هذا التغيير الوزاري المستمر يقلقني ، فهو يبقيني على أعصابي لعدة ايام ولحين انتهاء التشكيل وإعلانه في التلفزيون، بل والأمل يبقى لحين أداء الوزراء ليمين القسم أمام جلالة الملك... وليست هذه المرة الاولى بالطبع، فهو أمر يتكرر مع كل تشكيل، ومع أن زوجتي تحاول بكل ما اوتيت من حنكة وهدوء أن تقنعني أن لا أمل لي في أي تشكيل وزاري إلا أنني أصر أن الوزارة قادمة لا محالة.
ليس سراً أن اقول لكم أن هذا الهوس قد انتابني مع مشاهدتي لفيلم معالي الوزير للمثل المصري أحمد زكي والذي يتقلد فيه منصب الوزارة مصادفة وبالخطأ. فلماذا لا يحصل هذا معي؟!!... هذا بالطبع مع أحقيتي الكاملة بهذا المنصب لأنني أملك جميع المؤهلات التي يتمتع بها الوزراء.... فأنا مواطن أردني، لا أحمل اي جنسية أخرى، عاقل بالغ، احمل شهادة علمية، أحب تراب هذا البلد وخدمت فيه من شماله إلى جنوبه، لم أسرق، لم ارتشي، لم استعمل الممتلكات الحكومية في أغراض خاصة، لم أستغل موقعي الوظيفي في أي واسطة أو من أجل تعيين قريب لي في منصب يستحقه غيره.... سجلاتي في الدوائر التي خدمت فيها أو حتى في الدوائر( ......) نظيفة بل وناصعة البياض.. فلماذا لا أكون إذاً من أول المرشحين للوزارة؟؟!!....
أنا أرجو من دولة الرئيس أن ينظر بعين العطف لطلبي أن اكون وزيراً في حكومته.. وسأبقى بجانب الموبايل أو بالأحرى بجانب جميع الموبايلات خلال الأيام القليلة القادمة عسى أن أحظى بشرف المحادثة مع دولة الرئيس أو بشرف الحديث مع سكرتيره الخاص وهو يدعوني لمقابلة دولته...
ربما كان يجب أن أوضح أنه ليس مهما إسم الحقيبة الوزارية، فـشرفٌ هو خدمة الشعب في أي موقع. ولهذا فليس مهما إن كان هذا الشرف سأحظى به في وزارة الأشغال أو وزارة ألأوقاف، فنحن الأردنيون قادرون على القيام بنفس الأداء في جميع الميادين وليست هي المرة الاولى التي يتغير فيها المسمى الوزاري حتى بعد أداء القسم...
أنا أعلم ان المشاورات قد بدأت، وزوجتي تعلم أنها لا بد وأن تبدأ بتزويدي بالقهوة المرة والحلوة والنسكافيه والكابتشينو.. فهي ساعات عصيبة لجميع أفراد العائلة، ولكن هذا لا يهم مقابل النتيجة، فهي ومع أنها تعلم أن أملي في الوزارة كأمل ابليس في جنة الخلد، إلا أنها لا تتوانى عن الوقوف بجانبي والتحدث لوالدتها ملمحة – خجلاً وصوت منخفض – أن \"معن\" ينتظر إتصالاً من... والوالدة عليها أن تفهم.
ربما ليست هي المرة الاولى التي اتسمر فيها قرب الهاتف والموبايل خلال التشكيل الوزاري.. وأعدكم أنها لن تكون الأخيرة، ولكن لا زلت على أمل أن يأتي دوري أيضاً في هذه التشكيىلات الوزارية، وانتم تعلمون أن لكل مجتهد نصيب... ادعولي.
د . معن سعيد