زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الأحد، إن الفلسطينيين يرفضون العرض الأميركي، وهم بذلك، حسب زعمه، يرفضون حل الصراع. في حين بدأ نتنياهو لمس حقيقة اتساع الحراك الشعبي، والمطالبة باستقالته، على خلفية قضايا الفساد المتورط بها، وفي حين أن المظاهرات اقتصرت على تل أبيب في الأسابيع الثلاثة الماضية، فقد امتد مساء السبت الأخير إلى المدن الكبرى، كما أن قوى يمينية بدأت هي أيضا تخوض مظاهرات ضد نتنياهو وفساده.
وقال نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية أمس، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "أبو مازن أعلن أنه ينسحب عمليا من العملية السلمية وأنه ليس مهتما إطلاقا بأي مقترح ستقدمه الولايات المتحدة. أعتقد أن مرة أخرى يتجلى هنا شيء بسيط وواضح: الطرف الذي لا يريد حل الصراع هو الفلسطينيون. الولايات المتحدة قالت شيئا مهما للغاية آخر وهو إن جذور الصراع في الشرق الأوسط لا تكمن في إسرائيل، بل في إيران وفي الإسلام المتطرف وفي الإرهاب الذي يمارسه. كل هذه هي حقائق تكتشف أمام عيون الجميع. وكل من له عيون وقلب نزيه لا يستطيع أن ينكرها".
وتابع نتنياهو قائلا، لقد "أوعزت لوزارة الخارجية خلال نهاية الأسبوع بالانسحاب من منظمة اليونسكو. أعتقد أنه يجب اتخاذ هذه الخطوة على ضوء التعامل المنحاز وأحادي الجانب والسخيف معنا الذي تتميز به هذه المنظمة وأيضا على خلفية الموقف الأميركي الحازم في الأمم المتحدة الذي نرحب به".
إلى ذلك، فإن نتنياهو بدأ لمس أكثر من ذي قبل، الضغوط الشعبية، التي تطالب باستقالته على خلفية ملفات الفساد التي يواجهها، فقد شهدت عدة مدن في البلاد مظاهرات حاشدة، للأسبوع الرابع على التوالي.
ويواجه نتنياهو حتى الآن ثلاثة ملفات فساد، والحديث يجري عن ملفين آخرين، سيكون متورطا بهم، ومنها شبهات بحصوله على أموال غير مشروعة، على شكل هدايا، وفي أخرى، وهي صفقة الغواصات العسكرية مع المانيا، إذ أن عددا من كبار مستشاريه واصدقائه المقربين، حصلوا على رشاوى ضخمة بها.
وقد بدأت التحقيقات مع نتنياهو قبل نحو عام من الآن، إلا أن الشرطة تواصل التحقيقات. وبعد أن تنهي ستقدم توصياتها للنيابة العامة، وللمستشار القضائي للحكومة، ليكون بين يديه القرار الأخير، بشأن تقديم نتنياهو للمحاكمة، وهذا يتطلب وقتا قد يمتد لأكثر من عام، إلا أن نتنياهو يبحث عن مهرب، يبقيه في كرسي رئاسة الوزراء، الى ما بعد الانتخابات البرلمانية، التي قد يبادر لها نتنياهو في الفترة المقبلة، في حال شعر أن هذه الانتخابات ستنقذه، وقد تعيده الى رئاسة الوزراء.
كذلك، فقد اضطر رئيس الائتلاف الحاكم، النائب من حزب "الليكود" دافيد بيطان، المقرب من نتنياهو للاستقالة من منصبه كرئيس للائتلاف، على خلفية تحقيقات مكثفة تجري معه، في قضية رشاوى من عالم الإجرام. كذلك فإن التحقيقات تتسارع مع ثلاثة وزراء آخرين، وهم وزير الداخلية آرييه درعي، وهو الزعيم السياسي لحزب "شاس" الديني المتزمت. ووزير الرفاه حاييم كاتس، ووزير الطاقة يوفال شتاينتس، وكلاهما من حزب الليكود.
وأكثر ما بدأ يقلق نتنياهو، هو أن المظاهرات ضده بدأت تمتد لقوى اليمين، التي بادرت لمظاهرة خاصة بها مساء السبت في القدس، وكان الخطيب الأبرز في المظاهرة، وزير الحرب الأسبق موشيه يعلون، الذي قال، إن ما "يقض مضجعه ولا يجعله ينام، ليست القنبلة الإيرانية، وإنما الفساد الذي ينخر بالمجتمع الإسرائيلي".
الغد