلة الآجل ، والهدف الربحي مرتبط بإيصال رسالة الأمن بطريقة علمية وحضارية إلى أبناء الوطن وبالتالي تعزيز دورهم في المحافظة على مقدرات البلد ومكتسباته التي نفخر ونعتز بها .
لماذا اختفى دور فكرة أصدقاء الشرطة أو أصدقاء الأمن العام أو الدفاع المدني ، وما هو دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية الأمنية ، ومدى تعاون المؤسسات الأمنية في ذلك . المجتمع الأردني هو مجتمع بسيط جداً وهو قائم على النخوة والكرامة والفزعة لذلك فهو بحاجة إلى حسن في الإدارة والتوجيه بطريقة تجعله يقدم أفضل ما لديه من قدرات وطاقات تصب في تحقيق الأهداف التنموية الألفية التي تسعى الحكومة لتحقيقها إن طال عمرها إلى ذلك الوقت ، وهذا لا يعفي المواطن مهما كان كبيراً أو صغيراً من تلقائيته في المحافظة على مقدرات بلده ومكتسبات مدينته وإرث أجداده ، فنحن شعب متعلم ومثقف نباهي الأمم بإنجازاتنا وفي القريب سوف تبلغ نسبة الأمية لدينا صفر .
ألا يستحق هذا الوطن المحافظة عليه ، وهو تراب وتاريخ وبيوت وهواء وأشجار وشوارع وأزقة حتى الذكريات بحلوها ومرها هي الوطن ، ولكنه بكل تأكيد ليس أشخاص .

الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
Nsour_2005@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع