كلام جلالة الملك قبل يومين بخصوص اوراقه النقاشية التي لم تكن ترجمتها على ارض الواقع كما يجب واضح للجميع ... وكلام جلالته عن ضرورة تنظيف مؤسسات الدولة من المعرقلين واصحاب الأيادي المرتجفة لا يحتاج الى عناء تفسير ... ومطالبة جلالة الملك ممن لا يستطيع الانجاز (في وزارته او مؤسسته) أن يقدم استقالته بدل اقالته ... هو طلبٌ ورغبةٌ وامرٌ ملكي سامٍ من دولة الرئيس بأن ياخذ بالحسبان تنفيذ هذا التلميح بدون تصريح .
ودولة الرئيس الذي لن يستطيع فعل أي شيء لتطهير بعض الوزارات وتنظيف بعض المؤسسات من قادتها في ظل طاقم وزاري توالد بعمليات التعديل القيصرية الأربع ، فإنه بحاجة فعلا وهذا من حقه ان يعيد تشكيل حكومته من جديد أو ان يستاذن جلالة الملك بتعديل خامس
...
ولذلك فإن الهجمة الإعلامية المستمرة على حكومة الدكتور الملقي (منذ تشكيلها) ، ليست هجمة مقصودة لشخص الرئيس ، ولكنها جاءت بسبب عدم قدرة معظم الطاقم الوزراي لحكومة الدكتور الملقي على التواصل مع المواطنين في الميدان كما هو مطلوب ، وكما يريده جلالة الملك ... وهذا ما جعل الحكومة (خارج التغطية) الشعبية واحيانا خارج التغطية البرلمانية .
نحن مع جلالة الملك في استقرار الحكومات واعطائها الوقت اللازم لتنفيذ مفهوم ولايتها العامة حتى لو استمرت اربع سنوات ... ولكن يبقى من المستحيل أن تكمل حكومة دولة الرئيس الملقي عامها الثاني بالاعتماد على نفس الطاقم الوزاري ... وعلى نفس الطاقم الإداري الذي يقود مؤسسات الدولة ، والا فما الذي اضطر جلالة الملك أن يُلمّح الى ضرورة تقديم البعض ممن يخافون ويرتجفون ولا ينجزون لإستقالاتهم بدل اقالتهم من قيادة مؤسسات الدولة .
دولة الرئيس : البوصلة الإعلامية لديك (معطلة) من الجهات الاربع (وزارة الدولة لشؤون الاعلام ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء وهيئة المرئي والمسموع) وقد وصل ذلك الى مسامع جلالة الملك (مشافهة ومشاهدة ومكاتبة) فابدأ من هنا لكي تُعيد الصوت المعتدل لحكومتك كما كان ... حين (كانت) شاشة الوطن محط ثقة المواطنين .